الدين والحياة

رئيس مجلس علمي: “البرقع” و”النقاب” لا علاقة لهما بالالتزام والشرع

الدار/ أسماء لشكر

 

الجلابة، الحايك، اللثام  … كلها ملابس تعكس خصوصيات وتقاليد المدن المغربية، إلا أن هذا الزي المغربي التقليدي الذي حافظت عليه المغربيات مند زمن طويل أضحى  يعرف تغييرات كثيرة. بل هناك من استبدلنه بلباس دخيل على ثقافتنا. وأصبحنا نرى في الشوارع بعض النساء اللواتي يرتدين ما يسمى بـ "البرقع"، و"النقاب" الذي يلقبه البعض  بالزي الإسلامي.

الحديث عن هذا الموضوع، يقودنا لتساؤل عن مدى تطور اللباس عند النساء بالمغرب عبر السنوات، خاصة من الناحية الدينية؟، ومن جهة أخرى هل هذا اللباس المشرقي يمثل بالدرجة الأولى الدين الإسلامي؟.

 

"النقاب" لا علاقة له بالالتزام والشرع و"الجلابة "من صميم الثقافة المغربية

قال "لحسن بن ابراهيم سكنفل"، رئيس المجلس العلمي المحلي لعمالة الصخيرات – تمارة في تصريح له لموقع "الدار" تعليقا على الموضوع "أن اللباس في الإسلام له مواصفات شرعية ثلاث، وهي: أن يكون ساترا للجسم، وغير كاشف أو غير واصف؛ أي: غير ضيق يصف تفاصيل الجسد".

وأضاف بأن اللباس، في أي بلد هو عنوان ثقافته وحضارته، ويتطور بتطور المجتمع، إلا أن المسلم أو المسلمة يحرصان دائما في أي زمان ومكان على أن يلتزما بالضوابط الشرعية

وسجل في ذات السياق، بأن تطور لباس المرأة المغربية عبر العصور، تنوع بتنوع العادات والتقاليد في أنحاء المغرب بين الجلابة والحايك والملحفة. مضيفا "أن المرأة المغربية كانت  في المدن قبل الاستقلال وبعده تلبس الجلابية واللثام"النقاب"، ثم تخلت عن اللثام واكتفت "بالفُولار" قبل أن انتقل إلينا ما يعرف اليوم بالحجاب.. وهو اسم اللباس الذي تلبسه المرأة في المشرق.

وذكر سكنفل، أن ظاهرة "النقاب"بالشكل المشرقي، لا تعدو أن تكون تقليدا للمشارقة، ولا تعني بالضرورة الالتزام بالشرع. لأن المرأة المغربية في الماضي القريب كانت تلبس الجلابية واللثام "النقاب"ولم يكن أحد يعيب ذلك لأنه من صميم الثقافة المغربية، ولا يخرق النسيج الاجتماعي.

 

"البرقع" و"الحجاب التركي" بالمغرب تقليد

 

اعتبر "عبد المنعم الكزان"، في حديثه لموقع "الدار" أن البرقع أو الحجاب التركي هو نتاج لانتشار التيار الوهابي والاخوان المسلمين، مشيرا إلى أن هناك ما يسمى بتنميط المتدين. ويقصد به أن هذا النوع من اللباس الدخيل على ثقافتنا نحن كمغاربة يكرس صورة نمطية على مستوى الإسلام الحقيقي.

وأضاف، الباحث المغربي في علم الاجتماع، أن الحجاب أصبح موضة في مجتمعاتنا، ويخلق نوعا من التفرقة في الطبقات الاجتماعية، قائلا "إن الحجاب الذي ترتديه المرأة الغنية ليس هو ما ترتديه المرأة الفقيرة"، في إشارة منه أن اللباس اختلف عبر مرور السنوات. وما نراه الآن ليس كما كان عليه اللباس من قبل، ذلك من ناحية نوعية الأثواب وجودتها.

وأوضح المصدر ذاته، أن  دخول الحجاب الأفغاني بهذا الشكل مرتبط بالحرب الأفغانية في السبعينات والثمانينات، ومرتبط بانتشار  الحركات المتشددة، مشيرا إلى أن التصور المشرقي يختلف كليا عن التصور المغربي ليس فقط على مستوى اللباس بل فيما يخص أيضا العادات والتقاليد، والمساهم الرئيسي في هذه  التحولات التي أصبحنا نشهدها هي العولمة وتشمل بالدرجة الأولى عولمة اللباس.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

3 + عشرة =

زر الذهاب إلى الأعلى