أخبار دولية

فرنسا تترقب كلمة ماكرون مع استمرار الإضراب ضد إصلاح أنظمة التقاعد

صعد قادة النقابات الفرنسية الاثنين دعواتهم الرئيس إيمانويل ماكرون الى التخلي عن خطة لإصلاح نظام التقاعد رغم مؤشرات الى تراجع التأييد لإضراب لوسائل النقل دخل يومه السادس والعشرين.

ويلقي ماكرون كلمة للأمة مساء الثلاثاء لمناسبة رأس السنة، بعدما ترك للحكومة مسألة الدفاع عن خطة هي من أكثر الإصلاحات إثارة للجدل خلال فترة رئاسته.

وقال مسؤول في قصر الاليزيه لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن هويته إن الرئيس سيعيد تأكيد “تصميمه بشأن مشروع للتقدم الاجتماعي يصحح عددا من أوجه عدم المساواة”.

وأضاف المسؤول “في هذه المرحلة من غير المتوقع أن يخوض في تفاصيل الإصلاح” الذي يتعلق بإلغاء 42 نظام تقاعد منفصل وجمعها في نظام قائم على أساس النقاط.

وتتضمن خطة الاصلاح تحديد سن التقاعد عند 64 عاما، يمكن المتقاعدين عند بلوغه الحصول على معاش كامل، رغم أن بإمكانهم وقف العمل قانونيا عند بلوغهم 62 عاما، وهو ما تعارضه النقابات بشدة.

وقال فابيان دوما من نقابة سود للسكك الحديد لوكالة فرانس برس إن كلمة ماكرون “ليست حدثا مهما بالنسبة لنا”.

وقال “لا أتوقع أن يصدر أي إعلان” وذلك قبيل محادثات جديدة بين النقابات والحكومة اعتبارا من السابع من يناير.

بعد ثلاثة أسابيع من الإضرابات — هي الأطول مدة منذ منتصف ثمانينات القرن الفائت — اقرت الحكومة أن بعض العمال، مثل الشرطة ورجال الإطفاء يمكن أن يتقاعدوا في سن مبكرة.

كما تم إبلاغ راقصي أوبرا باريس في نهاية الأسبوع الماضي بأن نظام التقاعد الجديد سيطبق فقد على الموظفين الجدد اعتبارا من يناير 2022.

وقال الأمين العام لنقابة “فورس أوفريير” إيف فيرييه الاثنين لإذاعة فرانس إنفو “من الواضح أن مشروعه يتداعى”.

وأضاف “يمكن أن نرى أنه لا يمكن تطبيقه على عدد من القطاعات سواء قطاع الطيارين أو الإطفائيين أو راقصي الأوبرا” مكررا مطلبه بأن “يتخلى ماكرون عن المشروع برمته”.

وأرخى إضراب قطاع النقل بظلاله على عطلة نهاية السنة وتسبب بأزمة في حركة النقل اليومية في مدن كبيرة مثل باريس، وعرقل خطط السفر لآلاف الأشخاص في فترة عيد الميلاد.

وألغيت نصف رحلات القطارات الفائقة السرعة في فرنسا الاثنين، فيما شهدت حركة القطارات بين المناطق اضطرابات كبيرة، مع توقع بلبلة مماثلة خلال الأسبوع.

لكن الشركة الوطنية للسكك الحديد قالت إن 7,1 بالمئة من موظفيها فقط مضربون، بينهم ثلث عدد سائقي القطارات، في أدنى مشاركة من نوعها منذ بدء الإضراب في الخامس من ديسمبر.

وفي باريس، تم إغلاق خطين فقط من خطوط المترو ال16، علما بأن غالبية الخطوط الأخرى كانت توفر الحد الأدنى من الخدمة، وفقط خلال فترتي الذروة الصباحية أو المسائية.

وقالت جولي العاملة في قطاع العقارات في محطة سان-لازار في باريس “بدأ الأمر يصبح متعبا، لقد تعبنا”.

واضافت “لكننا في نفس الوقت نؤيد الحركة … غير أنها أصبحت منهكة”.

والإضراب الذي أفسد مشاريع السفر لآلاف الأشخاص في فترة عيد الميلاد، من المرجح أيضا أن يؤثر أيضا على احتفالات رأس السنة.

وقال وزير الداخلية كريستوف كاستانير إن نحو 100 ألف شرطي سيعملون ليلة رأس السنة لمنع القيادة تحت تأثير الكحول في وقت يتنقل عدد كبير من المحتفلين بالسيارات.

ويتجمع عادة في باريس ما بين 250 الفا و300 ألف شخص في الشانزليزيه لاستقبال العام الجديد، فيما تكون خطوط المترو ال16 تعمل مجانا طوال الليل.

لكن هذا العام سيعمل خطان فقط من تلك الخطوط، وحتى الساعة 2,15 صباحا، علما بأن الإدارة الوطنية للنقل في باريس تعهدت زيادة خدمة الحافلات الليلية.

والاثنين قام أعضاء نقابة الكونفدرالية العامة للعمل (سي جي تي) بقطع الطرق المؤدية إلى مرافئ في لوريان ولوهافر ومدن أخرى احتجاجا على خطة الاصلاح، فيما دعا المحامون إلى “إضراب مشدد” اعتبارا من السادس من يناير.

ويواصل راقصو أوبرا باريس اضرابا أدى إلى إلغاء نحو 50 عرضا حتى الآن، ووعدوا بحفل في الهواء الطلق في الباستيل الثلاثاء بعد عرض في قصر غارنييه ليلة عيد الميلاد.

المصدر: الدار ـ أ ف ب

زر الذهاب إلى الأعلى