الطامحون لترشيح الحزب الديموقراطي يتنافسون في أيوا مع ارتفاع شعبية ساندرز
تدشن ولاية أيوا الاثنين الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشح ديموقراطي سيواجه دونالد ترامب في الاقتراع المقرر في نوفمبر، بعد أشهر شهدت سبع مناظرات بين المرشحين مع ارتفاع حظوظ بيني ساندرز.
وبدا أن ساندرز البالغ من العمر 78 عامًا ورافع راية الجناح التقدمي بات في الصدارة وفق سلسلة من استطلاعات الرأي الأخيرة.
ورغم التنوع بين المرشحين رجالاً ونساء سواء في لون البشرة أو العمر أو الخبرة السياسية، فإن التحدي الرئيسي يأتي من الحرس الديموقراطي القديم، نائب الرئيس السابق السبعيني جو بايدن.
وقال ساندرز سناتور فيرمونت في تجمع انتخابي خلال عطلة نهاية الأسبوع في أيوا “إذا كانت نسبة إقبال الناخبين مرتفعة، وإذا شارك أشخاص لا يشاركون عادة … إذا خرج الشباب وإذا خرج ابناء الطبقة العاملة، لا يمكننا الفوز فحسب، أعتقد أننا نستطيع تسجيل فوز كبير”.
في سنة انتخابات نموذجية، تستحوذ أيوا على اهتمام البلاد السياسي. لكن قبل تسعة أشهر بالضبط من انتخابات 20 نوفمبر، لا يمكن وصف هذه الدورة الرئاسية بأنها كانت اعتيادية.
إذ تهيمن على العملية الانتخابية محاكمة عزل ترامب التي ستبلغ أوجها السبت مع توقع تبرئته شبه المؤكدة في مجلس الشيوخ الذي يهمين عليه الجمهوريون.
انطلق السباق نحو البيت الأبيض داخل الحزب الديموقراطي بمشاركة أكثر من 24 طامحا إلى منافسة المرشح الجمهوري ترامب، بعضهم بدأ جهوده منذ عام. لكن لم يبق الآن، قبل تسعة أشهر من تاريخ الانتخابات، سوى 11 منهم.
ومن المرجح أن يتقلّص مجال المنافسة أكثر عقب انتخابات الولاية المُهمّة التي تقدم أول نتائج موثوقة في سباق سيحدد التوجه المستقبلي للحزب وحامل لوائه في الانتخابات الرئاسية في 2020.
وأمضى ثلاثة مرشحين ديموقراطيين يشغلون مقاعد بمجلس الشيوخ، وهم التقدميان ساندرز واليزابيت وارن والمعتدلة آمي كلوبوشار، أسبوعين في واشنطن لحضورهم محاكمة عزل ترامب. وأدى ذلك إلى تعطيل حملاتهم الانتخابية في ولاية أيوا.
يضاف إلى ذلك التصعيد العسكري مع إيران، والحرب التجارية مع الصين، وظهور فيروس كورونا المستجد.
ويتصدر ساندرز الذي يخوض السباق كاشتراكي ديموقراطي نتائج استطلاعات الرأي في أيوا.
فقد أظهر استطلاع أجراه “معهد ايمرسون” عشية عقد مجالس الناخبين أن ساندرز يحظى بدعم 28 بالمئة من الناخبين في أيوا، بفارق سبع نقاط عن بايدن الذي يتصدر نتائج الاستطلاعات على مستوى البلاد.
ويأتي خلف بايدن رئيس البلدية السابق بيت بوتيدجدج واليزابيت وارن بفارق أربع نقاط.
ويأمل مرشحا الصف الثاني، كلوبوشار والمستثمر أندرو يانغ، في تجاوز التوقعات وإحداث زخم يقودهما إلى الجولة القادمة من السباق التي ستعقد في نيوهامشر في 11 فبراير.
وقال ساندرز لأنصاره في أيوا الأحد “هذه بالتأكيد أكثر انتخابات مصيرية في التاريخ المعاصر لهذه البلاد (…) كل شيء يبدأ مساء الغد”.
وشهدت الولاية وقائع مماثلة نهاية الأسبوع، اذ حاول المرشحون جذب الناخبين المترددين.
وقال بايدن في اجتماع شارك فيه 1100 من مناصريه في معهد بضواحي أيوا “أعدكم، إن ساندتموني سننهي عهد ترامب، عهد الكراهية والتفريق”.
من جهته، لم يقف ترامب مكتوف الأيدي. فالرئيس يهاجم الديموقراطيين باستمرار، وكرر ذلك الأحد عندما وصف بايدن ب”جو النعسان” بسبب افتقاد أغلب مهرجاناته الانتخابية للاثارة على عكس منافسيه.
أما بخصوص ساندرز، فقال عنه ترامب لتلفزيون فوكس نيوز “أظن أنه شيوعي”.
كل شيء جاهز في أيوا. عند الساعة 19,00 (01,00 ت غ الثلاثاء) ستستقبل حوالي 1700 مكتبة وكنيسة ومقرات أخرى منتسبي الحزب الديموقراطي للمساهمة في التقليد الغريب والفوضوي أحيانا.
فعلى عكس التصويت السري، يعلن المشاركون في التجمع الانتخابي عن مرشحهم الرئاسي من خلال التجمع مع مسانديه الآخرين. ويحظى المرشحون الذين يحصلون على 15 بالمئة من الأصوات بمندوبين في سباق الترشيح.
وفي حال لم يحصل مرشح على هذه النسبة في الجولة الأولى للتجمع الانتخابي، يحقّ لأنصاره دعم مرشح آخر في الجولة الثانية ويمكن لذلك أن يعيد ترتيب نتائج المرشحين.
ولنسبة المشاركة أهمية بالغة. وسعى المرشحون وممثلوهم لجذب الناخبين في مواضيع تشمل الصحة والضرائب وإنهاء الفساد في واشنطن.
وحاول المرشحون تعزيز فرص فوزهم على غرار ما فعل بوتيدجدج الأحد على منصات المهرجانات الانتخابية وفي برامج التلفزيون.
وقال المرشح الشاب لشبكة “سي ان ان” الأميركية “أعتقد بالتأكيد أني قادر على إلحاق الهزيمة بترامب أكثر من منافسيّ”.
ويقدم بوتيدجدج نفسه كشاب يحمل أفكارا جديدة في مواجهة بايدن (77 عاما) وساندرز (78 عاما) المتقدمين في السن.
ويمكن أن ينتج عن التجمعات الانتخابية مفاجآت كبرى، وفق رأي أحد الناخبين الذين لم يحسموا خيارهم بعد.
المصدر: الدار ـ أ ف ب