الانتخابات التمهيدية الديموقراطية تنطلق وسط الفوضى في أيوا
بعد حملة مستمرة منذ عام وملايين أنفقها المرشحون الديموقراطيون في ولاية أيوا التي افتتحت الإثنين الانتخابات التمهيدية، كان الحزب الثلاثاء عاجزا عن نشر أي نتائج، في إخفاق في التنظيم وكارثة سياسية سارع الرئيس دونالد ترامب إلى استغلالها.
وعدم صدور نتائج يحرم المرشحين من الزخم الذي يولده التصويت في هذا الولاية التي تفتتح تقليديا الاقتراع منذ السبعينات.
ولم يتصدر أي فائز الصحف الأميركية الثلاثاء، وسرعان ما سيتحول اهتمام الإعلام إلى الخطاب حول حال الاتحاد الذي سيلقيه الرئيس الجمهوري مساء الثلاثاء في الكونغرس، قبل تبرئته المرتقبة الأربعاء في مجلس الشيوخ حيث يحاكم ضمن آلية لعزله.
وسارع مرشحان إلى ملء الفراغ بإعلان فوزهما، وهما السناتور بيرني ساندرز الذي كان يتصدر استطلاعات الرأي وكاد يهزم هيلاري كلينتون في أيوا قبل أربع سنوات، ورئيس البلدية السابق الشاب المعتدل بيت بوتيدجيدج.
أما نائب الرئيس السابق جو بايدن، فبدا أن أداءه كان سيئا على ضوء أرقام بعض مكاتب التصويت الكبرى وتقديرات نشرها فريق حملة ساندرز.
وبرر الحزب الديموقراطي في أيوا تأخير النتائج بظهور “عدم تطابق” في الأرقام، موضحا أنه يريد التثبت من صدقية المعطيات، لكنه بقي صامتا فيما أشارت العديد من الإفادات إلى خطأ في التطبيق الذي يستخدمه مسؤولو مراكز الاقتراع الـ1700.
وعلق دونالد ترامب في تغريدة صباح الثلاثاء “لا شيء يعمل، تماما كما أداروا البلاد”.
وأضاف “الشخص الوحيد الذي يمكنه الإعلان عن نصر كبير جدا في أيوا الليلة الماضية هو ترامب” معلقا على فوزه في الاقتراع الرمزي الذي نظمه الحزب الجمهوري في الولاية مساء السبت.
وتحت ضغط الحملة الانتخابية المتواصلة، غادر المرشحون الديموقراطيون أيوا متوجهين إلى نيو هامشير التي ستنظم انتخابات تمهيدية في 11 فبراير، تتم بواسطة بطاقات اقتراع وليس من خلال مجالس انتخابية كما في أيوا.
وقال الأستاذ في جامعة فرجينيا لاري ساباتو لوكالة فرانس برس “كان بوسع المرشحين الأولين، وهما على الأرجح ساندرز وبوتيدجيدج، استغلال أدائهم للانطلاق في نيو هامشير. عوضا عن ذك، تتصدر الأخبار قلة كفاءة الحزب الديموقراطي الصادمة في أيوا. ومن سيصدق النتائج حين تصدر أخيرا؟”
تعتمد إيوا نظاما قديما يقوم على المجالس الانتخابية، وهي تجمعات ناخبين يتكتلون داخل كل مركز اقتراع تحت راية مرشح ما، مع احتمال إعادة توزعيهم على مرشحين آخرين بعد الدورة الأولى. ولطالما لقي هذا النظام تنديدا باعتباره يحد من المشاركة ومخالفا للديموقراطية إذ لا يراعي سرية التصويت.
وينشر المرشحون مراقبين في كل مكاتب التصويت وتصدر فرق حملاتهم تقديراتها الخاصة للنتائج.
وأعلن بوتيدجيدج في خطاب حماسي جدا مساء الإثنين “أيوا فاجأتِ البلاد”. معلنا نفسه “منتصرا”. وأضاف رئيس البلدية الشاب (38 عاما) في ولاية إنديانا “هذا المساء أصبح أملاً لم يكن مرجحا، واقعا لا يمكن إنكاره”. وهو يأمل في إحداث مفاجأة وتولي قيادة الجناح المعتدل في الحزب.
ولدى استئناف حملته في مانشستر في نيو هامشير الثلاثاء، أعلن مجددا “أثبتنا أن رسالتنا وتنظيمنا فائزان” في إيوا، من دون أن يؤكد صراحة أنه هزم بيرني ساندرز.
أما ساندرز (78 عاما)، زعيم الجناح اليساري من الحزب، فأعلن عن “نجاح جميل جدا” كما كانت تتوقعه استطلاعات الرأي، مؤكدا أن “هذا اليوم يشكل بداية نهاية دونالد ترامب”.
ونشر فريق حملته ليل الاثنين الثلاثاء بياناته الخاصة الجزئية التي تشمل حوالى 40 بالمئة من مراكز التصويت، وهي تضعه في الصدارة بحصوله على 28,62 بالمئة من الأصوات، يليه بوتيدجيدج (25,71 %) ثم إليزابيث وارن (18,42%)، وهي أيضا من الجناح اليساري للحزب.
أهم ما تكشفه هذه الأرقام في حال تأكدت صحتها هو الأداء السيء لنائب الرئيس السابق جو بايدن (77 عاما) الذي حل في المرتبة الرابعة بحصوله على 15,08 بالمئة بعدما بقي لأشهر في الطليعة في استطلاعات الرأي على المستوى الوطني.
وتلي بايدن مباشرة السناتورة المعتدلة إيمي كلوبوشار التي لم تتقدم يوما على المستوى الوطني، وأعلنت “تخطينا آمالنا”.
وكان الإحباط واضحا في بلد شهد من قبل إخفاقات في تنظيم انتخابات.
وقال المتطوع في حملة ساندرز محسن زركش (29 عاما) “إنه إخفاق واضح”.
ووجه فريق بايدن رسالة إلى المنظمين لطلب “توضيحات”. وقال إن “التطبيق الذي كان يفترض أن ينقل إلى الحزب نتائج مجالس الناخبين لم يعمل، وكذلك نظام الاتصال الهاتفي للحالات الطارئة”.
وفي حال تأكدت نتائج بايدن السيئة، فإن الإخفاق في التنظيم سيطغى عليها.
المصدر: الدار ـ أ ف ب