صلاح الكومري
كشفت وكالة الأنباء الأمريكية “أسوشيتد بريس”، كما هائلا من “المخالفات المالية” في الاتحاد الأفريقي لكرة القدم “كاف”، في الفترة الممتدة ما بين 2015 و2018، بعضها سبق وأن نشر في بعض المنابر الإفريقية العام الماضي، وأخرى تنشر لأول مرة، وتكشف ملايين الدولارات صرفت بدون سند قانوني، وبدون وثائق رسمية، وتؤكد، “سوء الإدارة” و”سوء استخدام السلطة”.
التقرير يستند إلى الافتحاص الذي قامت به شركة الخدمات المالية “wcp”، والمتكون من 50 صحفة، ويسلط الضور على مآل مجموع 50 مليون دولار، قام الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” بتحويلها إلى حساب الاتحاد الأفريقي في القاهرة في الفترة الممتدة ما بين 2015 و2018، صرفت منها 24 مليون دولار، تلبية لـ40 أمرا بالنفقة، إلى غاية دجنبر 2018، لكن في غياب تام لوثائق تبرر اتجاهات صرفها، بحيث أن المدققون في افتحاص مالية الجهاز القاري الأفريقي، حسب وكالة “أسوشيتد بريس”، “لم يتمكنوا من العثور على الغرض من الدفع أو المستفيد النهائي أو دليل استلام المبالغ في بعض الحالات”.
وفي هذا السياق، يشر التقرير ذاته إلى أنه من بين حالات المصروفات الغير مبررة، تم صرف 4.6 مليون دولار، بدون مستندات لتحديد المستفيد الرئيسي، كما تم صرف 3.6 مليون في 21 معاملة مالية، منها 1.6 مليون دولار فقط مبررة بالوثائق في اتجاهات صرفها.
ويشير التقرير أيضا إلى أنه تم صرف 215 ألف دولار في الجمعية العمومية للاتحاد الأفريقي في شهر مارس من سنة 2017، في العاصمة الإثيوبية “أديس أبابا” (خلال صعود الملغاشي أحمد أحمد رئيسا)، كما يشير إلى أن إدارة “الكاف”، صرفت 100 ألف دولار لأداء 18 شخصا من أعضاء مكتبها التنفيذي مناسك العمرة، وعلى رأسهم أحمد أحمد، إضافة إلى مصاريف أخرى، تكفل بها الأخير شخصيا، تخص سفر الأعضاء ذاتهم من بلدانهم الأصلية إلى القاهرة، لحضور اجتماع رسمي.
ومن بين ما كشفه الافتحاص المالي للشركة الأمريكية، فإن المصروفات تشير إلى أنه غالبا ما يكون لدى موظف واحد سلطة تنفيذ واجبات متعارضة مع اختصاصاته، مثل الموافقة على النفقات، واستلام السلع والتوقيع على الدفع.
وفي هذا السياق، تكشف مخالفات مالية في طريقة التعامل مع شركة فرنسية متخصصة في تزويد الملاعب بالمعدات الرياضية، قام بها بعض أعضاء المكتب التنفيذي، عن طريق مراسلات إلكترونية، مع العلم أنها من اختصاص الموظفين في قسم التسويق، وتشير هذه المخالفات إلى صرف 4.4 مليون دولار ما بين دجنبر 2017 ودجنبر 2018 من أجل معدات رياضية.
ويشير التحقيق ذاته، إلى أنه خلال الولاية السابقة للرئيس عيسى حياتو، صرفت تعويضات لزوجات أعضاء اللجنة التنفيذية في الاتحاد الأفريقي، خلال بطولة الأمم الأفريقية سنة 2016، بحيث كن يتقاضين 100 دولار في اليوم الواحد تعويضات، وخلال ولاية الرئيس ذاته، صرفت منح بعشرات الآلاف من الدولارات إلى أعضاء المكتب التنفيذي، دون سند قانوني، على أساس أنها تكاليف أداء مهمات.
وملعوم أن أحمد أحمد، رئيس الاتحاد الأفريقي، صعد لمنصب الرئاسة في مارس 2017، وبالتالي فإن المخالفات المالية التي كشفتها تحقيقات وكالة “أسوشيتد بريس”، يعود جزء منها إلى فترة رئاسة الرئيس السابق عيسى حياتو.