تراجع الحصيلة اليومية لإصابات كورونا المستجد وأكثر من 1,600 وفاة في الصين
تراجعت الحصيلة اليومية لإصابات فيروس كورونا المستجد لليوم الثالث على التوالي الأحد، في حين حذر مدير منظمة الصحة العالمية من أنه من “المستحيل” التنبؤ بكيفية تطوّر انتشار الوباء.
ويبقى القلق العالمي كبيرا من الفيروس الذي ظهر في مقاطعة هوباي في وسط الصين في ديسمبر، مع تسجيل أول حالة وفاة خارج آسيا السبت.
وبلغت حصيلة الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا المستجد في الصين 1665 شخصاً الأحد مع وفاة 142 شخصاً إضافياً.
وتمّ تسجيل إصابة أكثر من 68 ألف شخص في الصين، لكن عدد الإصابات اليومية بوباء الالتهاب الرئوي “كوفيد-19” واصل الانخفاض.
وفي هوباي بؤرة المرض، انخفض عدد الإصابات الجديدة لليوم الثالث على التوالي في حين تساوى عدد الوفيات مع تلك التي تسجيلها السبت عند 139 حالة.
كما واصل عدد الإصابات الجديدة بالانخفاض لليوم الثاني عشر على التوالي في مناطق أخرى في البلاد.
مع ذلك، حذّر المدير العالم لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس من أنه “من المستحيل التنبؤ بأي اتجاه سيتطور الوباء”.
وأضاف من مؤتمر ميونيخ للأمن السبت “ندعو الحكومات كافة، والشركات كافة، ووسائل الإعلام كافة للعمل معنا من أجل الإبقاء على مستوى التأهب المطلوب من دون تأجيج الهستيريا”.
وطلبت المنظمة التابعة للامم المتحدة من الصين توفير تفاصيل إضافية بشأن كيفية تشخيصها للمرض.
ويُفترض أن يصل فريق خبراء دولي تابع لمنظمة الصحة العالمية إلى بكين فريق خبراء دولي تابع لمنظمة الصحة العالمية في عطلة نهاية الأسبوع للقيام بمهمة مشتركة مع الجانب الصيني.
وبلغ الوباء مستويات غير مسبوقة مع إعلان السلطات في هوباي الخميس عن تغيير معاييرها في تعداد الأشخاص المصابين بالوباء، ما رفع عدد عدد الإصابات بالآلاف. وباتت السلطات تحتسب الحالات “المشخّصة سريرياً”، أي أنّ صورة شعاعية للرئتين باتت كافية لتشخيص الإصابة، في حين كانت تنتظر قبل ذلك إجراء فحص مخبري لتأكيد الإصابة بالفيروس.
وأدت هذه الوسيلة الجديدة إلى ارتفاع عدد الوفيات والإصابات مع الإعلان عن زيادة في عدد حالات المصابة الخميس قدرها 14 ألفا في هوباي.
وتفرض السلطات الصينية حجراً على مقاطعة هوباي التي يقطنها 56 مليون شخص، حيث باتت منقطعة عن باقي أرجاء البلاد، في إطار الجهود الهادفة لاحتواء انتشار الوباء.
كما اتخذت السلطات المحلية في مقاطعات ومدن مختلفة تدابير أخرى للحدّ من انتشار الفيروس.
وترغم حكومة العاصمة بكين المحلية كل الأشخاص الذي يصلون من الخارج على الخضوع للحجر الصحي لمدة 14 يوماً في منازلهم أو في فندق تحت طائلة فرض عقوبات عليهم، وفق ما أفادت صحيفة “بكين ديلي” الرسمية.
وخارج البر الصيني الرئيسي، توفي في فرنسا سائح صيني يبلغ 80 عاماً، في أول وفاة خارج آسيا، تضاف إلى حالات أخرى في الفيليبين وهونغ كونغ واليابان.
ويتركز أكبر عدد إصابات خارج الصين داخل سفينة قبالة سواحل اليابان بلغ عدد الإصابات فيها 355 حتى الآن.
وأعلنت الولايات المتحدة وكندا وهونغ كونغ أنها ستجلي مواطنيها من السفينة وتخضعهم لحجر صحي في بلدانهم.
وحظرت عدة دول دخول وافدين من الصين إلى أراضيها كما ألغت عدة شركات طيران رحلاتها إلى البلاد كإجراء احترازي.
وتبعت النيبال دولاً أخرى بخطوة إجلاء مواطنيها من ووهان حيث وصلت عاصمتها كاتماندو الأحد طائرة على متنها 175 نيبالياً.
وتزامن انتشار الفيروس الشهر الماضي مع سفر الملايين في أنحاء الصين بمناسبة عطلة رأس السنة القمرية التي مددت بهدف تفادي تفشّي العدوى.
وبدأ الناس تدريجياً بالعودة إلى أعمالهم خلال الأسبوعين الماضيين. لكن كثيرين يعملون من منازلهم، في حين بقيت المدارس مغلقة.
وفيما تواجه الحكومة انتقادات لطريقة معالجتها للأزمة، دعا الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى اتخاذ إجراءات أقسى لحماية الاستقرار الاجتماعي في البلاد. ودعا شي في خطاب في 3 فبراير نشر السبت إلى “تعزيز حضور الشرطة” خلال الأزمة.
وطرد عدد من المسؤولين المحليين لسوء معالجتهم للأزمة، بينهم مسؤولان صحيان كبيران، فضلاً عن المسؤولين السياسيين لمقاطعة هوباي ومدينة ووهان الذين جرى استبدالهم بموالين للرئيس شي. وتم الأحد توبيخ عدد من المسؤولين في المقاطعة بينهم نائب حاكم منطقة كيشون الذي “خالف أوامر الحجر الصحي المركزية”، بحسب سلطات هوباي.
وتلقى خمسة مسؤولين في الحزب الحاكم في هوباي الخميس تحذيرات لمخالفتهم تدابير الحجر الصحي، مثل عدم حظرهم للتجمعات الحاشدة في مناطقهم.
المصدر: الدار ـ أ ف ب