الرأيالمواطنحوادثسلايدر

الكلاب الضالة بمدن المغرب: مطلوب حل جذري.. ورحيم

الدار/ رضا النهري:

الطفل المغربي الذي نهشته الكلاب قبل أيام في منطقة كلميمة، والذي كان على أبواب الموت، وقد يعيش بعاهة، أو عاهات مستديمة، يرسل في الواقع رسائل بليغة إلى كل المسؤولين والمنتخبين بأن ينتبهوا إلى ما يجري في مدن وقرى المغرب. فقد تسيدت الكلاب المشهد إلى درجة مخيفة.

في كل مناطق المغرب يتحدث الناس عن ازدياد أعداد الكلاب الضالة بطرق مثيرة، والخطير أن هذه الكلاب تصاب بالسعار بين الفينة والأخرى، ومن غير السهل أن يتم العثور على أدوية عاجلة للسعار في الصيدليات، أما أقسام المستعجلات في مستشفياتنا المنكوبة فهي معضوضة من زمان.

هناك شهادات صادمة لمواطنين التقوا بقطعان كبيرة من الكلاب في ساعات مبكرة من الصباح أو ساعات متأخرة من الليل، فأحسوا بأنهم في أدغال إفريقيا أمام وحوش كاسرة، فإما أن يطلقوا سيقانهم للريح، أو ينتظروا أن تمر من قربهم الكلاب بسلام.

ويبدو الوضع أكثر تعقيدا مع هذه الساعة الإضافية، المسماة ساعة العثماني، التي تدفع أطفالا ويافعين إلى مغادرة منازلهم تحت جنح الظلام، وفي طريقهم إلى المدارس يمكنهم أن يلتقوا كل شيء، بدءا بالمتشردين والصعاليك وخريجي الحانات إلى قطعان الكلاب الهائجة.

نعرف جيدا كيف تتناسل الكلاب، إنها تلد في أي مكان ولا يقل أعداد عملية الولادة الواحدة عن عشر أو تسع جراء، وفي كل يوم تزدحم المدن وقرى المغرب بالمزيد من الكلاب، وهي تحتاج إلى قوت، وحينما لا تجده، يمكنها أن تقوم بأي شيء.

ما حدث مع طفل كلميمة أكيد أنه حدث مع الآلاف غيره، من كبار وصغار، وقبل بضعة أسابيع توفي رجل خمسيني في قرية بين طنجة وتطوان، بفعل عضة كلب، قيل إنه مسعور، ومرت الحادثة بعيدة عن أضواء الإعلام، والضحية خلف خمسة أيتام، أصغرهم في سنته الثالثة.

هذه واحدة من مآسي الكلاب الضالة، هذه الظاهرة المشينة التي صارت تتطلب تجندا حقيقيا للتغلب عليها، ونحن هنا لا نطلب قتل مخلوقات لا ذنب لها في تشردها ولا في تكاثرها ولا في جوعها ولا في عطشها، فهناك عشرات الحلول غيرها، كل ما يتطلبه الأمر هو أن نبدأ فورا بسلك أكثر الطرق نجاعة ورحمة، حتى لا يتسع الخرق على الراقع.

زر الذهاب إلى الأعلى