مسجد كوكيمبو بالشيلي.. الفن المعماري المغربي يصل الى أمريكا الجنوبية
الدار/ تقارير
قلب مدينة كوكيمبو الشيلية الساحلية، بمساكنها التي ترتفع تدريجيا في التلال، تنتصب صومعة شبيهة بصومعة جامع الكتبية بمراكش.
من بعيد يترأى للزائر، المسجد شبيه بجامع الكتبية العريق بمراكش. يقع المسجد في كوكيمبو، الواقعة على بعد أكثر من 460 كم شمال العاصمة الشيلية سانتياغو. وتعد صومعة مسجد كوكيمبو، ثان أطول مبنى في المدينة بعد النصب التذكاري المقابل له، إذ يبلغ ارتفاعها 43 متر.
موقع ” Des dômes et des minarets” يكشف أن عدد المسلمين يبلغ في الشيلي نحو 4000 شخص، من أصل 18 مليون نسمة، وهو ما زاد من شهرة المسجد الذي يعتبر من البنايات النادرة في بلد أغلب سكانه مسيحيين، مشيرا إلى أنه في كوكيمبو وحدها تتواجد حوالي 30 عائلة مسلمة، يتردد معظمهم على هذا المسجد للصلاة، خصوصا صلاة الجمعة.
انطلقت أشغال بناء هذا المسجد الذي يجذب بالإضافة إلى مسلمي المدينة، مجموعة من الباحثين ورجال الدين والسياح، سنة 2004 في قلب حي لا سيرانا. وتبلغ مساحته 722 متر مربع، حيث يضم غرفتين للصلاة ومركز ثقافي ومكتبة ومتحف.
تم بناء المسجد بشراكة بين بلدية كوكيمبو والمغرب، إذ تكفل الملك محمد السادس بتمويل جزء منه، وتم إطلاق اسم “مركز محمد السادس لحوار الحضارات” على المركز الثقافي المتواجد به، وحسب الموقع الرسمي للمركز، فإنه تم الانتهاء من أشغال بنائه في يونيو 2006 وافتتح أبوابه في 14 مارس 2007.
وأشار ذات الموقع الى أن صومعة المسجد هي نسخة طبق الأصل لصومعة الكتبية، ولا يمكن الوصول إلى قمتها إلا عن طريق سلالم مكونة من 177 درج.
غير أنه على عكس مبنى مراكش التاريخي، فإن نسخته الشيلية مبنية من الاسمنت المسلح، وقبته وأبوابه ونوافذه ومنبره مصنوع من خشب الصنوبر المغربي. وحتى السجادات التي تتواجد بداخله والمصابيح والخزف الموجود بداخله مستوحى من الصناعة التقليدية المغربية، لكن باستعمال الجبس الشيلي أيضا وبعض المواد الخشبية المحلية في المنطقة.
تم السهر على بنائه من قبل حرفيين مغاربة، خصوصا الأشغال التي تتعلق بالنحت والنجارة، وتمت صناعة الفسيفساء التقليدية باليد، بإدماج بعد الاشكال الحرفية الخاصة بكوكيمبو، وهو ما تظهره الاشكال التي تعكس مزيجا من الثقافتين.
ويروم مركز محمد السادس لحوار الحضارات إلى “زيادة الوعي بالثقافة المغربية والعربية الإسلامية، والقضاء على الاحكام المسبقة اتجاه الإسلام والمسلمين، علاوة على تشجيع الحوار الثقافي بين الشعوب والحضارات من خلال برنامج واسع من الأنشطة الاجتماعية والرياضية والثقافية والأكاديمية والفنية”، حسب الموقع الرسمي للمركز.
واستقبل المركز أزيد من 60 ألف زائر “جذبتهم جمالية هذه الزاوية المغربية الواقعة في الحي التقليدي للميناء”.