الرأيسلايدر

تحالف النكبات والشائعات: من “كورونا” إلى الماء..!

الدار/ رضا النهري:

تراجعت الشائعات عن وجود فيروس “كورونا” في المغرب مباشرة بعد الإعلان الرسمي عن أول حالة، وبعدها لم يبق معنى لوجود شائعات رغم أنها ستستمر، فكل مريض بالزكام مرشح لأن يكون ضحية الإشاعة أولا، قبل أن يكون ضحية لهذه الـ”كورونا” التي تخيفنا أكثر مما يخيفنا الموت نفسه.

ورغم تراجع الإشاعة، إلا أن موجة السخرية لا تزال مستمرة من هذا المرض الذي فاجأنا بالتهويل والتخويف، مع أن الذين يموتون بالزكام العادي حول العالم أكثر بكثير من موتى كورونا، لكن كل التطمينات لا تنفع أمام هول ما تتقيؤه وسائل الإعلام يوما، تنضاف إليها وسائط التواصل الاجتماعي التي صارت تدق طبول الحرب وتصب المزيد من الزيت على نار الإشاعة.

لكن الإشاعة لم تكتف هذه الأيام بموضوع “كورونا”، وقفزت فجأة إلى موضوع حيوي وحساس جدا بالنسبة للمغاربة، وهو موضوع الماء، في ظل شح التساقطات المطرية، التي يبدو أنها توارت خلف شبح “كورونا”.

يعرف الجميع أن الموسم الفلاحي في المغرب صار مهددا بكل ما في الكلمة من معنى، وإذا استمر شح الأمطار، لا قدر الله، فمن الطبيعي أن يتم اتخاذ إجراءات تهم أولا عملية توزيع الماء، وهذا شيء يتوقعه الجميع، لكن هواة الإشاعة استبقوا الواقع ونشروا بيانا مزيفا يتحدث عن بداية تقنين توزيع الماء بداية من نهاية مارس الحالي.

وكما انتظرنا “كورونا” طويلا قبل أن تأتي، فقد يصل أيضا موعد تقنين الماء، وهذا ليس نهاية العالم، فعندما تشح الأمطار فإن أقل ما يمكن فعله هو تقنين توزيع المياه.

بعض وسائط التواصل الاجتماعي، التي صارت مختصة في ترويج الشائعات، كان من المفترض أن تقوم بما هو أفضل بكثير، وهو توعية الناس بمخاطر جفاف محتمل، ودفعهم إلى البدء منذ الآن بترشيد استعمال المياه، وحض أصحاب المسابح الخاصة والعامة على الانفتاح أكثر على البحر الصيف المقبل، وأشياء كثيرة أخرى يمكن للمجتمع أن يقوم بها من تلقاء نفسه، من دون الحاجة إلى قرارات تأتي من فوق، ومن دون الحاجة إلى إشاعة.

زر الذهاب إلى الأعلى