الرأيالمواطنسلايدر

لماذا طلب الملك من القوات المسلحة دعم جهود محاربة كورونا؟

الدار / رشيد عفيف

منذ بداية تفشي فيروس كورونا في نهاية دجنبر الماضي، بدأت منظمة الصحة العالمية تنبه إلى ضرورة الاستعداد للوباء، على الرغم من تأخرها في إعلانه كجائحة. وكان من بين النقاط المهمة التي نبهت إليها المنظمة بعد اطلاعها على التجربة الصينية ثم الإيطالية في فبراير الماضي ضرورة توفر الطواقم الطبية الكافية، والاحتياطية لمواجهة تدفق الحالات المصابة على المستشفيات. وتعتبر الموارد البشرية المؤهلة والكافية واحدة من أهم أسرار التفوق الذي حققته الصين على وباء كورونا.

وبالأمس أعطى جلالة الملك محمد السادس بصفته القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، تعليماته للجنرال دو كوردارمي عبد الفتاح الوراق المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، والجنرال دو كوردارمي محمد حرمو قائد الدرك الملكي، ومفتش مصلحة الصحة العسكرية للقوات المسلحة الملكية الجنرال دو بريغاد محمد العبار، بتكليف الطب العسكري بشكل مشترك مع نظيره المدني بالمهمة الحساسة لمكافحة وباء كوفيد 19

وأوضح بلاغ للديوان الملكي أن هذا الإجراء يواكبه إجراء مشابه بهدف التغلب على بعض أشكال الخصاص الذي تمت معاينته، في محاربة هذا الوباء، وتسهيل نقل وتبادل المعلومات بين مختلف المصالح المعنية، ويتعلق الإجراء الثاني بتعبئة وسائل الطب العسكري لتعزيز الهياكل الطبية المخصصة لتدبير هذا الوباء ، من خلال الطاقم الطبي وشبه الطبي للقوات المسلحة الملكية، وذلك ابتداء من يوم الاثنين 23 مارس 2020. كما سيتم أيضا تعبئة المصالح الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية والدرك الملكي في هذه العملية. وحث الملك محمد السادس في هذا السياق الخاص، الأطباء المدنيين والعسكريين على العمل في إطار من التعاون و التفاهم التامين، كما هو معهود فيهم، لأن الأمر يتعلق بصحة المغاربة والأجانب المتواجدين بالمغرب.

ومن الواضح أن هذا القرار الاستثنائي يمثل استباقا لتدبير أي أزمة محتملة لا قدر الله، بسبب إرهاق الأطر الطبية أو عجز النظام الصحي المدني عن استيعاب نتائج تفشي الفيروس. وتتوفر القوات المسلحة الملكية على بنية استقبال طبية مهمة، تتجسد في العديد من المستشفيات العسكرية المنتشرة في مختلف أنحاء المملكة، كما أنها تضم بين صفوفها أعدادا كبيرة من الأطباء العسكريين العامين والأخصائيين، الذين تخرج أغلبهم من المدرسة الملكية لمصلحة الصحة العسكرية بالرباط التي تناط بها مهمة السهر على تكوين التلاميذ الضباط الأطباء والصيادلة وجراحي الأسنان والبياطرة التابعين للقوات المسلحة الملكية.

ويأتي هذا التكليف الملكي للمؤسسة العسكرية بدعم الجهود المدنية في توقيت يعرف تصاعدا في عدد الحالات المسجلة في إصابات فيروس كورونا بالمغرب، والتي بلغت إلى حدود اليوم 143 حالة. ويتيح دعم القوات المسلحة الملكية على المستوى الطبي والصحي، التوفر على خطط بديلة للإجراءات التي تم اتخاذها منذ بدأ انتشار الفيروس واكتشاف أولى الحالات، من خلال استنفار كافة المصالح الطبية والأمنية، وتنسيق الجهود ومتابعة الحالات المشتبه في إصابتها. ومن شأن تدخل القوات المسلحة الملكية أن يخفف الضغط على المستشفيات المدنية ويبعث بعض الأمل والطمأنينة في النفوس بعد أن وجد الكثير من المغاربة صعوبة في تقبل إجراءات الحجر الصحي في البيوت بشكل طوعي.

زر الذهاب إلى الأعلى