معدّل وفيات ”كورونا“ في ألمانيا منخفض.. ما السبب؟
تواجه أوروبا انتشاراً كبيراً لفيروس “كورونا”، وتعتبر إيطاليا وإسبانيا أكثر الدول تضرراً في العالم. إلا أنه في غضون ذلك، يبدو الوضع في ألمانيا مختلف قليل لناحية معدّل الوفيّات.
وحتى اليوم الأحد (29/3)، فقد بلغ عدد الإصابات في ألمانيا 57695، في حين أن عدد الوفيات وصل إلى 433، ما يعني أنّ معدل الوفيات يصل إلى 0.80%.
ويعتبر هذا المعدّل أقل بكثير من إسبانيا التي بلغ معدّلها نحو 8%، في حين أنّ معدل الوفيات في إيطاليا يصل إلى قرابة 11%.
ماذا تفعل ألمانيا؟
الإختبارات المبكرة
يعتبر العامل الأكثر أهمية الذي يساهم في انخفاض معدّل الوفيات في ألمانيا، هو أنّ الأجهزة الصحيّة فيها تقوم بأعلى عدد من الإختبارات لكثير من الأشخاص فيها. ويشير مدير معهد الفيروسات في مستشفى شاريتيه في برلين كريستيان دروستن، إلى أنّ “المختبرات الألمانية تختبر 120 ألف شخص في الأسبوع”.
ولهذا، فإنّ وفرة المعامل والفحوص ساعدت ألمانيا في التعرف على المرض مبكراً، وبالتالي اكتشافه في الأشخاص الذين لم تظهر عليهم أية أعراض، مما أدى إلى عزلهم وشفائهم قبل تطور الفيروس لديهم. إلى ذلك، تشير نقابة الأطباء الألمان إلى أنه “ما لا يقل عن 200 ألف اختبار لفيروس كورونا، تمّ إجراؤه خلال الأسابيع الأخيرة”.
نظام رعاية صحيّة قوي
ومع هذا، فإنّ ألمانيا تتميز بنظام رعاية صحيّة متطور وشامل، وهي تنفق 4،714.26 دولاراً أمريكياً للفرد سنوياً على الرعاية الصحية، وهو الرقم الأعلى بين معظم الدول الأخرى.
وتمتلك ألمانيا عدداً كبيراً من الأسرّة المخصصة للحالات الحرجة في أوروبا. كذلك، فإنّه يوجد في ألمانيا 621 سريراً لكل 100 ألف شخص، في حين أن إيطاليا تضمّ 275 وإسبانيا 293.
الإصابات
ويبلغ متوسط عمر المصاب بالفيروس التاجي في ألمانيا 46 عاماً، بينما يبلغ 63 عاماً في إيطاليا. أما في إسبانيا، فيبلغ عدد المصابين فوق سن الـ60 حوالى 50%.
وبحسب الدراسات، فإنّ “كبار السن هو أكثر عرضة للوفاة بسبب كورونا، في حين أن معظم الوفيات تحدث في صفوف من يعانون من ظروف صحية مزمنة، وهي أكثر شيوعاً لدى كبار السن”.
وأشار معهد “روبرت كوخ” إلى أن “80% من جميع المصابين في ألمانيا هم دون 60 عاماً، مشيراً إلى أن “المرض لم ينتشر بعد في صفوف كبار السن، حيث خطر الموت أعلى بكثير”.
إجراءات صارمة
واتخذت ألمانيا إجراءات مشددة للحد من انتشار عدوى كورونا، وفي مقدمتها حظر التجمعات العامة لأكثر من شخصين والتشديد على ابتعاد المسافات بين الأشخاص في الأماكن العامة، وإغلاق المتاجر غير الضرورية وكذلك المرافق التي لا تقدّم خدمات أساسية.
ومؤخراً، أكّد رئيس ديوان المستشارية، هيلغه براون أنه “لن يكون هناك أيّ تخفيف للإجراءات قبل 20 أبريل المقبل”. وقال في تصريح لصحيفة “تاغس شبيغل” الألمانية أنه “سيتعين على كبار السن توقع استمرارهم فترة أطول من الشباب في إجراءات الحد من الاختلاط الاجتماعي”.
المصدر: الدار ـ وكالات