الدار/ رضا النهري:
يسود جدل إعلامي وشعبي كبير إسبانيا بعد الكشف عن خرق رئيس الوزراء السابق، ماريانو راخوي، للحجر الصحي المفروض بسبب تفشي فيروس “كورونا”، خصوصا وأن هذا الخرق تم لسبب بسيط وهو ممارسة راخوي لهوايته المفضلة، العدو كل مساء.
والتقطت كاميرات جيران راخوي الرجل وهو يقوم بتمارين رياضية في المنطقة المجاورة لمنزله بضواحي العاصمة الإسبانية مدريد مساء، وهو ما فجر عاصفة من الجدل بين الإسبان، حيث اعتبروا الرجل غير مسؤول بالمرة، وأنه يعطي نموذجا سيئا جداً عن المسؤولين السياسيين في البلاد، في الوقت الذي ينتظر أن يكونوا قدوة للناس في هذه الأيام العصيبة.
ويعتبر ماريانو راخوي أحد أبرز رؤساء الحكومات الذين مروا في تاريخ إسبانيا، حيث حكم البلاد لمدة ثمان سنوات، عن الحزب الشعبي اليميني، وكان يعتبر شوكة في حلق اليسار الإسباني، الذي لم يستطع التخلص من راخوي سوى عبر تصويت برلماني بحجب الثقة قبل حوالي سنة.
وأثار هذا الخرق عاصفة من الاستهجان، خصوصا من طرف الإسبان الذين سبق لهم ان تعرضوا لغرامات ثقيلة بسبب الخرق، والتي تصل إلى حدود 600 أورو، كما يمكن للعقوبة ان تصل إلى حد الحكم بحبس المخالفين، وهو ما لم يتعرض له راخوي حتى الآن.
ويعتبر راخو (65 سنة) عاشقا كبيرا للرياضة، حيث لا يتخلى عن تمارينه الرياضية اليومية في الهواء الطلق إلا نادرا، وهو ما وضعه في مأزق خلال الحجر الصحي.
يذكر أن اسم راخوي كان من ضمن لائحة من الأسماء المرشحة لاحقا لرئاسة الاتحاد الإسباني لكرة القدم، رغم انه من أكبر عشاق فريق ريال مدريد. ويتحدر راخوي من منطقة غاليسيا، شمال غرب إسبانيا، وهي المنطقة التي تعتبر مهد اليمين الإسباني وظلت من أكثر المناطق وفاء لإرث الدكتاتور الإسباني الراحل فرانسيسكو فرانكو.