الدار/ رضا النهري:
الانفصاليون الكاتلان في إسبانيا لا يتركون أية فرصة تمر من أجل تأجيج نعرة انفصالهم، وآخر ما وظفوه في خدمة هذا الهدف هو فيروس “كورونا”، حيث اتهموا الحكومة المركزية في مدريد بأنها وراء تفشي الفيروس في الاقليم، وأن عدد الإصابات والوفيات كانت ستكون أقل بكثير في حالة كان الاقليم مستقلا عن إسبانيا.
وقالت الناطقة الرسمية باسم الحكومة المحلية في كتالونيا، ماريتشيل بودو،، انه لو كان إقليم كتالونيا مستقلا، لما كان عدد المصابين والوفيات بهذا الحجم المرتفع، وان قرارات الحكومة المركزية تتحمل جزءا كبيرا في استفحال الفيروس في الاقليم، الموجود اقصى شمال شرق اسبانيا.
ويحتل اقليم كتالونيا، وخصوصا اكبر مدنه برشلونة، المرتبة الثانية من حيث عدد الإصابات والوفيات، بقرابة بأزيد من سبعة آلاف حالة وفاة، بعد العاصمة الاسبانية مدريد التي تأتي في المرتبة الاولى بأزيد من 11 ألف حالة وفاة، وبعدهما عدد من الجهات بأقل من ألفي وفاة في أقصى الحالات.
ويقول مسؤولو اقليم كتالونيا ان حكومة مدريد تأخرت كثيرا في اعلان الحجر الصحي، كما انها اتخذت قرارات خاطئة منذ البداية وتميز أداؤها بالارتباك، وان حكومة كتالونيا المحلية كانت تعتزم اعلان حالة الطوارئ الصحية قبل أسبوعين من اعلان حكومة مدريد لذلك، وان بلدانا اخرى اتخذت ذلك القرار المبكر ولم تعان من حالات وفيات كبيرة، وانها الآن تتعافى من الفيروس بشكل واضح.
من جهتها فإن حكومة مدريد تتهم الحكومة المحلية في كتالونيا بالمتاجرة في الآلام التي تسبب فيها الفيروس، وان حكومة كتالونيا، وفق صلاحياتها المحلية التي يمنحها لها الدستور، كان بإمكانها اعلان حالة الطوارئ الصحية قبل الحكومة المركزية.
واتهمت حكومة مدريد الانفصاليين الكاتلان بعرقلة إقامة مستشفى عسكري كبير في برشلونة كان الجيش الإسباني بصدد إنشائه لاستيعاب المصابين بالفيروس. وكانت حكومة كتالونيا عارضت بشدة اقامة هذا المستشفى لاعتبارات تخص ما وصفته “سيادتها الوطنية” على اعتبار ان ان المستشفى العسكري يكرس هيمنة مدريد على الاقليم.