أكد الأخصائي النفسي الإكلينكي والمعالج النفسي، فيصل طهاري، على ضرورة تبسيط المعلومات عند شرح الحجر الصحي وفيروس “كوفيد- 19” للأطفال، بالنظر لبنياتهم النفسية الهشة وفي طور النمو، حتى نحافظ على استقرارهم النفسي.
وقال الأخصائي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، “ليس من السهل على الأطفال تقبل الوضع الحالي، فهم يتساءلون باستمرار عن الأسباب التي تمنعهم من الخروج للعب والذهاب للمدرسة وعيش الحياة الطبيعية”، مشددا على أنه “لا داعي لمشاطرة المعلومات والنقاش الذي يدور بين الكبار حول الفيروس وأعراضه والوفيات الناجمة عنه وإكراهات الحجر الصحي مع الأطفال، لأنها ستزيد من قلقهم وتوترهم، فهم لن يعوا بشكل موضوعي بالوضع الحالي”.
وأوضح أنه يجب تبسيط المعلومات للأطفال “على أساس أن هذا المرض لن نصاب به إذا بقينا في منازلنا، وأن الحجر الصحي يحمينا ويمكننا من تفادي مخالطة الأشخاص المصابين به. كما أن الفيروس غير قاتل ويمكن علاجه بالأدوية، وعلينا انتظار شفاء جميع المصابين لعودة الحياة إلى طبيعتها”.
وفي المقابل، أكد الأخصائي أنه يجب أن يفهم الأطفال أن مكوثهم في المنازل ليس فترة راحة فقط، وإنما هو مبني على مجموعة من البرامج اليومية التي يتعين إنجازها ما بين الدراسة عن بعد ومشاهدة التلفاز واللعب الالكتروني واللعب العادي.
وسجل بهذا الخصوص، على أهمية ممارسة الأطفال لنشاط بدني داخل البيت، خاصة إذا كانت مساحته تسمح بذلك، حتى لا يبقوا طيلة الحجر الصحي جالسين أمام التلفاز أو اللوحات الالكترونية دون ممارسة أنشطة بدنية. كما توقف عند أهمية التغذية المتوازنة واحترام مواعيد نوم الأطفال، لتفادي حدوث اضطرابات في الأكل والنوم “سيكون من الصعب السيطرة عليها خلال فترة الحجر الصحي وبعدها”.
وحتى يحتفظ الأطفال بذكريات جميلة عن فترة الحجر الصحي، أوضح الأخصائي أنه يتعين على الآباء مشاركة أبنائهم للأنشطة التي يقومون بها، سواء تعلق الأمر بمشاهدة التلفاز أو القيام بأنشطة يدوية أو اللعب بالأجهزة الالكترونية، وعدم تركهم وحيدين في غرفهم طيلة النهار، قائلا إنه “على الآباء أن يضعوا هواتفهم جانبا، ويقلصوا من مشاهدة التلفاز للتقرب من عالم أبنائهم حتى لا يشعروا بالملل الذي يمكن أن يؤذيهم نفسيا خصوصا في ظل نفس الروتين اليومي”.
وبهذا الخصوص، يقترح فيصل طهاري وضع برنامج أسبوعي بأنشطة يومية متنوعة “حتى نتمكن من تكييف وضع الحجر الصحي مع عالم أطفالنا، حسب أعمارهم واهتماماتهم. ويكون دور الآباء حاضرا بقوة في هذا البرنامج من أجل التواصل واستثمار الحجر الصحي بشكل صحيح”.
وخلص الأخصائي إلى أهمية مراعاة نفسية الأطفال خلال فترة الحجر الصحي، والعمل على التنفيس عنهم حتى يظلوا في توازن نفسي خلال هذه الفترة وما بعدها.