تقود الصين حملة دبلوماسية لمساعدة دول العالم على احتواء وباء فيروس كورونا، وفي غضون ذلك، تحاول إعادة وضع نفسها كزعيم عالمي نجح عندما أخفق الآخرون .
لكن يبدو أن بكين لم تفلح في استمالة المجتمع الهندي، إذ ارتفعت المشاعر المعادية للصين بسبب سماحها بانتشار الفيروس، وأصبحت الإشارات إلى “فيروس ووهان” و “فيروس الصين” أكثر شيوعا.
هذا ما وقفت عليه المجلة الأمريكية “ذي أطلنتك “، إذ أشارت إلى أن نظرة الهند للصين في هذه الظروف مهمة، بعكس ما ينظر بها الآخرون إلى جهود بكين.
ومثل العديد من البلدان، لا تحتسب الهند الصين كحليف رئيسي، ولا تملك بالضرورة حافزًا كبيرًا للثناء على بكين لاستجابتها لفيروس كورونا حتى الآن.
ومع ذلك ، فإن الهند هي أيضًا من بين العديد من البلدان التي أصبحت تعتمد على الصين، ليس على التجارة والاستثمار فحسب، بل بالنسبة للمعدات الطبية المطلوبة للحد من انتشار المرض.
ورأت المجلة الأمريكية أن حاجة الهند للصين في هذا الظرف يكفي لمنعها من انتقاد الصين علنا، على الأقل بأي صفة رسمية. ومع ذلك، لم يمنع الشعب الهندي من انتقاد بكين .
ولطالما كانت الهند على علاقة معقدة مع الصين، على الرغم من أن الهند كانت الدولة الأولى في آسيا خارج الكتلة الشيوعية التي أقامت علاقات دبلوماسية مع الصين في أبريل 1950 .
تاريخ البلدين، حسب “ذي أطلنتك ” مليء بالتوترات، ليس أقلها الحرب ونزاع الحدود وما ضاعف من هذه الانقسامات توترات الهند مع خصمها المرير باكستان وهو حليف الصين.
ووفقًا لدراسة مسحية أجرتها مؤسسة (Takshashila)، فإن الاستياء المتزايد تجاه الصين وسط الهنود ليس لأي من هذه الأسباب ، إذ تنتقد بكين بسبب الوباء العالمي.
وألقى الهنود باللوم، حسب نتائج المسح، على الصين لسوء إدارتها لأزمة فيروس كورونا وفشلها في تنبيه دول العالم إلى شدة الأزمة بسرعة كافية.
وفي منظور المجلة الأمريكية أن مثل هذه التصورات ليست بلا أساس، لأن الصين متهمة بقمع المعلومات حول مدى تفشي الفيروس بعد اكتشافه في ووهان في أواخر العام الماضي .
لكن أخطاء الصين الأخيرة ليست هي الشيء الوحيد الذي أثر في الرأي العام الهندي ضدها، إذ قوبلت الرواية الصينية بالتشكيك ما يوحي بأن جهود الحكومة الصينية نتائجها عكسية تمامًا.
وقال مدير مشروع الهند بمؤسسة “بروكينغز”، “تانفي مادان” لـ “ذي اطلنتك ” إن العديد من المبادرات التي تقوم بها الصين فيما يتعلق بالدبلوماسية أدت في الواقع إلى نتائج عكسية.
وأوضح أن محاولات بكين تسليط الضوء على مساعدتها الخاصة، فسره الهنود على أنه تعالي وشعر الشعب الهندي بالاستياء من هذا الشعور الصيني بالتفوق .
المصدر: الدار ـ وكالات
