الدار/ رضا النهري:
بعد أسابيع من الحجر الصحي، ومع إمكانية استمراره لأسابيع أخرى، فإن هناك معضلة حقيقية بدأت تلوح في الأفق في عدد من البلدان الخاضعة للحجر، وهي خشية الناس من الخروج إلى الشارع، حتى مع نهاية الحجر رسميا، والسبب هو معاناتهم من رهاب الخارج بسبب فيروس كورونا.
ويبدو أنه ليس كل الناس يتوقون الى نهاية الحجر الصحي والانعتاق من جدران المنازل الضيقة والخروج الى الشارع، فهناك مشكلة كبير تتمثل في كون الكثير من الناس تعودوا البقاء في المنازل، وفوق ذلك أدمنوا مشاهدة الأخبار التي تمطرهم بها القنوات التلفزيونية كل ساعة وكل حين، فصاروا يعتبرون العالم الخارج كتلة من الوباء القاتل.
أول مشكلة بهذا الخصوص برزت في إسبانيا، التي تتوسع بها إجراءات التخفيف من الحجر الصحي، حيث كشفت عدد من الأسر عن كون أطفالها يعبرون عن خشيتهم من مغادرة المنازل، وأنهم غير متحمسين بالمرة لمغادرة المنازل بسبب خوفهم من الإصابة بالفيروس.
وكانت السلطات الاسبانية أعلنت انها ستبدأ إجراءات للتخفيف من الصحي في التاسع من مايو، وأنه ابتداء من بعد غد الاثنين، سيحق للأطفال أقل من 14 سنة مغادرة المنازل لمرافقة آبائهم نحو مراكز التسوق أو لقضاء أغراض أخرى، وألا تستمر مدة مغادرة المنازل أكثر من ساعة.
غير أن هذه الهدية التي كانت السلطات الاسبانية تعتقد أنها ستكون مبهجة للأطفال، لم تكن كذلك، حيث عبرت الكثير من الأسر الاسبانية عن كون الاطفال لم يتحمسوا كثيرا لذلك، وأن الكثيرين منهم رفضوا بالمطلق مغادرة المنازل بسبب خشيتهم من الإصابة بالفيروس، رغم أن والديهم شجعوهم للخروج وارتداء الكمامات الواقية.
ونصحت السلطات الاسبانية الآباء بعدم إجبار الأبناء على الخروج، ومقابل ذلك يشرحون لهم أفضل الوسائل لمغادرة المنازل من أجل جولات قصيرة في محيط المنزل أو في مراكز التسوق، وأيضاً إبعاد الأطفال عن التتبع المستمر لنشرات الأخبار التي تحمل أنبار كارثية عن تفشي الفيروس في مختلف مناطق العالم.