فن وثقافة

سفيان البحري.. هل نجح في زمن الفايسبوك في هزم مصوري “البابارازي”؟

اشتهر المغربي سفيان البحري بإدارة صفحة على فيسبوك تضم الملايين من المعجبين يقوم فيها بنشر صور حصرية وخاصة للملك محمد السادس، دون أن يعلم أحد كيف يتمكن من الحصول عليها. بسنه الذي لم يتجاوز سبعة وعشرين سنة، يدير الشاب صفحة على فيسبوك تهتم بملك البلاد تضم تقريبا ثلاثة ملايين ونصف المليون معجب، وهو ما يجعله يحمل لقب "مصور الملك محمد السادس". 
منذ سنة 2008 وسفيان البحري ينشر على هذه الصفحة صورا خاصة بالعاهل المغربي.. تعددت الصور وتنوعت.. فهذه صورة له وهو يتجول في كورنيش الدار البيضاء، وتلك وسط أحد شوارع باريس. هي صور تتيح فرصة اكتشاف ملك المغرب من زاوية أخرى.. صور تظهره أكثر قربا من الناس ومتخففا من البروتوكول الملكي.

 

ضيف شرف

 

دبي، تونس، أبيدجان… في أي مكان ذهب إليه الملك، نجح سفيان البحري في الحصول على صور شبه آنية لحظة التقاطها ومشاركتها على صفحته، مع الحرص على إظهار اسمه كنوع من حقوق الملكية. وحتى في أمستردام، نجح في نشر مقطع فيديو يظهر العاهل المغربي وهو يحيي مجموعة صغيرة استقبلته أمام فندقه، مع خلفية موسيقية شعبية.
وبلغ من شعبية ابن مدينة سلا على فيسبوك أنه تجري دعوته كضيف شرف لأعمال اجتماعية وينشر بطريقة دورية على صفحته الشخصية التي تجاوز مليون وثلاثمائة ألف معجب صور تلك الأمسيات وهو رفقة فنانين مغاربة مشهورين على غرار صورته مع المطربة لطيفة رأفت. 

 

كيف يفعل ذلك؟

 

يعجب المرء كيف يستطيع طالب الحقوق الشاب الحصول على صور تظهر الملك في وضعيات غير رسمية، سيما وأن الحياة الخاصة للملك تعتبر سرا من الأسرار الكبيرة.
هل يتعلق الأمر بعملية تواصل ملكية؟ ينفي ذلك نفيا قاطعا. وسبق وأشار إلى الموقع الإلكتروني التابع لشبكة "سي إن إن" الأمريكية: "لم ألتق قط بصاحب الجلالة". ويحرص البحري على التحرك بتحفظ كبير ويتجنب الحديث إلى الصحفيين، كما أنه يختار خرجاته الإعلامية بنوع من الحيطة، مما يحيط منهجيته الخارقة التي يتميز بها صحفيو "البابارازي" بهالة من السرية. وبالنسبة إلى الصحفيين الذين يطرحون عليه السؤال، يجيبهم أنه يستقبل الصور عبر بريده الإلكتروني أو صفحته على فيسبوك من "طرف مغاربة حظوا بشرف التقاط صور لهم مع الملك"، وبأنه لا يتتبعه في تحركاته. 
يبدو أننا أمام شخص محب للملك يقضي وقته على الشبكة العنكبوتية يتتبع فيها صور السيلفي التي ينشرها بعض من حظوا بشرف الالتقاء بالملك. مع ذلك، هذا الأمر لا يجيب عن السؤال المركزي: كيف يستطيع الحصول عليها تقريبا في نفس الوقت الذي تلتقط فيه، في وقت يعجز "بابارازي" محترفين عن تحقيق ذلك؟

 

 

معجب النادي الملكي

 

تغيرت الأمور مع سفيان البحري، حيث أصبحت صورة الملك في الشارع أمرا شبه مألوف. وحتى محيطه بدأ يلعب نفس اللعبة مع المعجبين. فبعدما كانوا في الماضي يحجزون عن آلات التصوير أو أي جسم إلكتروني بالقرب من الملك، أضحى الحراس الشخصيون يساعدون الناس على التقاط الصور معه!
يبدو أن القصر الملكي انتبه إلى أن الشبكات الاجتماعية بإمكانها أن تمثل دعامة لرفع الشعبية.. أكثر منها مصدرا للخطر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

13 − واحد =

زر الذهاب إلى الأعلى