سيول تغلق حاناتها وملاهيها الليلية خوفا من موجة ثانية لوباء كوفيد-19
أمرت بلدية سيول بإغلاق كل الملاهي الليلية والحانات في العاصمة الكورية الجنوبية خوفا من أن يؤدي ظهور بؤرة جديد لإصابات بفيروس كورونا المستجد في حي راق من انتشار جديد للوباء الذي تم تطويقه حتى الآن.
ودعا الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن السكان إلى توخي أكبر قدر من الحذر بعدما أثارت البلاد التي كانت واحدة من أكبر بؤر العدوى في العالم في فبراير، إعجاب العواصم الأجنبية بسبب النتائج التي حققتها في مكافحة كوفيد-19.
وسجلت أكثر من عشرين إصابة جديدة مرتبطة برجل في التاسعة والعشرين من العمر أثبتت الفحوصات إصابته بالفيروس وزار خمسة ملاه وحانات في نهاية الأسبوع الماضي في حي إيتايوان الراقي المزدحم.
وتخشى السلطات انتشار الوباء مجددا وتقدر عدد الذين زاروا المراكز الليلية الخمسة بنحو 7200 شخص.
وقال رئيس بلدية سيول بارك وون سون إن “الإهمال يمكن أن يؤدي إلى انفجار في الإصابات”، موضحا أن الإغلاق سيستمر حتى إشعار آخر. وطلب من الأشخاص الذين زاروا هذه الحانات والملاهي إعلان ذلك.
وذكرت هيئة المراكز الكورية لمراقبة الأمراض والوقاية منها أن 17 من أصل 18 إصابة جديدة بكوفيد-19 سجلت السبت في كوريا الجنوبية مرتبطة ببؤرة إيتايوان.
وكانت البلاد في طريقها للعودة إلى حياة طبيعية بعدما خففت السلطات قواعد التباعد الاجتماعي المطبقة منذ مارس.
قال الرئيس مون الأحد إن بؤرة العدوى الجديدة “تجعلنا ندرك أن هذا النوع من الأوضاع يمكن أن يحدث في أي وقت حتى في مرحلة استقرار” الإصابات.
وأضاف الرئيس الكوري الجنوبي في خطاب في الذكرى الثالثة لتوليه منصبه “لن ينتهي الأمر قبل أن يكون انتهى فعلا”، مؤكدا أنه “علينا ألا نتهاون أبدا في منع انتشار الوباء”.
وكانت كوريا الجنوبية في فبراير البلد الثاني الأكثر تضررا بالفيروس بعد الصين حيث ظهر للمرة الأولى. وانتشر الوباء بعدما نقلت سيدة من أتباع منظمة دينية يعتبرها البعض طائفة سرية لعدوى إلى عدد من أتباع هذه المنظمة.
لكن السلطات تمكنت من السيطرة على الوضع عبر تطبيق استراتيجية مركزة ل”المتابعة والفحص والعلاج” لقيت إشادات واسعة. وهي تعتبر دوليا نموذجا في إدارتها الأزمة الصحية.
داخليا، سمحت هذه النجاحات لمون باستعادة بعض من شعبيته في استطلاعات الرأي وبالفوز في الانتخابات التشريعية التي جرت في ابريل.
وحصل الحزب الديموقراطي (يسار الوسط) على أكبر أغلبية مطلقة تسجل في الجمعية الوطنية منذ إحلال الديموقراطية في 1987، بعد اقتراع اتسم بأكبر مشاركة في اقتراع تشريعي منذ 28 عاما على الرغم من وباء كوفيد-19.
وفتحت أماكن عامة مثل المتاحف ومعارض الفن مجددا بينما بدأت للتو نشاطات المحترفين في عدد من نوادي أكثر الرياضات شعبية في البلاد مثل البيسبول وكرة القدم، بعد تأخير استمر أسابيع بسبب الفيروس.
ويفترض أن تعيد المدارس فتح أبوابها خلال الأسبوع الجاري.
وسجلت 34 إصابة جديدة الأحد في رقم قياسي على المستوى الوطني منذ شهر في البلاد التي أحصت عشرة آلاف و874 إصابة أدى 256 منها إلى الوفاة.
ويثير ارتفاع عدد الإصابات مجددا قلقا وغضب. فقد كتب أحد مستخدمي الانترنت الأحد “أي كارثة… هل هي بداية موجة وطنية جديدة من الوباء؟”.
وانتقد آخر “أنانية وجهل البعض”، معتبرا أنه “فضيحة”. وقال “يفترض أن نبقى جميعا في بيوتنا”.
المصدر: الدار ـ أ ف ب