أخبار الدارسلايدر

“جون أفريك” تكتب عن “الاستثناء المغربي” في عز الأزمات.. “كورونا” ومكافحة الإرهاب

الدار / جون أفريك_ترجمات

في الوقت الذي تستعد فيه فرنسا للخروج من الحجر الصحي، وحالة الطوارئ الصحية، مع افتقارها الكبير للكمامات الواقية، أشادت وسائل الإعلام وشخصيات المعارضة في فرنسا بقدرة المغرب على إنتاج هذه الكمامات بسرعة.

“الاستثناء المغربي” خلال الربيع العربي، الذي هز القصور الرئاسية في شمال إفريقيا والشرق الأوسط؛ “نموذج مغربي” لمواجهة الإسلام المتطرف والإرهاب الذي يهز أقوى الأجهزة الأمنية في العالم … والآن، تتم الاشادة بالمملكة “كنموذج في مكافحة وباء الفيروس التاجي”، الذي أودى بحياة 265.000 من سكان الكوكب (7٪ من 3.8 مليون حالة معلن عنها) لحد الآن.

سلطت العديد من وسائل الإعلام الضوء على استراتيجية المغرب في التعامل مع هذه الأزمة الصحية، والتي أثبتت فعاليتها في التقليص من الخسائر البشرية في بلد لا تزال فيه المرافق الصحية محدودة الإمكانيات، بشكل جعل معدل الوفيات في المملكة بسبب الفيروس المستجد، لا يتجاوز 3.4٪ ، وهو نصف المتوسط العالمي.

النموذج المغربي

تدابير استباقية، وسرعة في صناعة واتخاذ القرار، وقدرة الصناعة المحلية على التكيف، وتعبئة موارد استثنائية … لم تكن زوايا الموضوعات تفتقر إلى إلهام الصحفيين الذين تحدثوا عن جوانب مختلفة من السياسة الوقاية “الخالية من العيوب” التي اعتمدتها المملكة.

“لحظة عظيمة للوحدة الوطنية” عنوان على سبيل المثال لوسائل الإعلام الألمانية لخصت من خلاله رد الفعل في المغرب ضد تفشي فيروس كورونا، حيث تصرفت المملكة ” بشجاعة وسرعة”، كما أشارت الى ذلك صحيفة El País الإسبانية، التي ألفت أن تكيل النقد للمملكة في الظروف العادية.

غير أن الصحافة الفرنسية هي التي أشادت بالمغرب، حيث نقرأ عنوان “نموذج إداري يثير الإعجاب” لصحيفة France Soir التي خصصت، مثل العديد من الصحف أو الاذاعات أو التلفزيونات (TF1 ،RFI ،Le Point) في فرنسا، تقريرًا لـ “صحوة أسد الأسد”.

في خلفية هذه الأوراق ثنائية الأبعاد، تلقت الحكومة الفرنسية انتقادات لاذعة بشأن إدارتها لهذه الأزمة الصحية، حيث سجلت حوالي  26000 حالة وفاة بسبب فيروس كورونا (14.8 ٪ معدل الوفيات)، خاصة وأن الدولة تستعد للخروج تدريجياً من الحجر الصحي، دون أن تكون قادرة على تزويد سكانها بكمامات واقية من الفيروس.

كان التأخير في ضمان إنتاج الكمامات هو الذي دفع Le Canard Enchaîné إلى رسم الفرشاة للتألق فيما يتعلق بالمملكة المغربية.  وهكذا كتب لو كانارد “على المستوى الصناعي، هناك دروس يمكن تعلمها على الجانب الآخر من البحر الأبيض المتوسط”، في إشارة إلى “هذا البلد المغرب، الذي يبعد بساعتين بالطائرة عن باريس”..

وتحت عنوان “المغرب يدخل في سباق الكمامات”، كتبت صحيفة “لوموند” اليومية – التي لم تكن معتادة على اكالة المديح  للمملكة، ان المغرب تمكن من صناعة الكمامات الواقية من فيروس كورونا، بعد بضعة أيام في إشارة إلى الطلبات الفرنسية للكمامات “المصنوعة في المغرب”.

زر الذهاب إلى الأعلى