الرأيسلايدر

الألعاب الأولمبية المختبرية..!

الدار/ رضا النهري:

منذ تفشي فيروس “كورونا”، بدأت أكبر بلدان العالم وأكثرها تطورا، تخوض سباقا محموما من اجل الوصول الى اختراع لقاح سريع وفعال ضد الفيروس، وهو سباق لن يمكن فقط من إنقاذ مئات الآلاف، وربما الملايين، من الأرواح البشرية، بل سيمنح حظوة إنسانية كبيرة جداً للبلد الذي سيكون السباق إلى هذا الاكتشاف في وقت تعاني البشرية من واحد من أصعب الامتحانات في مسيرتها.

الخبراء يقولون إن الوصول إلى تصنيع لقاح فعال ضد الفيروس لن يكون ممكنا قبل نهاية هذا العام، وربما بداية 2021، وهو ما جعل بلدانا مثل الولايات المتحدة والصين وألمانيا تتنافس بشكل محموم من أجل الوصول بسرعة لتصنيع لقاح، وهو ما أدى إلى نشوب حرب تجسس مختبرية فير مسبوقة، بدت ملامحها واضحة حين اتهمت واشنطن السلطات الصينية بمحاولة سرقة معطيات تخص مختبرات أمريكية تعمل في مجال ابتكار لقاح ضد الفيروس.

السباق الحالي يعيد الى الأذهان المنافسات الرياضية الشرسة بين البلدان والمنتخبات، بحيث لا يكون الهدف في النهاية الحصول على اكبر عدد من الكؤوس والميداليات، بقدر ما يكون الهدف الأسمى هو رفع راية البلدان المتنافسة بين الامم، وهذا ما يجعل الحكومات تكرم رياضييها الفائزين وتخلد أسماءهم في التاريخ.

ومن المثير ان العالم الذي أجل الألعاب الأولمبية التي كانت مقررة هذا العام في طوكيو اليابانية، هو نفسه الذي استعاض عن هذه الأولمبياد الرياضية بأولمبياد مختبرية شرسة وأكثر تشويقا، وربما تكون أكثر شراسة من المنافسات الرياضية، على اعتبار أن البلد الذي سيكون فائزا بالوصول إلى هذا اللقاح ستكون البشرية مدينة له بكثير من العرفان لزمن طويل.

ووصل عدد المختبرات الكبرى التي تعمل حاليا على ابتكار الفيروس إلى أزيد من مائة مختبر، أغلبها من الولايات المتحدة والصين وأوربا، والتي جربت، حتى الآن، أكثر من لقاح مضاد لفيروس “كورونا”، غير أن الوصول الى لقاح فعال لا يزال يتطلب الكثير من الوقت والجهد، وأيضاً الكثير من المنافسة الشرسة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى