22 قتيلا جراء الإعصار أمبان الذي خلف دمارا كبيرا في بنغلادش والهند
لقي ما لا يقل عن 22 شخصا مصرعهم بعدما ضرب الإعصار “أمبان” بنغلادش وشرق الهند ودمر المنازل واقتلع الأشجار ودفع بالملايين إلى البقاء في ملاجئ رغم مخاطر انتقال عدوى فيروس كورونا.
وحرم الملايين من التيار الكهربائي بعد مرور الاعصار المصحوب برياح بلغت سرعتها 150 كلم في الساعة واقتلع أشجارا وأعمدة كهرباء وجدرانا وأسطحا بحسب ما قال مسؤولون الخميس بدؤوا بتقييم الأضرار.
وغمرت المياه الشوارع في عاصمة البنغال الغربية كالكوتا وغطت السيارات المركونة واظهرت لقطات تلفزيونية المطار مغموراً بالمياه أيضاً.
وقالت رئيسة حكومة ولاية البنغال الغربية ماماتا بانرجي لللإعلام المحلي إن “آثار الإعصار أسوأ من فيروس كورونا”، مشيرة إلى أن عدد القتلى 12 على الأقل في الولاية.
وأضافت “دمرت المئات من منازل الطين تدميرا تاما وكذلك المحاصيل واقتلعت الأشجار”.
وأعلن مسؤولون في بنغلادش مقتل ثمانية أشخاص بينهم صبي في الخامسة ومسن في ال75 جراء سقوط أشجار عليهما وغرق متطوع في الهلال الأحمر.
في بنغلادش أعلن مسؤولون أنهم ينتظرون تقارير من منطقة سندربان المدرجة على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) والشهيرة بغاباتها وبنمور البنغال المهددة بالانقراض، الأكثر تضررا من الإعصار.
وقال مسؤولون بنغاليون إن قوة الإعصار تركزت على الغابات في سندربان.
وصرح المسؤول عن هذه المنطقة معين أدين خان لفرانس برس “ما زلنا نجهل الصورة الحقيقية للأضرار. إننا قلقون لمصير بعض الحيوانات البرية. يمكن أن تجرفها المياه خلال عملية المد التي يسببها الإعصار”.
وغالبا ما تضرب الأعاصير سواحل بنغلادش حيث يقيم ثلاثون مليون شخص، وشرق الهند. وقد تسببت بمصرع الآلاف في العقود الماضية.
وفي عام 1999، أسفر إعصار عن مقتل عشرة آلاف شخص في أوديشا. وتعلمت تلك المنطقة من دروس الأعاصير المدمرة في المنطقة في العقود السابقة. فقد بنت آلاف الملاجئ للسكان وطورت سياسات إجلاء سريع.
وتراجعت قوة الإعصار مع توجهه الى سواحل بنغلادش لكنه تسبب بتساقط أمطار غزيرة ورياح عاتية في كوكس بازار المنطقة التي يقيم فيها مليون من اللاجئين الروهينغا الفارين من العنف في بورما.
وأمبان هو أقوى إعصار يتشكل فوق خليج البنغال منذ عام 1999، مصحوبا برياح بلغت سرعتها 185 كلم في الساعة.
وأعلن أنور حسين حولدر المسؤول في منطقة خولنة الساحلية أن الإعصار “سبب دمارا هائلا. اقتلع آلاف الأشجار ودمرت السدود في عدة مواقع ما تسبب بإغراق بلدات. والخراب الذي لحق بمزارع السمك والمحاصيل كبير”.
وفي بلدة بوربا دورغباتي أمضى الآلاف من القرويين ليلتهم يحاولون تصليح ثغرة في سد يحمي العديد من القرى من نهر خولبتوا.
وقال عمر فاروق (28 عاما) لفرانس برس “غرق منزلي تحت المياه. وخسرت مزرعة الجمبري ولا أعلم كيف سأعتاش”.
وتسبب إعصار 1999 بمقتل حوالى 10 آلاف شخص في ولاية اوديشا الهندية بعد ثماني سنوات على أعاصير وفيضانات أدت إلى مصرع 139 ألف شخص في بنغلادش.
وقضى في عام 1970 مليون شخص جراء كوارث مماثلة.
وتم إجلاء أكثر من 3 ملايين شخص من القرى الساحلية في البلدين.
وبسبب فيروس كورونا المستجد عمدت السلطات الهندية إلى استخدام مزيد من الملاجىء تفاديا للاكتظاظ وفرضت وضع الكمامات.
ولا يزال عدد حالات كوفيد-19 يزداد في البلدين.
لكن خوفا من عدوى كورونا، اختار العديد من سكان المناطق المعرضة للخطر، البقاء في بيوتهم على الرغم من الإعصار.
وقالت سولاتا موندا التي تعيش في منطقة شيناماغار ببنغلادش، لوكالة فرانس برس “سمعنا أن الملجأ المضاد للأعاصير بالقرب من مفوضية الشرطة مكتظ ولم يعد هناك أماكن فيه”. وأكدت هذه الأم لأربعة أولاد “نعتقد أننا سنكون بخير وإذا احتاج الأمر سنخرج في وقت لاحق”.
وإن زادت قوة الأعاصير في السنوات الأخيرة في خليج البنغال وهي ظاهرة تنسب جزئيا للاحتباس الحراري، فإن خسائرها البشرية تبقى عموما أقل من السابق بفضل نظام مراقبة أكثر تطورا وتدابير وقائية فعالة.
المصدر: الدار ـ أ ف ب