شبكات التواصل الاجتماعي وتحدي بلورة مضامين دينية رقمية بانية
الدار/ خاص
أعادت الأزمة الصحية العالمية الناجمة عن تفشي جائحة فيروس “كورونا” المستجد “كوفييد19” الى الواجهة أهمية المضامين الإعلامية الدينية البانية والهادفة، لاسيما في ظل الإمكانيات التي تتيحها المصفوفات الرقمية المعاصرة في بلورة هذه المضامين ونشرها وتقاسمها والتفاعل معها بشكل آني.
فمند تفشي فيروس “كورونا” ببلادنا، وإعلان حالة الطوارئ الصحية، ومكث المواطنين في منازلهم، شرعت عدد من المؤسسات الدينية في المملكة، وعلى رأسها الرابطة المحمدية للعلماء في بث عدد من الكبسولات الرقمية التوعوية و التحسيسية تفاعلا مع الوضعية الاستثنائية التي تعيشها المملكة في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد “كوفيد- 19″، وذلك إيمانا منها بأهمية استلهام النموذج النبوي في التعامل مع الأوبئة في عز الأزمات التي تواجه الإنسان”.
وروعي في هذه الكبسولات الرقمية تكثيف للمعاني، مع اختزال للمدة الزمنية، اذ تتراوح مدتها الزمنية من 5 إلى 10 دقائق، كما تم بثها في منصة “الرائد” الالكترونية في إطار بث معرفة دينية بانية، وإتاحة الإبحار الرقمي النافع لعموم متصفحي الانترنت.
وفي اطار تنزيل بنود “مشروع دليل المواكبة من أجل مضمون آمن وأمان رقمي لفائدة الأطفال واليافعين”، الذي تم الإعلان عنه في ورشة تكوينية متخصصة حول “الناشئة والشباب في المصفوفة الرقمية المعاصرة”. أطلقت الأطفال “الرواد” بوحدة “الفطرة” للناشئة مبادرة توعوية تحسيسية ضد فيروس “كورونا” المستجد “كوفييد19”.
المبادرة التي تحمل وسم “الزم بيتك تحمي نفسك وبلدك وأرض أجدادك”… “، توخت تحسيس الأطفال وعموم المواطنين بأهمية ودور الحجر المنزلي في الحيلولة دون تفشي فيروس “كورونا” في المملكة، واسهاما منهم في الجهود التي تبذلها مختلف المصالح و الوحدات الأمنية والمحلية والعسكرية والمدنية لاحتواء تفشي الفيروس بالمغرب.
من ناحية أخرى، وبغية اتاحة الإبحار الرقمي النافع لعموم متصفحي الشبكة العنكبوتية، والباحثين عن معرفة دينية متزنة وبانية، واكبت البوابة الالكترونية للرابطة المحمدية للعلماء في حلتها الجديدة، هذا الظرف الاستثنائي بالمملكة، بمقالات وكبسولات رقمية سواء الخاصة بمداخلات الدكتور أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة في مختلف الملتقيات الافتراضية التي يشارك فيها، أو الخاصة بالسادة رؤوساء المراكز العلمية البحثية التابعة للمؤسسة، كما تم، أيضا، تطعيم البوابة الالكترونية للمؤسسة طيلة هذه المدة بمقالات علمية محكمة ورصينة لباحثي المؤسسة التي تتناول المنهج النبوي في التعامل مع الأوبئة، و أهمية الحجر الصحي بالنسبة للمواطنين، وفضائل شهر الصيام، وغيرها من المقالات البحثية في مجالات العلم والعمران، و تفكيك خطاب التطرف العنيف…
وتفعيلا، لاتفاقية التعاون المبرمة في شهر فبراير الماضي بين منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) و الرابطة، تتيح (الإيسيسكو) على موقعها الالكتروني، جميع محتويات المنصة الرقمية للرابطة المحمدية للعلماء على الموقع الإلكتروني للمنظمة.
وتضم المنصة الرقمية للرابطة المحمدية للعلماء، التي ستتيحها المنظمة، محتويات متنوعة منها منصة الرائد لنشر المعرفة الدينية الآمنة، ودفاتر تفكيك خطاب التطرف، ومتحف العلم والعمران، ومتحف تاريخ العلوم، وبوابة الرابطة المحمدية للعلماء.
وتوفر هذه المحتويات أيضا دروسا علمية رقمية في مجالات العلوم الإسلامية بهدف نشر الإسلام الوسطي المعتدل. كما تتضمن دفاتر لتفكيك خطاب التطرف على الشبكة العنكبوتية وتقديم نموذج تنويري عبر تقنيات حديثة وأدوات معرفية ومفاهيم لغوية دقيقة.
وإلى جانب هذين المكونين، تضم المحتويات الرقمية أيضا “المتحف الرقمي للعلم والعمران، الذي يعنى بمواقع التراث الثقافي والحضاري والمعارف والمهارات التراثية في بعض الحواضر الإسلامية، ومتحفا ثانيا حول تاريخ العلوم يبرز إسهامات العلماء المسلمين في العلوم الدقيقة”، إلى جانب رابط مباشر للمحتويات الرقمية للرابطة يضم كبسولات رقمية لمواجهة فيروس كورونا، وأبحاثا ودراسات ومجلات ومنشورات علمية ومقاطع فيديو في مختلف العلوم الشرعية واللغوية.
كما تواصل الرابطة المحمدية للعلماء مجهوداتها العلمية بنشر سلسلة “الإسلام والسياق المعاصر”، وجعلها قابلة للتصفح والتحميل الإلكتروني بالمجان، وذلك إسهاما منها في توفير المضامين المتزنة في ظل فترة “الحجر الصحي” بالمغرب، وبمختلف دول العالم، بسبب تفشي جائحة فيروس “كورونا” المستجد.
وفي هذا الصدد، نشرت الرابطة المحمدية كتبا، ودفاتر، ومجلات، وقصصا للناشئة، في صيغة رقمية، على بوابتها الإلكترونية، وبصفحتها الرسمية على موقع “الفيسبوك”. و تسعى “سلسلة الإسلام والسياق المعاصر”، إلى “تحصين ومواكبة فئة الشباب الذين لديهم إقبال على تعلم العلوم الدينية، بطريقة تجمع بين النص والسياق، وفيها التطلع لاستخلاص القوة الاقتراحية الكامنة في الدين الإسلامي”.
كما تروم المؤسسة من خلال هذه السلسلة الرقمية، “تمكين رواد الشبكة من تلقي المعرفة الدينية الآمنة والسليمة، ونقل وإيصال المعلومات العلمية الموثقة، وتيسير إشاعة المضامين المعرفية والثقافية، التي تجتهد الرابطة بمختلف مراكزها العلمية ووحداتها البحثية في توفيرها وإعدادها، على نطاق عالمي منفتح، انطلاقا من خصوصية الوحدة المذهبية والعقدية للمملكة المغربية، وفق منظور تفاعلي تواصلي، يسعف في تلمس تطلعات جمهور القراء من الباحثين والمهتمين عبر العالم”.
ويتمثل مقصد استمرار الرابطة المحمدية للعلماء في توفير المواد النافعة من دراسات علمية محكمة، وأخرى عامة، ومقالات، وترجمات، وغيرها من المواد النافعة، من خلال بوابتها الإلكترونية وصفحات المراكز العلمية والوحدات البحثية، )يتمثل( في الوفاء بمهام التحصين العقدي، والروحي، والعلمي، والفكري التي يقتضيها السياق العولمي الراهن، كما يجسد استثمارها في الإبحار الرقمي النافع من أجل بث معرفة دينية، وتربوية وثقافية وعلمية آمنة وبانية وتنويرية.
من جانبها، لجأت المجالس العلمية المحلية والإقليمية في عموم التراب الوطني، المكلفة بتنزيل سياسة القرب في مجال الارشاد والتأطير الدينيين، إلى الفضاء الرقمي لانتاج فيديوهات باللغتين العربية والأمازيغية وذلك في ظل استحالة تنظيم أنشطة وعظية وارشادية خلال شهر رمضان لهذه السنة المتزامن مع حالة “الطوارئ الصحية.
وعملت هذه المجالس العلمية على نقل أنشطتها إلى موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، وموقع التسجيلات المرئية “يوتيوب” خلال شهر رمضان، بعدما كانت تستقبلها عادة المساجد ودور الشباب وبعض المؤسسات.
وفي هذا الاطار، ومنذ انطلاق شهر رمضان لهذه السنة، شرع المجلس العلمي المحلي لمدينة سلا في بث دروس مصورة ومسموعة، ومقالات توعوية، وحكما دينية”، مواكبا بذلك أبرز أحداث الشأن الديني بجهة الرباط سلا القنيطرة، وربوع المملكة، عبر قناته على “يوتيوب” وصفحته على “فيسبوك”، باللغتين الأمازيغية والعربية، كما أعلن المجلس العلمي المحلي لعمالة سلا عن دروس ومواعظ باللغتين الفرنسية والإنجليزية يقصد منها “توسيع التّواصل العلمي والديني مع مغاربة المهجر”، الى جانب باقي المجالس بعموم التراب الوطني.