سياح فرنسيون عالقون بأكادير بعد اغلاق الحدود…بلادنا تخلت عنا ونجهل مصيرنا
الدار / ترجمات
لازالت معاناة عدد من السياح الفرنسين، الذين تقطعت بهم السبل في المملكة بعد اغلاق حدودها الجوية لمنع تفشي فيروس كورونا المستجد، مستمرة رغم قيام السلطات الفرنسية بعدد من الرحلات لترحيل المئات منهم خلال الأيام القليلة الماضية، بحسب ما أوردته صحيفة “France bleu”.
من بين هؤلاء المواطنين، بيريت و جيرار، 75 سنة، من منطقة Gournay-en-Bray, en Seine-Maritime، التي لازالت عالقة منذ بداية شهر فبراير في احدى مخيمات أكادير الخاصة بالسيارات المتنقلة، بدون معلومات عن موعد عودتها الى فرنسا.
لدى وصولهما إلى المغرب، قاما بزيارة قادتهما الى عدد من مناطق جنوب البلاد، قبل العودة إلى أكادير والاستقرار في المخيم الدولي، حيث قاموا بإيقاف سيارتهم. و قال بيريت: “لقد كان ذلك قبل أيام قليلة من بدء الحجر الصحي وحالة الطوارئ الصحية في 16 مارس. لقد ظلنا هنا لأكثر من شهرين”.
وأشارت الصحيفة الفرنسية الى أنه يتوفر عدد قليل من تذاكر العبارات لفرنسا أو إسبانيا، ولكن تم حجزها بالفعل أو زيادة سعرها. وتشرح بيريت قائلة: “البعض ، في نفس الحالة التي لدينا، يواجهون صعوبات، ويبلغ سعر العودة أحيانًا ما يصل إلى 800 يورو ولا يزال لديهم إجابة ، ولا يزالون هناك”.
ورغم محاولة السائحان الحصول على المعلومات الكافية من السلطات بشأن احتمال العودة الى فرنسا، فانهما لم يتلقيا أي رد مما جعلهما يصرحان : “نشعر بأننا مهملون ومتخلى عنا من طرف بلدنا. الى متى سنبقى هناك لعدة أشهر أخرى؟ لا نعرف ، ليس لدينا معلومات ، لا من السلطات الفرنسية ولا من السلطات المغربية” ، يأسف بيريت. “لدينا أقارب ينتظروننا. لا نعرف أي شيء”.
نظمت فرنسا ثلاث رحلات جوية متتالية لإعادة المواطنين الفرنسيين العالقين في المغرب منذ منتصف مارس الماضي بسبب وباء كورونا.
وأكدت السفارة الفرنسية بالرباط، أن الرحلات مخصصة للقاطنين بـ4 مدن مغربية، مشيرة الى أنه بعد رحلات أمس الخميس، التي نظمتها شركة “إير فرانس” وصل عدد الرحلات المخصصة لإعادة الفرنسيين العالقين 197 رحلة.
وكشفت أن الرحلات الثلاث خصصت للمسافرين الموجودين بمدن الدار البيضاء وفاس ومكناس ووجدة، غير أن التنسيق تم عبر قنصليات باريس في الرباط والدار البيضاء وطنجة وفاس وأكادير.
وسبق أن أعلنت السفارة الفرنسية عن تنظيم رحلة بحرية لإعادة العالقين بالمغرب يوم 27 ماي الجاري، انطلاقا من ميناء طنجة المتوسطي باتجاه ميناء مارسيليا في الجنوب الفرنسي، وهي الرحلة التي ستؤمنها شركة “لا ميريديونال”، مخصصة للفرنسيين الراجلين، و لأصحاب المركبات التي تحمل لوحات ترقيم أوروبية، ما سيسهل عملية عودة أسرة بكاملها، كما أعلنت السفارة أن باب التسجيل سيكون مفتوحا أيضا في وجه مواطني الاتحاد الأوروبي والمغاربة الحاملين لأوراق الإقامة في فرنسا.
من جهتها، أعلنت القنصلية العامة الفرنسية بطنجة عن تخصيص رحلتين بحريتين لإعادة العالقين بالمغرب من طنجة المتوسطي نحو ميناء سيت، واللتان جرى تأمينهما بواسطة الناقلات البحرية التابعة لشركة “غراندي نافي فيلوتشي – GNV ” الإيطالية، إذ انطلقت الرحلة الأولى يوم 12 ماي بينما غادرت الثانية أول أمس الثلاثاء 19 ماي.
يشار الى أن عدد الرحلات الجوية التي نظمتها فرنسا لإجلاء مواطنيها العالقين في المغربـ وصلت الى 197، والتي سمحت الى غاية الأسبوع الثاني من ماي الجاري بعودة حوالي 29 ألف مواطن فرنسي إلى ديارهم قادمين من المغرب.