الدار / ترجمات
منذ ظهور أولى حالات الإصابة بفيروس “كورونا” المستجد “كوفييد19” في المملكة، استمر مؤشر انتشار الفيروس في تأكيد اتجاه أساسي: فالمدن والمناطق الكبيرة هي الأكثر تأثراً بالوباء. فداخل جهة الدار البيضاء-سطات تتمركز ثلث الحالات المؤكدة في المملكة.
يبدو التفسير الأول بسيطا ومفاده أن الجهة تعد الأكثر كثافة من الناحية السكانية، و الاقتصادية بحكم احتضانها لمصانع وشركات ومعامل تشغل الآلاف من العاملين والمستخدمين.
دراسة تحليلية حديثة صادرة عن المندوبية السامية للتخطيط تشير الى أن خطر انتشار الفيروس يكون أكبر في المدن الكبيرة، نظرًا لعاملين حاسمين: وهما الكثافة السكانية والاكتظاظ.
“وداخل هذه المدن، فإن المدن القديمة والسكن الاقتصادي والاجتماعي بالإضافة إلى مدن الصفيح هي التي تشكل أعلى خطر للتلوث، سواء من حيث الكثافة السكانية أو الإفراط في شغل وقال الإسكان ، اذ تؤكد المندوبية السامية للتخطيط أن ما يقرب من 9 من أصل 10 حالات المصابة بكورونا، تأتي من االجهات الخمس الأكثر كثافة في المغرب، ويتعلق الأمر بالدار البيضاء سطات (32.74٪)، مراكش-آسفي (17.56٪) ، طنجة تطوان الحسيمة (13.76٪) ، فاس مكناس (13.17٪) والرباط- سلا القنيطرة (9.21٪).
كما أنه داخل هذه الجهات تتمركز أعلى تجمعات السكان النشطين العاملين في القطاع الصناعي (أكثر من 12٪). توجد هذه الأنشطة بشكل رئيسي في المناطق الحضرية التي تتميز أيضًا بالكثافة السكانية العالية.
وفي هذا الصدد، تؤكد المندوبية السامية للتخطيط أنه “إذا كانت جميع الأشياء الأخرى متساوية، فإن هذه الخاصية تسمح بانتقال الفيروس بشكل أسرع بسبب السفر المتكرر والاتصال بين الأشخاص”، مشددة على أنه كلما ازدادت المناطق الحضرية، كلما زادت التحديات اللوجستية القادرة على الإبلاغ عن أكبر عدد من الأشخاص المعرضين للخطر والإشراف عليهم وعزلهم إن أمكن.
كما تعتبر المندوبية أن أماكن إقامة مكتظة يسكنها أسرة بها أكثر من ثلاثة أشخاص لكل غرفة معرضة لخطر لفيروس. وعلى هذا الأساس ، يوجد 1.05 مليون أسرة في هذا الوضع على المستوى الوطني تمثل نسبة 12.5٪. أكثر المناطق تأثراً بهذا الاحتلال المفرط للسكن هي تلك الشرقية (14.1٪) والدار البيضاء-سطات (14٪).