قال الدكتور آدم لكلاعي، رئيس مصلحة الصحة العامة بالمديرية الجهوية للصحة بطنجة-تطوان-الحسيمة، إن الوضع الوبائي بالجهة يبقى “متحكما فيه ومقارنا مع المعدلات المسجلة وطنيا”.
وأوضح المتحدث، في حوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء، أن “هناك عددا من المؤشرات تبين أننا على الطريق الصحيح”، مبرزا أن معدل الإماتة على مستوى الجهة يصل إلى 3,3 في المائة، بينما يتراوح معدل الشفاء بين 77 و 81 في المائة، وبلغ عدد الإصابات المؤكدة إلى غاية زوال الجمعة 1081 حالة، أي ما يعادل 28 حالة في كل 100 ألف نسمة.
واعتبر أن الوضع الوبائي بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة، وإن كان مستقرا، فهو يتطور صعودا ونزولا، عبر فترات منخفضة الإصابة ثم فترات ذروة، مضيفا أن هذا الأمر رهين بظهور بؤر جديدة وبوتيرة الكشف عن الحالات.
بخصوص الارتفاع الملاحظ في تسجيل الحالات المؤكدة للعدوى بكوفيد 19 خلال الأسبوع الأخير بالجهة، شدد الدكتور لكلاعي على أن هذا الاتجاه طبيعي لأن المديرية الجهوية للصحة وسعت ورفعت عدد الاختبارات المنجزة، منوها بأن “الإجراءات المتخذة للرفع التدريجي للحجر الصحي مع استئناف الأنشطة الصناعية أدى إلى اكتشاف حالات جديدة سواء في المواقع المهنية أو في المحيط العائلي لحالات تأكدت إصابتها سابقا”.
على صعيد الوسائل المعبأة من قبل المديرية الجهوية للصحة لمواجهة الجائحة، ذكر المسؤول بإعادة تنشيط المركز الجهوي لعمليات الطوارئ في مجال الصحة العامة منذ يناير الماضي، والتنسيق بين القطاعات العمومية، والتعاون مع السلطات المعنية ووضع مخطط جهوي لليقظة والاستجابة.
بخصوص الموارد البشرية، تمت تعبئة فرق للتدخل السريع على مستوى العمالات والأقاليم التابعة للجهة، مع ضمان التكوين والتكوين المستمر، منوها بتجند أزيد من 1100 إطار صحي من كل الشرائح المهنية (أستاذة المركز الاستشفائي الجامعي وكلية الطب والأطباء العامون والاختصاصيون والممرضون والتقنيون والإداريون …).
أما بخصوص الطاقة الاستيعابية للأسرة، فكشف المسؤول عن أن المديرية الجهوية للصحة خصصت 880 سريرا للتكفل الطبي بمرضى كوفيد 19، موزعة على أسرة المستشفيات وبعض الوحدات الفندقية ومصحة الضمان الاجتماعي، والتي تمت تعبئتها على سبيل الاحتياط لتفادي مشكل امتلاء أسرة المستشفيات.
وأبرز أنه من بين 880 سريرا، 65 سريرا كان مخصصا لإنعاش الحالات الحرجة والخطيرة لمرضى كوفيد 19، متابعا أن المديرية الجهوية للصحة ولتوفير كافة تجهيزات ومعدات الحماية الخاصة بالطاقم الصحي، فقد طلبت من الوزارة والسلطات المعنية توفير مخزون كاف لتأمين العمل اليومي لموظفي الصحة سواء بالميدان أو بمراكز التكفل والاستشفاء.
كما تطرق السيد لكلاعي إلى التعاون القائم بين المديرية الجهوية للصحة ومختبر المعهد الوطني للصحة لإجراء التحاليل الفيروسية قبل توفر الجهة على مختبراتها الخاصة بعلم الأحياء الدقيقة سواء بمركز الأنكولوجيا بطنجة أو المستشفى الإقليمي بتطوان.
كما شدد المسؤول على أن المديرية الجهوية للصحة وضعت، على غرار وزارة الصحة، عددا من محاور التدخل من أجل مواكبة أفضل لإجراءات رفع الحجر الصحي، خاصة ما يتعلق بالقدرة على إجراء التحاليل الفيروسية بطنجة وتطوان ووضع مخطط عمل للكشف المبكر والذي يستهدف شريحة واسعة النطاق من السكان، مع إيلاء الأولية لبعض الشرائح التي كانت على صلة بالحالات المؤكدة والفاعلين في القطاع الاقتصادي والتجمعات المغلقة والفئات الأكثر عرضة.
وخلص الدكتور آدم لكلاعي إلى أن الإطلاق القريب لتطبيق “وقايتنا” من طرف وزارة الداخلية ووزارة الصحة سيمكن من اقتفاء آثار ولقاءات حالات الإصابة المؤكدة.