الدار/ رضا النهري:
على الرغم من عدم وجود قرار بذلك إلى حد اليوم، إلى أن كل المؤشرات تسير نحو إعلان تمديد آخر لحالة الطوارئ الصحية في المغرب، في ظل غموض لا يزال يلف الوضع الوبائي العام، ليس في المغرب فحسب، بل في العالم كله. الذين قد يفاجئهم هذا التمديد، سيكونون بالتأكيد خارج سياق ما يجري في المغرب وفي العالم، لأنه في ظل تراجع عام لقوة الفيروس عالميا، إلا انه لا يزال يفتك بمناطق كثيرة، حيث يخفت في مكان ويتظاهر بالموت، بينما ينتعش في مكان بعيد ويفتك بسكانه، مثلما يجري حاليا في روسيا والبرازيل ومناطق أخرى من أمريكا اللاتينية، ومثلما قد يحدث في عدد من البلدان الإفريقية.
التمديد في المغرب سيكون بطبيعة الحال، وفق إجراءات تخفيف تسمح للكثير من الناس باستئناف نشاطاتهم المهنية، لأن الاستمرار في الإجراءات الصارمة والمشددة سيخلق بالتأكيد “فيروسا” آخر أكثر قسوة، وهو فيروس الفقر والجوع وقطع الأرزاق، لذلك نوجد حاليا أمام وضعية على قدر كبير من الحساسية، وهي أنه بموازاة عودة الكثير من القطاعات لمزاولة أنشطتها بشكل تدريجي، فإنه لا ينبغي للناس ا، يعتقدوا أننا “قطعنا الواد ونشْفو رجْلينا”.
ربما نستطيع القول إننا عبرنا المراحل الأخطر بأقل قدر من الخسائر، ورغم بعض التراخي الذي ميز الحجر الصحي في بعض الفترات، إلا أنه تم تدارك ذلك بسرعة، سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي، لأنه مع مرور الوقت، ومع استفحال تفشي الفيروس في مناطق كثيرة من العالم، أدركنا أننا يمكن أن نكون محظوظين، لكن الحظ قد يطرق الباب، لكنه لا يفتحه ويدخل عندنا.
في كثير من الأمكنة هناك مشاهد تثير القرف لأناس لم يفهموا معنى هذا الوباء، لكن بالموازاة مع ذلك، ارتفع الوعي عند الكثيرين بأن الفيروس قد يتظاهر بالرحيل، أو حتى الموت، لكنه قد يعود في أي وقت حين يحس بالتراخي العام، وهو شيء يعلمه لنا التاريخ من الأوبئة السابقة، آخرها الأنفلونزا الإسبانية العظمة لعشرينيات القرن الماضي، والتي حصدت أرواح الملايين لسبب بسيط، وهي أنها كانت تختفي مثل ثعلب ثم تعود، فتجد الناس قد تراخوا في اتخاذ الاحتياطات اللازمة، فتقضم منهم ملايين الأرواح، ثم تعود للاختفاء مجددا.