أخبار الدار

مؤسسات صناعية معبأة بجهة درعة تافيلالت لمحاربة كوفيد-19

أدت الوضعية الاقتصادية التي أثرت بشكل كبير على العديد من القطاعات، لاسيما المجالين التعاوني والصناعي بالمغرب، إلى تحويل أنشطتها والتكيف مع الظروف الطارئة الناتجة عن جائحة كوفيد-19.

فقد التجأت بعض التعاونيات إلى تغيير مسار أنشطتها لكي تحرك عجلة الإنتاج الذي تستفيد منه النساء المنخرطات اللواتي يحتجن إلى العمل من أجل تلبية حاجياتهن وأسرهن.

وعلى الرغم من الوضعية التي فرضتها الجائحة، يأمل أرباب التعاونيات وبعض المؤسسات الصناعية بجهة درعة تافيلالت في تحقيق نتائج اقتصادية جيدة، مع الاستفادة من الظروف التي مروا منها بفعل جائحة كوفيد-19 التي شكلت حافزا نحو تغيير مسار الإنتاج ليتأقلم مع الوضع ويساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي من بعض المواد الأساسية.

كما يرغبون في انطلاقة قوية وجديدة بعد رفع الحجر الصحي لتجاوز الإكراهات التجارية والاجتماعية لانتشار فيروس كورونا المستجد في الجهة، مستحضرين الدور المحوري للنسيجين التعاوني والصناعي في التنمية المحلية لمحاربة الفقر والمساعدة في إنجاز المشاريع المبرمجة على الصعيد الجهوي.

وقامت بعض مكونات النسيجين التعاوني والصناعي بجهة درعة تافيلالت بملاءمة أنشتطها مع حاجيات السوق المحلية والوطنية لمواجهة وباء كورونا، وذلك بتحويل إنتاجها إلى صناعة الكمامات الواقية.

ومن ضمن هذه التعاونيات توجد تعاونية بمدينة ميدلت تحمل اسم “ميد كوتور” تهتم بالأنشطة المرتبطة بالنسيج والخياطة.

وقد عملت هذه التعاونية، التي تركز على مساعدة النساء في وضعية صعبة، على إبرام شراكات من أجل مساعدة النساء اللواتي توقف نشاطهن بفعل الجائحة لإنتاج الكمامات الواقية وتسويقها، على الخصوص، في المحلات التجارية والصيدليات.

وأوضحت فاطمة مهداوي، رئيسة التعاونية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هؤلاء النساء ينتجن يوميا حوالي 1000 كمامة، مشيرة إلى أنها تمتاز بجودتها العالية وإمكانية استعمالها لخمس مرات بعد تنظيفها.

واعتبرت مهداوي أن “ميد كوتور” أول تعاونية على مستوى جهة درعة تافيلالت تنتج الكمامات الواقية بعد حصولها على التراخيص اللازمة، معبرة عن الأمل في أن يصل الإنتاج مستقبلا إلى 5 آلاف كمامة يوميا.

وأكدت أن التعاونية شرعت في عملية الإنتاج بعد حصولها على شهادة من المعهد المغربي للتقييس (إيمانور)، داعية إلى مواكبة هذا المشروع لاسيما خلال مرحلة التسويق.

وأضافت أن توجه التعاونية نحو إنتاج الكمامات الواقية أملته خصوصية الظرفية الحالية، من منطلق الانخراط الإيجابي في الجهود الإقليمية والجهوية الهادفة إلى احتواء انتشار فيروس كورونا المستجد، ومساعدة العاملات اللواتي تضررن بسبب الفيروس.

وتهتم هذه التعاونية، التي تأسست في بداية السنة الجارية، بإنتاج وتسويق جميع منتجات الصناعة التقليدية، وشراء وإنتاج احتياجات الصناعة التقليدية من المواد الأولية، وتشجيع الأفراد على ممارسة الطرق الحديثة في الصناعة، وتنظيم المحاضرات والدورات التكوينية لفائدة الصناع والحرفيين.

من جهتها، أكدت زهور مالكي، العضوة بنفس التعاونية، أنه تم البدء في تفعيل مبادرة إنتاج الكمامات في إطار جهود التغلب على الآثار السلبية لانتشار فيروس كورونا المستجد.

وأشارت إلى أن نساء التعاونية يبذلن جهودا كبيرة من أجل إنتاج كميات كبيرة من هذه الكمامات، مشددة على ضرورة التوفر على الإمكانيات اللازمة، خاصة آلات الخياطة المتطورة من أجل تحقيق الأهداف الكبرى للتعاونية.

وسارت شركة “بروتيكسيون 24” بورزازات، التي كانت تهتم بتغليف المواد الغذائية وإنتاج العديد من المواد الأولية للتنظيف، على نفس المنوال بتكييف أنشطتها مع الظرفية الحالية.

واهتدت الشركة إلى فكرة إنتاج الكمامات غير المنسوجة بعدما أدخلت إصلاحات جذرية على العديد من الآلات المتوفرة لديها، مع جلب المواد الأولية والحصول على الترخيص اللازم لذلك.

وقال هشام بنعمار، مدير الشركة، في تصريح مماثل، إن ما شجع على تنفيذ هذه الفكرة هو العلاقات التي تربط بين الشركة والعديد من المؤسسات المنتجة للنسيج والمواد الأولية الصالحة لإنتاج الكمامات الواقية، مشيرا إلى أنه يتم حاليا إنتاج 160 ألف كمامة يوميا في منحى تصاعدي بعدما بلغ الإنتاج في بداية الأمر 30 ألف كمامة.

وأبرز أن هذه المؤسسة الصناعية تقوم بتسويق منتوجاتها في جهة درعة تافيلالت، وقد تم اقتناء العديد من السيارات من أجل توسيع دائرة التوزيع في الجهة، لاسيما أن هذا المنتوج يستفيد من الدعم المقدم من قبل الصندوق الخاص بمحاربة جائحة كوفيد-19.

وبعدما شدد على أن الكمامات المصنوعة من المواد غير المنسوجة تتميز بجودتها وصلاحية العمل بها لمدة أربع ساعات، ذكر بنعمر أنه من المنتظر تطوير المشروع وتوسيع مجال الاشتغال ليشمل منتوجات أخرى تندرج في سياق محاربة كوفيد-19 والمساهمة في الحد من الآثار السلبية للجائحة على الاقتصاد المحلي والجهوي.

المصدر: الدار ـ و م ع

زر الذهاب إلى الأعلى