الرأيسلايدر

حذاري أن نصبح كلنا “لالة ميمونة”..!

الدار/ رضا النهري:

قد يعتقد الكثير من الناس أن تخفيف إجراءات الحجر الصحي يعني أن فيروس كورنا قد انتهى تقريبا، وأننا سنحتفل بذلك عبر رفع الحواجز وإلغاء تحديد ساعات الخروج وغير ذلك، بينما العكس مخالف تماما لهذا الاعتقاد.

فيروس كورونا باق بيننا إلى أجل غير مسمى، أي أنه باق في العالم كله، والدليل على ذلك هو معدل الإصابات الذي لا يزال يرتفع في العالم كله، بما في ذلك المغرب، كما أن الوفيات لا تزال مخيفة في أماكن أخرى من العالم.

مع ذلك يجب الإقرار أن قدرة القتل لدى الفيروس انخفضت بشكل ملموس، هذا ما يقوله خبراء الصحة العالمية، لكن هؤلاء لا يستبعدون عودة محتملة لشراسة الفيروس، لذلك يطلبون من الناس التزام أقصى درجات الحيطة والحذر عند تخفيف إجراءات الحجر الصحي.

تخفيف إجراءات الحجر جاء، أولا بناء على معطبات تراجع طفيف للفيروس، لكنها جاءت أيضا بناء على عدم إمكانية إبقاء الناس في الحجر خلال فصل الصيف القائظ، حيث يبدو من المستحيل التزام الناس بذلك، بينما البعض لم يلتزموا به حتى في أيام البرد.

لكن المسألة الأساسية لتخفيف الحجر هي أن الناس يحتاجون إلى كسب لقمة عيشهم بعد أزيد من ثلاثة أشهر عصيبة لم تخفف منها سوى إجراءات التضامن الشعبية والرسمية، وأيضا الكثير من الصبر والتضحية.

ما ينبغي على الناس فهمه، بعد بدء تخفيف إجراءات الحجر هو أننا سنبدأ مرحلة مختلفة تتمثل في التعايش مع الفيروس، أي أنه يجب أن نكون واعين بأننا نعيش معه جنبا إلى جنب، وأي تهور من جانبنا سيجعل الفيروس يستأسد علينا، وقد يعود أقوى مما كان.

ربما تكون المرحلة المقبلة أخطر مرحلة على الإطلاق في مواجهة فيروس “كورونا”. فالناس سيكونون سادة أنفسهم، والسلطات لا يمكنها أن تضع شرطيا أو عون سلطة مع كل مواطن، لأن كل شخص يجب أن يكون على نفسه رقيبا، وما سوى ذلك فلا يوجد غير تدمير كل ما بنيناه خلال الأشهر الماضية.

أمامنا درس لا يمكننا أن نغفل عنه، وهو ما جرى في منطقة “لالة ميمونة”. إنه نموذج مصغر لكارثة يمكن أن تكون أكبر بكثير في حال لم نفهم المغزى الحقيقي لرفع بعض إجراءات الحجر الصحي.

حذاري أن نصبح كلنا “لالة ميمونة”..!

زر الذهاب إلى الأعلى