المعهد البرازيلي الإفريقي.. المساعدات الطبية المغربية للبلدان الإفريقية تكرس ريادة المملكة في مجال تعزيز الاندماج القاري
أكد المعهد البرازيلي-الإفريقي أن المساعدات الطبية المغربية، الممنوحة للعديد من البلدان الإفريقية لمواكبتها في جهود التصدي لوباء كورونا، تكرس مجددا ريادة المملكة في مجال تعزيز الاندماج الإفريقي.
وقال رئيس المعهد البرازيلي الإفريقي، جواو بوسكو مونتي، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن “مبادرة المغرب تكتسي أهمية كبرى على المستويين المتعدد الأطراف والثنائي، ومن شأن هذا العمل التضامني توطيد وتكريس دور المغرب كرائد في مجال تعزيز الاندماج الإفريقي”.
وأضاف الأكاديمي البرازيلي أن “ريادة المملكة تتعزز باستمرار، لاسيما بعد عودة المملكة إلى الاتحاد الإفريقي”، مشيرا إلى أن المغرب أضحى “فاعلا” في تعزيز التعاون بين البلدان الإفريقية بفضل دبلوماسيته واقتصاده المستقر، وذلك “بهدف توطيد العلاقات مع أشقائه الأفارقة والعمل على تقليص الفوارق على مستوى القارة”.
ويرى بوسكو مونتي، المنسق العام لمنتدى البرازيل وإفريقيا، أن المغرب يعمل على إيجاد حلول للتحديات التي تعترض إفريقيا بتنسيق مع بلدان القارة.
وفي هذا الصدد، ذكر الخبير البرازيلي بدعوة صاحب الجلالة الملك محمد السادس إطلاق مبادرة لرؤساء الدول الإفريقية تروم إرساء إطار عملياتي بهدف مواكبة البلدان الإفريقية في مختلف مراحل تدبيرها لجائحة كورونا، مشيرا إلى أن هذه المبادرة تعطي زخما جديدا للتعاون الإفريقي ليس فقط للتصدي للوباء، بل أيضا لمواجهة باقي التحديات لا سيما الاقتصادية منها.
وسجل أن مقاربة جلالة الملك، التي تنسجم مع توصيات منظمة الصحة العالمية والاتحاد الإفريقي، تقوم على فهم حجم الوباء وتداعياته، واعتماد سياسة على مستوى القارة بهذا الشأن.
وأضاف بوسكو مونتي أن هذه المقاربة “تسهم رغم كونها قارية في الجهود الدولية لمساعدة البلدان النامية على تعزيز التضامن في إطار الأجندة الدولية”.
وشدد على أن “لدى القارة الإفريقية، أكثر من أي وقت مضى، الفرصة لبلورة استجابة جماعية للتحديات الكبرى”، مشيرا إلى أن الاتحاد الإفريقي بلور استراتيجية قارية للتصدي لوباء كورونا من خلال توحيد الجهود وتبادل الخبرات في إطار المركز الافريقي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها.
ويرى بوسكو مونتي أن المساعدات الإنسانية تكتسي، في الظروف الصعبة مثل تلك المتسمة بتفشي الأوبئة والأزمات الصحية، أهمية بالغة في التخفيف من الأضرار.
وشدد الأكاديمي البرازيلي على ضرورة أن يتجاوز التعاون جنوب – جنوب كونه مجرد استجابات على المدى القصير، لأن مبادرات من هذا النوع يجب أن تشكل، برأيه، نقاط انطلاق لعلاقات أوسع، مشيرا إلى أن الهدف هو إرساء شراكة أكثر استدامة وأوسع نطاقا لتحقيق التنمية المشتركة وتعزيز التنسيق وتبادل الخبرات.
ويندرج هذا العمل التضامني في إطار تفعيل المبادرة التي أطلقها جلالة الملك في 13 أبريل 2020، باعتبارها نهجا براغماتيا وموجها نحو العمل، لفائدة البلدان الإفريقية الشقيقة.
وتمكن هذه المبادرة من تقاسم التجارب والممارسات الفضلى وتتوخى إرساء إطار عملي لمواكبة جهود هذه البلدان في مختلف مراحل تدبير الجائحة.
المصدر: الدار ـ و م ع