المواطنسلايدر

ضحايا السم في المغرب: أكبر المنسيّين..!

الدار/ رضا النهري:

في ظرف شهرين فقط، أي مع العلامات الأولى لارتفاع درجات الحرارة، مات ثمانية مغاربة، ليس بفيروس كورنا، ولكن بسم العقارب، وهذا لم يحدث على طول خارطة البلاد، بل فقط في منطقة الرحامنة وقلعة السراغنة.

قد يقول البعض إننا انشغلنا بفيروس كورونا عن ضحايا العقارب، لكن الحقيقة أننا منشغلون دائما عن هؤلاء الضحايا الصامتون، الذين يقضون بالعشرات في كل مناطق المغرب كل صيف، ليس بلسعات العقارب فقط، بل بلدغات الأفاعي وعدد من الزواحف السامة التي “تشتغل” في صمت.

لو أننا أحصينا ضحايا السم كل صيف فسنصاب بإحباط كبير، والإحباط ليس مرده إلى كوننا سنكتشف ذلك أول مرة، بل مرد الإحباط إلى كون ذلك يحدث منذ سنوات طويلة، ومع ذلك نتصرف بمنطق اللامبالاة مع معاناة شريحة كبيرة من المواطنين المغاربة الذين يجدون أنفسهم كل صيف في مواجهة عدو شرس اسمه الزواحف المسمومة.

ما يحدث لهؤلاء المواطنين وصمة عار في جبيننا جميعا، ففي كثير من الأحيان لا توجد مستوصفات أو حتى صيدليات في المناطق المعرضة للإصابات، وحتى في حال وجودها فإنها لا تتوفر على أمصال ضد لدغات العقارب والأفاعي، وأحيانا تتوفر على أمصال انقضت صلاحيتها، ناهيك عن انعدام سيارات الإسعاف، أو سيارات إسعاف لا تتحرك إلا نادرا، خصوصا في الليل.

المحزن أن أغلب الضحايا أطفال، ولو أننا نقوم كل نهاية صيف بإحصاء عدد الأطفال ضحايا السم فإننا سنصاب بأكثر من الصدمة، بل سنصاب بالرغبة في جلد الذات لأنه لا يعقل أن تتكرر هذه الأرقام المخيفة كل عام.

ما يخيف أكثر هو أن الزواحف السامة لا تنتظر في الخلاء حتى يقترب منها الضحايا، بل صارت الكثير من المنازل في المناطق الحارة والمعزولة معرضة لهجوم العقارب والأفاعي، وعدد من الأطفال قضوا وهم داخل بيوتهم.

نعرف أن هناك حملة صحية سنوية ضد لدغات العقارب والأفاعي، لكن هذه الحملة ينبغي أن تتحول إلى مشروع صحي وطني ينخرط فيه الجميع لإعادة هيكلة صحية شاكلة للمناطق المعرضة للخطر، وأولى عمليات الهيكلة هي إنشاء مستوصفات كافية وقريبة من السكان وتوفير أمصال ناجعة في متناول الجميع والقيام بحملة إبادة حقيقية ضد العقارب.

زر الذهاب إلى الأعلى