بات ريال مدريد على بعد فوز واحد من إزاحة غريمه برشلونة عن عرش الدوري الإسباني لكرة القدم الذي تربع عليه الأخير في الموسمين الماضيين، بعدما حقق الإثنين فوزه التاسع تواليا منذ العودة من توقف لثلاثة أشهر بسبب فيروس كورونا المستجد، وجاء بصعوبة على حساب مضيفه غرناطة 2-1 الإثنين في ختام المرحلة السادسة والثلاثين.
وبتحقيقه فوزه العاشر تواليا على غرناطة منذ الخسارة الوحيدة أمام الأخير في فبراير 2013 بهدف سجله بالخطأ نجم يوفنتوس الإيطالي الحالي كريستيانو رونالدو، أصبح فريق المدرب الفرنسي زين الدين زيدان بحاجة الى الفوز بمباراته الخميس ضد ضيفه فياريال ليحسم اللقب قبل مرحلة على نهاية الموسم، بغض النظر عما سيحققه برشلونة.
وأعاد عملاق العاصمة الفارق الذي يفصله عن غريمه الكاتالوني، الفائز السبت على بلد الوليد 1-صفر، الى أربع نقاط مع تبقي مرحلتين من الموسم الذي يختتم الأحد.
واستحق ريال أن يصل الى الأمتار الأخيرة وهو في هذا الموقع، إذ تألق في الخطوط الأمامية بتمتعه بثاني أفضل هجوم في الدوري خلف برشلونة (66 هدفا مقابل 80) وأفضل دفاع (تلقت شباكه 22 هدفا فقط ولم تهتز في المباريات الخمس التي سبقت لقاء اليوم).
وضرب ريال باكرا وافتتح التسجيل منذ الدقيقة العاشرة عبر الفرنسي فيرلان مندي الذي توغل بين المدافعين دون مقاومة، قبل أن يطلق الكرة من زاوية ضيقة في سقف الشباك، مسجلا هدفه الأول لهذا الموسم.
وأصبح مندي اللاعب الـ21 الذي يسجل لريال في الليغا هذا الموسم، أكثر من أي فريق آخر في البطولات الأوروبية الخمس الكبرى، بحسب “أوبتا” للاحصاءات.
ولم ينتظر ريال طويلا ليضيف الهدف الثاني والتاسع عشر هذا الموسم لهدافه الفرنسي كريم بنزيمة، إثر هجمة مرتدة سريعة وتمريرة بينية متقنة من الكرواتي لوكا مودريتش (16).
وانتهى الشوط الأول بهذه النتيجة، لكن الأمل عاد الى غرناطة في مستهل الثاني نتيجة خطأ في منتصف الملعب من البرازيلي كاسيميرو، ما سمح بوصول الكرة الى يانغل هيريرا الذي مررها الى داروين مانشيس، فتقدم بها الفنزويلي داخل المنطقة قبل أن يسددها بين ساقي الحارس البلجيكي تيبوا كورتوا (50).
وكان نصف الساعة الأخير عصيبا على ريال في ظل اندفاع لاعبي غرناطة بعدما شعروا أن بإمكانهم تجنيب فريقهم هزيمة رابعة عشرة هذا الموسم، وكانوا قريبين من ذلك في الوقت القاتل لولا كورتوا الذي تألق في صد تسديدة البديل أنتونيو هيريدا، والقائد سيرخيو راموس الذي أبعد الكرة عن خط المرمى بعد تسديدة للنيجيري رامون عزيز (85).
وفي مباراة أخرى، فشل فياريال في تأكيد المستوى المميز الذي يقدمه منذ العودة، وسقط على أرضه أمام ريال سوسييداد 1-2 ما سمح لإشبيلية الرابع بحسم بطاقته الى دوري الأبطال للمرة الرابعة في المواسم الستة الأخيرة.
ولحق إشبيلية بريال وبرشلونة وأتلتيكو مدريد، بما أنه يتقدم بفارق 9 نقاط عن “الغواصة الصفراء” قبل مرحلتين على الختام، على غرار أتلتيكو. لكن الأخير كان ضامنا لبطاقته بسبب تفوقه في المواجهتين المباشرتين على فياريال، في حين أن الأخير متفوق على النادي الأندلسي في المواجهتين المباشرتين.
ومنذ مباراته الأولى بعد الاستئناف ضد سلتا فيغو (1-صفر) في 13 يونيو، حقق فياريال ستة انتصارات وتعادلا مقابل هزيمة وحيدة ضد برشلونة (1-4)، ما وضعه في قلب الصراع على المركزين الخامس والسادس المؤهلين الى مسابقة الدوري الأوروبي “يوروبا ليغ”.
وكان في إمكان فريق “الغواصة الصفراء” أن يحسم تأهله رسميا الى المسابقة القارية الثانية لو فاز أو تعادل الإثنين ضد ضيفه الباسكي، لكن الأخير قال كلمته وحقق فوزه الثاني فقط في تسع مباريات منذ العودة.
ولا يزال فياريال في موقع جيد لحسم إحدى بطاقتي “يوروبا ليغ” كونه يحتل المركز الخامس برصيد 57 نقطة، وبفارق ثلاث نقاط عن كل من خيتافي السادس الذي تعادل الإثنين سلبا مع مضيفه ألافيس، وسوسييداد الذي يملك فرصتين للتأهل الى “يوروبا ليغ” عبر الدوري ومسابقة الكأس التي بلغ مباراتها النهائية لمواجهة أتلتيك بلباو (لم يحدد موعد المباراة بعد تأجيلها بسبب “كوفيد-19”).
ويختتم فياريال الموسم هذا الأسبوع باختبار صعب الخميس ضد ريال، قبل أن يستضيف إيبار الأحد في المرحلة الأخيرة، في حين سيكون سوسييداد أمام مهمتين شاقتين ضد إشبيلية الرابع على أرضه وأتلتيكو مدريد الثاني على ملعب الأخير.
وبعد شوط أول سلبي، وجد فياريال نفسه متخلفا مطلع الشوط الثاني بهدية من حارسه سيرخيو أسنخيو الذي مرت الكرة من بين ساقيه إثر رأسية من البديل البرازيلي ويليان جوزيه بعد ركلة ركنية (61).
ثم حسم سوسييداد النقاط الثلاث الى حد كبير بهدف ثان من كرة ثابتة أخرى ورأسية لدييغو لورنتي (75).
وأعاد المخضرم سانتي كازورلا الأمل لفياريال، بتقليصه الفارق في الدقيقة 85 بتسديدة من مشارف المنطقة الى يسار الحارس ميغيل أنخل مويا.
لكن الضيوف عرفوا كيف يحافظون على التقدم حتى النهاية، ليتلقى فياريال هزيمته الثالثة عشرة هذا الموسم.
المصدر: الدار- أ ف ب