مباراة يشارك فيها مصابون بالفيروس..الداخلية تؤكد خبرتها
الدار / افتتاحية
تواصل وزارة الداخلية مراكمة الخبرات والنجاحات في تدبير جائحة فيروس كورونا بإشرافها على المباريات الخاصة بولوج السلك العادي للمعهد الملكي للإدارة الترابية، وإتاحتها الفرصة لبعض المصابين بالفيروس اللعين باجتياز الاختبارات الكتابية بما يحفظ حقهم في ضمان مستقبلهم المهني. فقد دعي أربعة مترشحين مصابين بالفيروس لاجتياز الاختبارات الكتابية، بعد إشعارهم بالقبول النهائي في الانتقاء الأولي عبر الموقع الإلكتروني المعد للمباراة التي تنظمها وزارة الداخلية سنويا، وذلك ضمانا لحقهم المكفول دستوريا في اجتياز مباريات التوظيف وتحقيقا لمبدأ تكافؤ الفرص. واجتاز المترشحون المصابون اليوم الأحد الاختبارات بمدرسة القاعدة العسكرية بابن جرير.
وأظهرت وزارة الداخلية مرة أخرى جهوزيتها واستعدادها الكامل للتعامل مع مثل هذه الظروف الاستثنائية بما عبرت عنه من جهود التنسيق والإعداد اللوجيستيكي والتنظيمي لهذه الاختبارات، حيث تم تخصيص قاعة خاصة بمدرسة القاعدة العسكرية لإجراء المباراة الكتابية، مع اتخاذ جميع الضوابط الوقائية من تعقيم وارتداء للكمامات الواقية واحترام لمسافة الأمان، تجنبا للعدوى واحتراما لبروتوكول السلامة الصحية، حتى تمر هذه العملية في ظروف مثالية. وتكشف وزارة الداخلية منذ بداية الجائحة عن قدرات هائلة في إدارة الأزمات، حيث تحملت على عاتقها تدبير كل مخططات الحجر الصحي وفرض قيود الإغلاق وتقييد الحركة وغيرها من الإجراءات التي تم اتخاذها لحماية المغاربة من مخاطر تفشي الفيروس.
ويظهر تنظيم اختبارات ولوج المعهد الملكي للإدارة الترابية ليشمل الأصحاء والمصابين أيضا أن وزارة الداخلية أصبحت تمتلك، بفعل التجربة التي راكمتها على مدى الشهور الماضية، كافة المؤهلات التنظيمية والبشرية التي تجعلها قادرة على تجنيب المغرب خروج الوباء عن السيطرة، وبلوغه مرحلة يستحيل معها التحكم فيه. وتأتي هذه المباراة لتؤكد النجاحات التي تم تحقيقها في إدارة الكثير من المحطات السابقة كالامتحانات الوطنية للباكالوريا، وكذا تعزيز المكتسبات التي تم تحقيقها في تدبير العديد من البؤر الوبائية كبؤرة للاميمونة وآسفي وطنجة وغيرها. ومنحت هذه المحطات السابقة لوزارة الداخلية حسا كبيرا في مجالات التنسيق مع القطاع الطبي والعسكري، وكذا تعبئة الموارد والتخطيط لمثل هذه التجمعات التي تعتبر حساسة بما تثيره من مخاطر انتقال العدوى.
وعلى الرغم من أن الكثير من القطاعات الحكومية الأخرى أحجمت عن تنظيم المباريات التي كانت مقررة وأجلتها إلى مواعيد لاحقة، إلا أن وزارة الداخلية لم تكن لتتخذ القرار ذاته وهي التي تشرف منذ شهور على تدبير تداعيات جائحة فيروس كورونا، وتؤطر المجتمع بكافة فئاته ومكوناته في التعاطي مع تداعياتها وتوفير الإجراءات والاحتياطات اللازمة لنجاحها. ولأجل ذلك لم تتردد الوزارة في إخضاع جميع المترشحين والحراس وأعضاء الهيئة التنظيمية لمباراة المعهد الملكي للفحص الطبي للكشف عن فيروس كورونا قبيل تنظيم المباراة. كما تم الاتصال بكافة العمالات والأقاليم المعنية لتسهيل تنقل المترشحين المتواجدين في المناطق المحسوبة على المنطقة 2، لا سيما عمالتي مراكش وطنجة، وإقليمي القنيطرة والعرائش.
ويمنح هذا الانضباط التنظيمي العالي الذي أبانت عنه وزارة الداخلية للمغرب ميزة تنافسية هائلة، تجعله من أكثر البلدان نجاحا في التعاطي مع هذه الجائحة. وهذا ما يفسر تصدر المغرب للكثير من التقارير الدولية والتغطيات الإعلامية التي احتفت بالتجربة المغربية في تدبير جائحة كورونا، واعتبرتها تجربة نموذجية إقليميا ودوليا، ينبغي احتذائها.