جائحة كورونا قد تؤدي إلى موجات هجرة “هائلة” بعد إعادة فتح الحدود الدولية
ستؤدي الآثار الاقتصادية المدمرة لفيروس كورونا إلى موجات هجرة جديدة “هائلة” حالما يتم فتح الحدود بين الدول بعد رفع الحجر الصحي المفروض منذ أشهر، حسبما أعلن الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر جاغان تشاباغين الأربعاء، محذرا من أن “اليأس الناتج عن هذا الوضع قد تكون له عواقب بعيدة المدى”.
حذر الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر جاغان تشاباغين، من أن الآثار الاقتصادية المدمرة لفيروس كورونا قد تتسبب بموجات هجرة جديدة حالما يتم فتح الحدود بين الدول.
وأعرب تشاباغين في مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية عن قلقه الشديد بشأن الآثار الثانوية للوباء. مضيفا خلال المقابلة التي أجريت بمقر الاتحاد في جنيف في وقت متأخر الأربعاء “نرى بشكل متزايد التأثيرات على الوظائف والوضع الغذائي في العديد من البلدان”.
واعتبر تشاباغين أن الكثيرين أمام خيار المخاطرة بالتعرض لفيروس كورونا أو الجوع، محذرا من أن اليأس الناتج عن هذا الوضع قد تكون له عواقب بعيدة المدى. وتابع “ما نسمعه هو أن الكثير من الناس الذين يفقدون وظائفهم سيشعرون بأنهم مجبرون على التحرك بمجرد أن يبدأ فتح الحدود”.
كما لفت إلى أنه “لا يجب أن نفاجأ إذا كان هناك تأثير كبير على الهجرة في الأشهر والسنوات المقبلة”.
وأدت إجراءات الحجر الصحي وإغلاق الحدود التي فرضت لوقف انتشار الوباء إلى إلغاء الوظائف والأعمال حول العالم، ومن المتوقع أن تدفع بالملايين أكثر فأكثر تحت خط الفقر.
مزيد من المهاجرين والمآسي!!
وتوقع أن تؤدي الهجرة المفروضة على الناس بسبب الظروف اليائسة إلى العديد من “المآسي”، بما في ذلك المزيد من الوفيات في البحار والإتجار بالبشر والاستغلال.
ودعا شاباغين إلى توفير دعم عاجل للمساعدة على “التخفيف من هذا اليأس”، مشيرا إلى أنه بالإضافة إلى الواجب الأخلاقي لمساعدة المحتاجين، هناك أسباب اقتصادية جليه للمساعدة في تجنب الهجرة القسرية.
وقال “إن تكلفة دعم المهاجرين أثناء العبور وبالطبع عندما يصلون إلى بلد المقصد هي أكثر بكثير من دعم الناس في معيشتهم والتعليم والاحتياجات الصحية في بلادهم”.
وأعرب شاباغين، العامل في الحقل الإنساني من النيبال الذي تولى الأمانة العامة للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في فبراير، أيضا عن قلقه من أن عدم المساواة الصحية في وجه الوباء قد تحفز أيضا على الهجرة.
وقال “يمكن أن يشعر الناس أن هناك فرصا أفضل للبقاء على قيد الحياة على الجانب الآخر من البحر”، مضيفا أن العامل الرئيسي الآخر سيكون “توافر اللقاحات”.
بحثا عن لقاح كورونا
وتقود منظمة الصحة العالمية حملة طمأنة من أن أي لقاح لفيروس كورونا يتم تطويره سوف يتم اعتباره “منفعة عامة عالمية”، وبالتالي سيتم توفيره بطريقة منصفة في جميع دول العالم.
لكن الولايات المتحدة ودولا أخرى تتسابق لتأمين مخزونات من لقاحات واعدة، ويخشى كثيرون من أن هذه الدول الغنية قد تتمكن من الوصول إليه أولا.
وقال شاباغين “إذا رأى الناس أن اللقاح على سبيل المثال متوافر في أوروبا وليس في أفريقيا، فما الذي سيحدث؟ سيتهافت الناس للذهاب إلى المكان الذي تتوافر فيه اللقاحات”.
ودفع الوباء إلى تنظيم حملات غير مسبوقة لجمع التمويل وإجراء البحوث من أجل التوصل بشكل سريع لاكتشاف لقاح يمكن أن يحمي المليارات من البشر في جميع أنحاء العالم.
ويتم حاليا اختبار أكثر من 20 لقاحا قيد التطوير على البشر.
ولكن على الرغم من المؤشرات إلى إمكانية التوصل لاكتشاف لقاح آمن وفعال بحلول نهاية العام، إلا أن الأمر سيستغرق بعض الوقت لإنتاج ما يكفي الجميع منه.
وفي هذا السياق، أدان شاباغين الجهود المبذولة في بعض البلدان لتأمين اللقاحات لشعوبها أولا. وقال “الفيروس عابر للحدود، لذا أن يفكر أحدهم بتطعيم شعبه وترك الشعوب الأخرى بدون لقاح ويستمر بالشعور بالأمان يدل على قصر نظر إلى حد كبير”، مضيفا “هذا ببساطة غير منطقي أبدا”.
المصدر: الدار- أف ب