الولايات المتحدة: جو بايدن وكامالا هاريس ينتقدان سياسات ترامب ويعدان بـ”إعادة بناء” البلاد
في أول حدث انتخابي يشاركان فيه معا، قدم المرشح الديمقراطي لرئاسة الولايات المتحدة جو بايدن شريكته في السباق إلى البيت الأبيض كامالا هاريس بعد أن اختارها مرشحةً لمنصب نائب الرئيس. ووجه الاثنان هجوما على الرئيس دونالد ترامب وسياساته، إذ تعهد بايدن بإصلاح “الفوضى التي أحدثها” ترامب، فيما انتقدت هاريس “إخفاقات القيادة” في احتواء وباء كوفيد-19 وإنعاش الاقتصاد المتعثّر.
قدم المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأمريكية جو بايدن الأربعاء نائبته كامالا هاريس باعتبارها امرأة ملهمة، في قاعة كانت شبه فارغة بسبب جائحة كوفيد-19، ووصفها بأنها “الشخص المناسب” الذي سيساعده على “إعادة بناء” الولايات المتحدة في حال هزما دونالد ترامب ومايك بنس في استحقاق نوفمبر.
وفي أول ظهور مشترك لهما، قال بايدن إنّه سيُصلح مع هاريس “الفوضى التي أحدثها الرئيس ترامب ونائبه بنس داخل البلاد وخارجها”، متهما الرئيس الجمهوري بالفشل في قيادة البلاد خلال أزمة فيروس كورونا.
جاء هذا بعد يوم واحد من إعلان بايدن ضمها لحملته الانتخابية، واستعاد الاثنان خلال الحدث ذكريات صلاتهما الأسرية واستعرضا جدول أعمالهما في البيت الأبيض.
“الشخص المناسب”
وقال بايدن (77 عاما) “كان لدي الخيار، لكن ليس لدي أدنى شك في أنني اخترت الشخص المناسب” لخوض هذه الانتخابات “الحيوية بالنسبة إلى هذا البلد”، في إشارة منه إلى هاريس.
وتابع قائلا “إنها مستعدة للنهوض بهذه الوظيفة من اليوم الأول. ونحن مستعدان للمباشرة بإعادة بناء هذه الأمة”.
وانتقد بايدن الرئيس الجمهوري بسبب هجومه على هاريس ووصفه لها بأنها كانت “الأكثر لؤما”.
كان ترامب قد صرّح للصحافيين الثلاثاء في البيت الأبيض بأنّه في العام 2018، وخلال جلسة مصادقة مجلس الشيوخ على تعيين القاضي بريت كافانو عضوا في المحكمة العليا، كانت هاريس “الأكثر لؤما وفظاعة وازدراء بين أعضاء مجلس الشيوخ”.
وأشار ترامب أيضا إلى أن هاريس لم تُثر إعجابه في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي التي فاز فيها بايدن، وقال الرئيس الجمهوري إنّه متفاجئ لهذا الاختيار لأن “أداءها كان ضعيفا”.
وقال بايدن الذي مشى مع هاريس إلى المنصّة في مسقط رأسه ديلاوير، إنّ دور هاريس التاريخي كثالث امرأة يتم اختيارها كمرشحة لمنصب نائب الرئيس هو أمر ملهم “للفتيات الصغيرات” في جميع أنحاء أمريكا. واعتبر بايدن أنّ ترامب “لا يسعى سوى إلى تأجيج” الوضع من خلال “سياساته المستمدة من خطاب عنصري”، معتبرا أنّه “يُثير الانقسامات”.
“القضية ضد ترامب واضحة وسهلة الإثبات”
بدورها، تحدثت هاريس (55 عاما) عن أهمية استحقاق نوفمبر الانتخابي. وقالت إن “كل ما يهمنا، اقتصادنا وصحتنا وأطفالنا ونوع البلد الذي نعيش فيه، كلّ هذا على المحك”.
وهاجمت هاريس ترامب قائلة إنه عرض الأمريكيين للخطر متهمة إياه بعدم أخذ جائحة فيروس كورونا بجدية.
وشددت المرشحة الديمقراطية لمنصب نائب الرئيس في الانتخابات الرئاسية، على أن الولايات المتحدة “بحاجة ماسّة إلى قيادة”، مضيفة “لدينا رئيس يهتمّ بنفسه أكثر ممّا يهتمّ بالأشخاص الذين انتخبوه”.
وقالت المدّعية العامة السابقة لولاية كاليفورنيا، خلال خطابها في ويلمينغتون مسقط رأس بايدن في ولاية ديلاوير، إنّ “القضيّة ضدّ دونالد ترامب ومايك بنس واضحة وسهلة الإثبات”، منتقدة “إخفاقات القيادة” في احتواء وباء كوفيد-19 وإنعاش الاقتصاد المتعثّر.
وأضافت أوّل امرأة سوداء تترشّح لمنصب نائب الرئيس، أنّ البلاد تحتاج على وجه الخصوص إلى مواجهة مشكلة العنصريّة المستمرّة. وقالت “نحن نشهد محاسبة أخلاقيّة للعنصريّة والظلم المنهجي” وهو ما أعاد “إلى شوارع بلادنا تحالفا ضميريّا جديدا يطالب بالتغيير”.
يجيء هذا قبل أيام من قبول بايدن رسميا ترشيح الحزب الديمقراطي له لخوض السباق الرئاسي خلال المؤتمر الحزبي الذي سيعقد أغلبه على الإنترنت الأسبوع المقبل بسبب جائحة كورونا.
ومن المقرر أن يعقد مؤتمر الحزب الجمهوري المماثل بعد ذلك بأسبوع حيث سيعلن ترامب قبول الترشح لولاية ثانية لأربع سنوات، مؤذنا بانطلاق المرحلة الأخيرة من الحملات الانتخابية التي تستمر عشرة أسابيع حتى التصويت المقرر في الثالث من نوفمبر.
وتم الإعلان عن اختيار هاريس (55 عاما) نائبة لبايدن يوم الثلاثاء بعد عملية اختيار خضعت لمتابعة عن كثب بسبب سن بايدن الذي يبلغ من العمر 77 عاما.
وإذا فاز بايدن فسيصبح أكبر الرؤساء الأمريكيين سنا، مما أثار تكهنات بأنه لن يسعى للترشح لولاية ثانية في تلك الحالة في 2024.
وكانت حملة بايدن الانتخابية قد نشرت تسجيلا مصورا على الإنترنت لاتصال بينه وبين هاريس سألها فيه “هل أنت مستعدة للعمل؟” وردت بالقول “يا إلهي.. أنا على أتم الاستعداد للعمل”.
أما باقي التسجيل فتظهر فيه هاريس وهي تنتقد الطريقة التي عالج بها ترامب أزمة فيروس كورونا وتعامله مع المظاهرات التي خرجت في أنحاء البلاد احتجاجا على العنصرية ووحشية الشرطة.
وبعد الإعلان عن اختيار هاريس، سارعت حملة ترامب الانتخابية بمهاجمتها ووصفتها بأنها “متطرفة” ستجر بايدن نحو اليسار.
المصدر: الدار- وكالات