المواطنسلايدر

“جون أفريك”: لامبالاة المغاربة واعتبارهم لكورونا “كذبة كبيرة” أسهم في تفشي الفيروس

أسبوعية “jeune afrique” الدار / ترجمات

مع تراجع عدد الاصابات بفيروس كورونا في إفريقيا، يشهد المغرب زيادة مقلقة في عدد الحالات، مما يحتم على المغاربة تغيير سلوكهم لوقف انتشار الفيروس.

مر شهران منذ خروج المغرب من الحجر الصحي. في إفريقيا، تشير الإحصائيات إلى أننا نشهد حاليًا انخفاضًا في وباء الفيروس التاجي، لكن الحذر واجب، وهذا مجرد وهم على اعتبار أن كل حالة تم اختبارها إيجابية هي في الواقع شجرة تخفي مجموعة من الأشخاص المخالطين.

الوضع خطير، رغم أن الأرقام تشير إلى ذلك. يتطلب الأمر زيادة في القدرة الاستيعابية للبنى التحتية الصحية، والمزيد من الموارد البشرية لفحص الأشخاص المحتمل إصابتهم بالفيروس، ومتابعة حالات المخالطين، ولكن أيضًا لتعقب الحالات الإيجابية بدون أعراض الذين يتنقلون بحرية ويتعايشون مع الأشخاص السلبيين.

المشكلة: أنه في الوقت الذي أضحت للأطر الصحية والطبية أهمية من أي وقت مضى، فإن المتخصصين في الرعاية الصحية أصبحوا اليوم محبطين وفوق كل شيء مرهقون بأربعة وعشرين أسبوعًا من العمل المكثف والمتواصل.

في المغرب تم التوقيع مؤخرًا على اتفاقية تعاون مع المختبر الصيني Sinopharm CNBG: ستشارك المملكة في تجارب سريرية متعددة المراكز للقاح ضد كوفييد. سيسمح ذلك للمواطن المغربي بأن يكون من بين أول من يتلقون التطعيم ضد فيروس كورونا. لكن هذا لا ينبغي أن يجعلنا ننسى أن الوضع الوبائي مقلق أكثر فأكثر.

الى حدود كتابة هذه السطور، لا يزال الفيروس التاجي يصيب أجزاء كثيرة من العالم. وقد تضرر أكثر من 26 مليون شخص وتوفي أكثر من 860 ألف شخص، بما في ذلك أكثر من 30 ألف شخص في إفريقيا. وفي المغرب يقترب عدد الحالات الإيجابية من 67 ألف حالة توفي 1253 مريضا منهم أكثر من 600 (نصفهم تقريبا) في شهر غشت وحده. وهذه أعلى نسبة سجلتها المملكة منذ بداية الوباء.

أدى هذا التطور في الوضع الوبائي إلى صعود المملكة، والتي تم الاشادة بتدبيرها للأزمة، بخمسة مراكز في تصنيف الدول الأكثر إصابة بالفيروس، لترتقي إلى المركز الـ47 في العالم. وهي ثالث أكثر دول القارة تضرراً بعد جنوب إفريقيا ومصر.

السبب هو أن عددا من المغاربة كانوا ينكرون وجود فيروس “كورونا” ويعتبرون ذلك  “كذبة كبيرة”. واختار عدد منهم أن يواصل حياتهم العادية، والاحتفال بمناسباتهم، والاستمتاع بإجازاتهم السنوية دون اكتراث لمخاطر تفشي العدوى، وعدم الاهتمام بتحذيرات العلماء. نسوا كل ما علمتهم إياه الأشهر الأولى من العيش مع هذا “العدو”.

ومع ذلك، فإن التباعد الاجتماعي وارتداء الأقنعة وغسل اليدين والحجر الصحي تظل أمورًا ضرورية. إنها طريقتنا الجديدة في الحياة في عام 2020. وحتى باتباع هذه القواعد، ستقلل فقط من خطر العدوى لأن الفيروس موجود في كل مكان حولنا وفي كل مكان في حياتنا. هذه الإجراءات ضرورية ولكنها ليست كافية.

زر الذهاب إلى الأعلى