أخبار دولية

الشرطة الروسية تعلن نيتها طلب التحقيق مع المعارض ألكسي نافالني في ألمانيا

أعلنت شرطة النقل في سيبيريا أن روسيا ستطلب بأن تشارك شرطتها وأحد “خبرائها” في التحقيق الذي يجريه الألمان حول قضية التسميم المفترض للقيادي الروسي المعارض ألكسي نافالني الموجود في برلين للعلاج. وترفض روسيا الادعاءات الألمانية بأن نافالني تعرض للتسميم بغاز الأعصاب نوفيتشوك، ويعتبر الكرملين أن الادعاءات التي تحمل السلطات الروسية مسؤولية هذه العملية “سخيفة”.

قالت الشرطة الروسية الجمعة إنها تنوي طلب التحقيق مع القيادي المعارض ألكسي نافالني الذي يخضع للعلاج في برلين بعدما رفضت موسكو ما أكدته ألمانيا بأنه تعرض للتسميم بغاز أعصاب.

تواصل روسيا حتى الآن تجاهل الدعوات الغربية لإجراء تحقيق جنائي، على الرغم من التهديدات بفرض عقوبات.

وذكرت شرطة النقل في سيبيريا التي تعمل على تعقّب تحرّكات نافالني قبل مرضه، في بيان أن روسيا ستطلب بأن تشارك شرطتها وأحد “خبرائها” في التحقيق الذي يجريه الألمان.

وأوضحت الشرطة بعد التقارير التي أشارت إلى أن نافالني استفاق من غيبوبته أن عناصرها قد يطلبون “طرح أسئلة إيضاحية وإضافية” والحضور بينما “يجري الزملاء الألمان تحقيقيات مع نافالني وأطباء وخبراء”.

وأصيب المعارض للكرملين البالغ 44 عاما والناشط ضد الفساد بالإعياء بعدما صعد إلى طائرة في سيبيريا حيث خضع للعلاج في المستشفى قبل أن ينقل إلى برلين.

ويقول أنصار نافالني إنه تعرض للتسميم في 20 أغسطس/آب أثناء وجوده في سيبيريا لاستكمال التحقيقات في فساد السلطات قبل الانتخابات المحلية في 13 سبتمبر/أيلول.

وتفيد ألمانيا بوجود “أدلة قاطعة” تشير إلى أنه تعرّض للتسميم بغاز نوفيتشوك للأعصاب، لكن روسيا قالت إن الأطباء لم يعثروا على آثار أي سم.

ويؤكد معاونو نافالني أن استخدام نوفيتشوك وهو غاز أعصاب تستخدمه الجيوش يؤكد أن الدولة الروسية وحدها مسؤولة عما حدث.

وقال مسؤولون سياسيون عبر العالم إن الحادث يرجح أن يكون أتى بأمر من الدولة وحضوا موسكو على إثبات أنها غير ضالعة فيه.

وندد الكرملين بمحاولات تحميل السلطات الروسية مسؤولية تسميم نافالني معتبرا أنها “سخيفة” ومشددا على أنه يريد أن يعرف ما حصل.

واشتكت روسيا مرارا من أن ألمانيا لم ترد على طلبها الاطلاع على البيانات الطبية التي أفضت إلى القول إن نافالني تعرض للتسميم بغاز نوفيتشوك.

إلا أن الأطباء الروس أكدوا أنهم حقنوا نافالني بترياق لغازات الأعصاب يستخدمه الأطباء في مستشفى برلين الآن لعلاج المعارض.

وأكد سفير روسيا في الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا لمجلس الأمن الخميس أن الأطباء الروس “أنقذوا ألكسي نفالني” على ما نقلت وكالات الأنباء الروسية.

مادة “عسكرية”

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الجمعة “لا يمكن القيام بإجراء جنائي (في روسيا) على أساس التحليلات التي أجراها الجانب الألماني، خاصة أنه تم إجراؤها في مختبر الجيش” الألماني.

واعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن ألمانيا “تخفي بعناية” البيانات التي تقول إنها تمتلكها.

واتهمت وزارة الخارجية الروسية هذا الأسبوع برلين بالسعي إلى “تشويه سمعة” روسيا وحذرت من أن رفض برلين تلبية طلباتها للوصول إلى الملف سيعتبر “استفزازا فظا وعدوانيا”

وأشارت النيابة العامة في برلين الجمعة إلى أنها تلقت تعليمات للرد على “طلب المساعدة القانونية” الذي تقدمت به موسكو، بما في ذلك تقديم معلومات عن صحة المعارض، في حال وافق على ذلك.

من جانبه، هدد الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على روسيا، ولم تستبعد ألمانيا تقويض مشروع خط أنابيب الغاز الروسي-الألماني نورد ستريم 2، إذا لم تبدأ موسكو تحقيقا يتمتع بالمصداقية.

“غير معقول”

وصرح وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الأربعاء أنه ثمة “احتمال كبير” أن يكون أمر تسميم المعارض الروسي “أتى من مسؤولين روس كبار”. واعتبر الكرملين أن هذا الادعاء “غير مقبول”.

واعتبر نائبه ستيفن بيجون الجمعة أنه من “غير المعقول” ألا تحقق روسيا في “استخدام غاز أعصاب محظور، وهو سلاح كيميائي، على أراضي الاتحاد الروسي ضد مواطن روسي”.

وتعرض العديد من المعارضين للكرملين للتسمم في السنوات الأخيرة. وكانت روسيا ترفض في كل مرة التهم الموجهة إليها، على الرغم من ادعاء القوى الغربية بوجود أدلة دامغة.

تم استخدام غاز الأعصاب نوفيتشوك بالفعل على العميل السابق سيرغي سكريبال الذي تعرّض لحادث مشابه في مدينة سالزبري الإنكليزية عام 2018، وفق سلطات بريطانيا التي اتهمت المخابرات العسكرية الروسية بالوقوف وراء ذلك. وقد أدت هذه القضية بالفعل إلى فرض عقوبات على روسيا.

وأصبح ألكسي نافالني العدو اللدود للكرملين في السنوات الأخيرة من خلال نشر تحقيقات في فساد النخب الروسية والدائرة المحيطة بالرئيس فلاديمير بوتين.

على الساحة السياسية، تفضل منظمته، صندوق مكافحة الفساد، الانتخابات المحلية والإقليمية لتقديم أو دعم المرشحين الذين بإمكانهم هزيمة من هم في السلطة.

ولاقت هذه الاستراتيجية بعض النجاح في سبتمبر/أيلول 2019، خاصة أثناء انتخاب برلمان موسكو، ويأمل أنصار نافالني في تكرار التجربة بعد الاقتراع في حوالي 40 منطقة الأحد.

المصدر: الدارأف ب

زر الذهاب إلى الأعلى