رهانات رقمنة المقاولة المغربية محور لقاء عن بعد لمعهد صندوق الإيداع والتدبير
نظم معهد صندوق الإيداع والتدبير، أمس الثلاثاء، لقاءا عن بعد عبر الإنترنت، تم خلاله التطرق لموضوع تحديات ورهانات التحول الرقمي التي تواجه المقاولة المغربية، وهو تاسع لقاء ينظمه المعهد ﻓﻲ إطار سلسلة الندوات المنظمة تحت شعار “التطلع إﻟﻰ المستقبل”.
وذكر بلاغ للمعهد، أن موضوع هذا اللقاء الرقمي، يطرح نفسه بإلحاح ﻓﻲ الظرفية الراهنة التي تتزامن مع تفشي فيروس كورونا المستجد، لافتا إلى أن التحول الرقمي لم يسبق له أن كان أكثر أهمية ﻓﻲ أي وقت مضى، بغية التعامل مع مناخ اقتصادي متشعب وغامض.
وﻓﻲ هذا السياق، استضاف معهد صندوق الإيداع والتدبير خبراء، خلال هذا اللقاء المنظم تحت شعار “رقمنة شركة الغد”، وذلك بهدف استكشاف الجوانب المتعددة لهذا الموضوع.
ويتعلق الأمر بكل من رئيسة (GFI Afrique) سلوى كركري بلقزيز، والمدير العام لميكروسوفت بالبلدان الإفريقية الناطقة بالفرنسية السيد هشام عراﻗﻲ الحسيني، والمحاضر والباحث المتخصص ﻓﻲ تحول المقاولات صلاح باينة، ورئيس مجلس إدارة (DXC Technology au Maroc) مهدي كتاﻧﻲ، ومديرة القطب الاستراتيجي والابتكار والرقمنة والتسويق داخل البنك المغرﺑﻲ للتجارة والصناعة السيدة عالية غوﻟﻲ.
وأجمع المتحدثون خلال الندوة التي أشرف على إدارتها مدير (Panorapost)، عزيز بوستة، أن الرقمنة ليست خيارا بالنسبة للشركة، ولكنها أضحت اليوم ضرورة أساسية لا غنى عنها من أجل مواصلة تطورها، ذلك أن التكنولوجيا توفر ﻓﻲ الوقت الراهن إمكانية خلق منتجات وخدمات جديدة، بالإضافة إﻟﻰ ربح الوقت وتحسين المهلة الزمنية عبر تقليص الوقت المستغرق ﻓﻲ الوصول إﻟﻰ السوق، فضلا عن كونها تساعد كذلك ﻓﻲ إعادة ابتكار التفاعلات مع الزبناء .
وفي هذا السياق صرحت سلوى كركري بلقزيز خلال مداخلتها “أن العالم الجديد سيرتكز على كل ما هو رقمي”، مضيفة “نعمل حاليا على التعجيل بالتحول التكنولوجي ﻓﻲ المغرب، وذلك استنادا على ثلاثة ركائز تتمثل ﻓﻲ: رقمنة الإدارة، والاقتصاد الرقمي، ومنظومة الشركات الناشئة، والاندماج الرقمي”.
وتمت الإشارة أيضا إلى أن الإنجازات التكنولوجية أفضت إﻟﻰ تسجيل تغيير جلي ﻓﻲ طريقة وصول المواطنين إﻟﻰ الخدمات والاستهلاك، الأمر الذي دفع الشركات إﻟﻰ تغيير طريقة تبنيها للأمور واتباع استراتيجيات تلعب فيها التكنولوجيا الرقمية مكانة ذات أهمية كبيرة.
ويكمن التحول الرقمي بالنسبة للشركة ﻓﻲ دمج عملياتها مع مجموعة من الأدوات الرقمية من خلال الاعتماد على، إنترنت الأشياء، والروبوتات، وتقنية الواقع المعزز وغيرها من الوسائل الأخرى التي تعتمد عليها الشركات ﻓﻲ تحولها الرقمي.
ومن جانبه قال صلاح باينة “لابد للبشر أن يبصم حضوره ﻓﻲ قلب هذا التحول من أجل تفادي إحداث فجوة رقمية”.
من جهتها، أضافت عالية غوﻟﻲ :”يشكل القطار الرقمي فرصة مهمة. يجب علينا التفكير ﻓﻲ استمرارية العمل، وذلك ﻓﻲ توافق تام مع منظومة الشركات والدولة والجامعات كذلك”.
وﻓﻲ الأخير، أضحى ضمان تحول رقمي ناجح للشركة تحديا كبيرا، على اعتبار أنه يفتح لها المجال لتكون أكثر قدرة على المنافسة ﻓﻲ السوق (على المستوى المحلي والدوﻟﻲ كذلك)، وتحصل على تجربة مختلفة للزبناء ، وقدرة أكبر من التركيز، مما يتيح ﻓﻲ النهاية تحقيق أرباح جديدة .
“يجب علينا التحرك والعمل بسرعة، ﻓﻲ هذا الوقت.. فالذين يتخذون القرارات بسرعة هم الذين يحققون الخطوات الكبرى، وليس العكس، ففي هذا المجال، الحجم لا يعني أي شيء قطعيا”، يقول هشام عراﻗﻲ الحسيني.
وختم مهدي كتاﻧﻲ بالقول :”لدنيا فرصة استثنائية يمكن استغلالها أحسن استغلال هي: أزمة فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19″، وقال أيضا ” يجب علينا جميعا وبدون استثناء أن نستفيد إيجابيا من الأزمة الصحية، مع العمل على مواصلة تحقيق ما قمنا به بشكل عاجل، يوميا وعلى الدوام”.
وتجدر الإشارة إلى أن معهد صندوق الإيداع والتدبير هي منظومة إيصال يتم الاعتماد عليها ﻓﻲ تحويل المعلومات إﻟﻰ معارف جديدة مشتركة. ويشجع المعهد على إيجاد مجال للتفكير بإمكانه تعزيز ظهور أفكار مبتكرة وحلول بناءة ﻓﻲ سياق مناقشات المواضيع الوطنية الرئيسية.
المصدر: الدار- وم ع