أخبار الدارسلايدر

زيان.. يتهكم على بوعشرين ويصفه ب”الكامبو”

يبدو أن منسوب الشك “الديكارتي” عند النقيب السابق محمد زيان تجاوز كل الحدود النفسية والعقلية المسموح بها، وصار عنوانا ومؤشرا على “رهاب مرضي” يصعب مجاراته أو التعافي منه.

لقد خرج المحامي الكبير جدا في السن.. ليشكك في قبر الضحية عدنان، ويطعن في إجراءات التوقيف والتشخيص التي قامت بها الشرطة القضائية، بل وصل به الشك المرضي إلى حد الجزم بصورية ” قاتل” الضحية عدنان، مطالبا الرأي العام بأن لا يدع أجهزة العدالة الجنائية “تحشيها ليه”، في إشارة صريحة تزعم أن القاتل الموقوف قد لا يكون هو القاتل الحقيقي!!

فالرجل الكبير جدا في السن، يعتقد بأن الدولة وأجهزتها يمكنها أن “تتلاعب” بالروح الطاهرة للضحية عدنان، مثلما يقوم هو بذلك اليوم في تجرد مفضوح من كل نبرة إنسانية وأخلاقية، إذ يظن واهما بأنه وجد في ذكرى الفقيد المغدور “أصلا تجاريا” لرد الصرف للنيابة العامة والشرطة القضائية التي باشرت البحث التمهيدي مع ابنه ناصر في قضية الكمامات القاتلة. بل إن المحامي الموقوف عن العمل بقرار قضائي يتعمد جاهدا وعن قصد صبّ الزيت على جرح العائلة المكلومة لئلا يندمل، خصوصا عندما حاول التشكيك في كل الإجراءات المسطرية والتدابير القضائية التي قادت لتوقيف المتورط في ارتكاب هذه الجريمة الشنعاء، وهو التوقيف الذي وجدت فيه الأسرة نزرا يسيرا من السلوان في مصابها الجلل.

لكن المثير في الخرجة الإعلامية الأخيرة لمحمد زيان، بصرف النظر عن استغلاله المقيت لمعاناة عائلة الطفل عدنان لتصريف رسائله الشخصية لمن يهمه الأمر، هو عندما تهكم بطريقة غير مباشرة على موكله السابق توفيق بوعشرين ووصفه ب “الكامبو”! ولم يقتصر هذا التوصيف الازدرائي على موكله بل طال كل المعتقلين والمدانين في قضايا الاغتصاب “المكتبي”!! ففي خضم اندفاع المحامي الكبير جدا في السن أمام ميكروفون الصحافيين، توهم جازما بأن أحدا ما يراقب سكناته وحركاته بواسطة كاميرات المراقبة، فانبرى يقول ” والله لا شديتوني مع شي امرأة، أنا ما شي بحال دوك الكامبوات”.

فالرجل يعترف، بشكل غير مباشر، بأن موكله السابق الذي ضبطته كاميرات مكتبه في وضعيات مخلة كان “كامبو” أو “غير محترز” باللغة الفصحى، بينما هو أقسم بأغلظ الإيمان بأن لا يسقط في فخ امرأة يدعوه حسنها إلى محراب الرذيلة في مكتبه، ناسيا أو متناسيا بأن الحبة الزرقاء وسيارة “كليو” الزرقاء لازالتا شاهدتان على “حنت هذا اليمين”.

ولا يزال لسان الرجل يلهج بالكذب رغم أنه بلغ من العمر عُتيا، وتجاوز سقف الثمانين، لكنه لم يصدح للمرة الأخيرة بلسان زهير بن أبي سلمى إذ قال ” سئمت تكاليف الحياة ومن يعش.. ثمانين حولا لا أبا لك يسأم”. فالرجل يدعي بأن إدارة الأمن استهدفت سيدة تقطن بمدينة الجديدة، والحال أنه لم يقل الحقيقة كلها بشأن علاقته بهذه السيدة، وما سر السيارة والحبة الزرقاء التي تجمعهما معا في غير مجامع الشرع والدين.

كما أرخى الرجل العنان لما تبقى من خياله، قبل أن يعصف به زهايمر الدهر، ليكذب على المدير العام للأمن الوطني ورئيس الأمن الإقليمي بالجديدة، إذ أسدل عليهما وصف الصداقة المفترضة، والزمالة معا في فوج العمداء. والحال أن الأمر يتعلق بمجرد استيهامات شخصية لرجل كبير جدا في السن، تخبطته الحياة بسهام المنايا فأخطأته. فالمدير العام للأمن الوطني يسبق رئيس الأمن الإقليمي بالجديدة بعدة سنوات في الخدمة الفعلية، لكنهما تقاطعا معا في فوج التمرين دون أن تجمعهما أية علاقة صداقة، باستثناء آصرة الإشراف الإداري والسلطة الرئاسية التي يباشرها المدير العام للأمن الوطني على جميع أطر ورتباء ومنتسبي المؤسسة الأمنية.

من المؤسف جدا، أن يتحول النقيب السابق في خريف عمره إلى “عطّار” يقدّم “توليفة راس الحانوت” لكل من يتقدم إليه متأبطا ميكروفونا أو آلة تصوير. فالرجل أصبح يتكلم ويفتي في كل القضايا التي تثير اهتمام الرأي العام الوطني، حتى وإن كان غير ملّم بجزئياتها الصغيرة وتمفصلاتها الدقيقة، مثلما هو الحال بالنسبة لقضية الطفل عدنان. المهم بالنسبة له، هو أن يتكلم ليتحسس بأنه لازال حيا، والأهم من ذلك أن يصوّب ماسورة فمه نحو أجهزة العدالة الجنائية، التي يحتسبها مسؤولة عن توقيفه عن العمل، وعن إعتقال ابنه في قضية النصب والتزييف، وعن كبت جماح نفسه والحيلولة بينها وبين الحبة الزرقاء والسيارة الزرقاء.

زر الذهاب إلى الأعلى