أخبار دولية

توقيف ناشطَين في تايلاند بتهمة “العنف ضد الملكة”

أوقفت الشرطة التايلاندية ناشطَين الجمعة بموجب قانون نادرا ما تم اللجوء إليه يحظر أي أعمال عنف موجّهة ضد الملكة، بعدما تحدى آلاف المتظاهرين المطالبين بالديموقراطية مرسوما طارئا للاحتشاد في شوارع بانكوك.

وهزّ حراك يقوده الشباب للمطالبة باستقالة رئيس الوزراء برايون تشان-أو-تشا وإصلاح النظام الملكي النافذ الذي يعد المس به من المحرّمات، النخبة السياسية في تايلاند.

وكان إيكاتشاي هونغكانغوان وبونكيوانون باوثونغ بين الناشطين الذين احتشدوا حول موكب كان يقل الملكة سوثيدا الأربعاء تزامنا مع مظاهرة كبيرة قرب مقر الحكومة في العاصمة.

وقال بونكيوانون في بث عبر فيسبوك صباح الجمعة إنه سيسلم نفسه للشرطة.

وأفاد “أنا متهم بمحاولة إيذاء الملكة. أنا بريء ولم تكن هذه نيتي”.

بدوره، قال إيكاتشاي في اتصال هاتفي مع فرانس برس إنه تم توجيه التهمة له كذلك وأكد لاحقا بأنه موقوف لدى الشرطة.

وبإمكان الناشطَين أن يواجها حكما بالسجن مدى الحياة بموجب قانون لم يستخدم منذ عقود ويعاقب أي “عمل عنف ضد الملكة أو حريتها”.

ولم يتضح سبب استهداف الناشطَين دون غيرهما.

وهذه المرة الأولى التي يتم فيها توجيه تهمة بهذه الخطورة لناشطين مطالبين بالديموقراطية، والذين تم حتى الآن توجيه تهم أخف للعديد منهم تشمل إثارة الفتن وخرق قواعد مكافحة فيروس كورونا المستجد بشأن التجمّع.

– “أطلقوا سراح أصدقائنا” –

وأغلقت الشرطة شوارع في وسط بانكوك الجمعة بعدما تعهّد المتظاهرون بتنظيم احتجاجات خلال الليل، في خطوة تشكل تحديا جديدا لمرسوم طارئ يحظر تجمّع أكثر من أربعة أشخاص.

واحتشد نحو 10 آلاف شخص الخميس وحتى وقت متأخر من الليل عند تقاطع “راتشابراسونغ”.

وطالبوا الشرطة بإطلاق سراح نحو عشرين ناشطا تم توقيفهم وهتفوا “أطلقوا سراح أصدقائنا” و”برايوت غادر”.

ورفعوا أصابعهم الثلاثة في إشارة مستوحاة من فيلم “هانغر غيمز” تعبيرا عن التحدي للسلطات والتي باتت رمزا للحركة الاحتجاجية في المملكة.

من جهته، أكد برايوت أن لا نية لديه للتنحي قائلا “كلا لن أغادر. بماذا أخطأت؟”.

وكانت بانوسايا سيثيجيراواتاناكول من بين أبرز الناشطين الذين تم توقيفهم الخميس إذ تم بث لحظات اعتقالها مباشرة على فيسبوك.

بدوره، قال الناشط البارز كذلك أنون نومبا إنه اقتيد بالقوة بواسطة مروحية إلى شيانغ ماي في شمال تايلاند.

وأفاد محاميه كريسادانغ نوتشاروت لفرانس برس إن السلطات رفضت الإفراج عن أنون بكفالة وهو موقوف في سجن شيانغ ماي.

وقال أنون في منشور على فيسبوك في وقت متأخر الخميس “واصلوا القتال! حريّتي قضية صغيرة للغاية مقارنة بالكفاح من أجل الديموقراطية”.

– تاريخ من الاضطرابات –

ويذكر أن تاريخ تايلاند الحديث حافل بفترات العنف المدني وبأكثر من عشرة انقلابات عسكرية، كان آخرها ذاك الذي أوصل برايوت إلى السلطة في 2014.

وقال المحلل في بانكوك ثيتينان بونغسوديراك إن الحركة الاحتجاجية قد تعزز فرص حدوث انقلاب عسكري جديد في تايلاند.

وأفاد أن “هذه النهاية لمستقبل تايلاند كانت في طور التشكّل منذ سنوات، وها هي هنا الآن”.

وأضاف “قد يتم تفريق الاحتجاجات بشكل وحشي”.

زر الذهاب إلى الأعلى