اتفاقية شراكة بين جامعة محمد السادس وعمالة الرحامنة لمواكبة مبادرات التنمية المستدامة
جرى، أمس الأربعاء بمدينة ابن جرير (إقليم الرحامنة)، التوقيع على اتفاقية إطار للشراكة بين جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية وعمالة إقليم الرحامنة، تواكب وتدعم من خلالها الجامعة مبادرات التنمية المستدامة بالإقليم.
وتطمح هذه الاتفاقية، التي وقعها عامل الإقليم، السيد عزيز بوينيان، ورئيس الجامعة، السيد هشام الهبطي، إلى تقوية روابط الجامعة ومنظومتها مع مدينة ابن جرير، وعلى نطاق أوسع إقليم الرحامنة، لجعلها رافعة للتنمية على المستوى الوطني والقاري.
كما تهدف إلى توحيد جهود مكونات منظومة الجامعة حول أهداف مشتركة، من خلال توحيد الموارد وتسريع تنفيذ المشاريع؛ وانفتاح الجامعة على بيئتها المحلية باعتبارها طرفا معنيا يهدف إلى دعم تنمية وجاذبية الإقليم؛ وإعطاء الأولوية للمشاريع ذات التأثير المباشر على الساكنة المحلية، وتمهيد الطريق لمزيد من المشاريع المهيكلة على المدى المتوسط والبعيد.
ومن خلال هذه الاتفاقية، يضفي الطرفان طابعا مؤسساتيا على تعاونهما، والذي انطلق منذ تدشين الجامعة من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في يناير 2017، في إطار انفتاح الجامعة على محيطها المحلي والجهوي.
وسيكون لطلبة الجامعة في مختلف الشعب دور مهم في تنزيل مضامين هذه الاتفاقية، حيث سيساهمون بشكل فعلي في اقتراح وتنفيذ المشاريع في مختلف مناطق الإقليم، ومشاركة تجربة الجامعة مع شباب المنطقة. وفي كلمة بالمناسبة، ذكر عامل إقليم الرحامنة، السيد عزيز بوينيان، بأن مسار التنمية بالإقليم انطلق منذ 2008 في إطار الزيارات الرسمية التي قام بها جلالة الملك والمشاريع العملاقة التي أطلقها جلالته من خلال إحداث جامعة محمد السادس والمدينة الخضراء ومعهد الأبحاث في الطاقات المتجددة، بالاضافة إلى العديد من المشاريع التنموية الرائدة التي مكنت الإقليم من تبوأ مكانة متميزة.
وأضاف عامل الإقليم أنه على الرغم من كل المكتسبات التي تحققت بإقليم الرحامنة، فلا تزال هناك العديد من التحديات الاجتماعية والاقتصادية الأخرى التي يجب رفعها في ميادين التعليم والصحة والماء والفلاحة والتكوين والشغل.
وفي هذا الصدد، أشار إلى أن عمالة الإقليم وجامعة جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية اتفقا على المساهمة الفعالة في الدينامية التي يعرفها هذا الإقليم، وذلك بإبرام اتفاقية إطار وشراكة في هذا الإتجاه تروم التنمية المستدامة.
وأكد أن انخراط ومساهمة الجامعة في إيجاد حلول لإشكالية التنمية المحلية سيكون له أثر إيجابي جدا في تسريع النمو الذي يشهده الإقليم، مشيرا إلى أن الأطراف ستعمل على تنزيل الاتفاقية عبر مخطط وبرنامج عملي محدد الأهداف يضم متدخلين وفاعلين آخرين، وذلك حسب نوعية المشاريع والأنشطة.
من جانبه، أكد رئيس جامعة محمد السادس، السيد هشام الهبطي، أن الجامعة أضحت مؤسسة موجهة نحو البحث التطبيقي والابتكار، معبرا عن التزام الجامعة تجاه الجهة والساكنة من خلال تقديم حلول يكون لها أثر مباشر وفعال على سكان الإقليم. وترتكز هذه الاتفاقية على خمسة محاور رئيسية، تمت بلورتها على شكل 25 مشروع برنامج تغطي جل تراب الإقليم، ستكون قاعدة لبلورة اتفاقيات خاصة يتم وضعها على المديين القريب والمتوسط.
وتشمل هذه المحاور الخمسة الصحة والوقاية، والتكوين والتربية والحكامة، والتنمية الاقتصادية من خلال مواكبة المقاولات الصغرى، والبيئة والتنمية الحضرية والمجالية ثم الثقافة وتنشيط المدينة.
وستعتمد هذه المبادرة، التي أطلق عليها “مبادرة قلب الرحامنة”، على مساهمة الشركاء المؤسساتيين والفاعلين المحليين، من بينهم المجمع الشريف للفوسفاط وبرنامج “آكت فور كميونتي” ومؤسسة الرحامنة للتنمية المستدامة، بالإضافة إلى النسيج الجمعوي والإعلامي المحلي.