المقاربة التنموية للأقاليم الجنوبية …المغرب يبدد أحلام “البوليساريو” ويكشف الوجه الآخر لقطاع الطرق
الدار / خاص
بإعلان المغرب عن تشييد مسجد كبير بمعبر الكركرات على مساحة تبلغ 3767 مترا مربعا، بتكلفة مالية قدرها حوالي 8.8 ملايين درهم، بمناسبة تخليد المملكة المغربية للذكرى الـ65 للاستقلال، تؤكد المملكة تحت القيادة الرشيدة لأمير المؤمنين، جلالة الملك محمد السادس حفظه الله، استثمارها في المقاربة التنموية كأفضل رد على ترهات جبهة البوليساريو الوهمية، وأحلام خونة وانفصالي الداخل.
وأكد المغرب ملكا وشعبا على التزامه بتنمية أقاليمه الجنوبية، من خلال إجراء تقييم عميق لسياسته الإنمائية في هذه الربوع العزيز من الوطن، وذلك عبر النظر إلى الرابط الأساسي بين التنمية والاستقرار والتسوية النهائية للنزاع المصطنع حول الصحراء المغربية.
وما فتئ جلالة الملك منذ اعتلائه العرش، يؤكد على ضرورة وأهمية المقاربة التنموية بالأقاليم الجنوبية للمملكة، اذ شدد حفظه الله في الخطاب السامي الموجه الى الأمة بمناسبة الذكرى الخامسة والأربعين للمسيرة الخضراء على ضرورة الالتزام بالعمل المتواصل من أجل جعل الصحراء المغربية قاطرة للتنمية على المستوى الإقليمي والقاري، ايمانا من جلالته بأن ذلك أفضل رد على الكيان الوهمي، وصنيعته الجزائر.
كما أكد جلالة الملك على أن أهمية الاستثمار الأمثل للمؤهلات البحرية من خلال جعل الواجهة الأطلسية لجنوب المملكة، قبالة الصحراء المغربية، دعامة ناجعة للتكامل الاقتصادي والإشعاع القاري والدولي، مبرزا أن “ميناء الداخلة الأطلسي من شأنه المساهمة في تعزيز هذا التوجه التنموي، باعتبار الدور الذي سيضطلع به كصلة وصل بين المغرب وعمقه الإفريقي، فضلا عن كونه يشكل لبنة أخرى في مسار دعم التنمية بالأقاليم الجنوبية للمملكة، وتعزيز ديناميتها الاقتصادية والاجتماعية.
وبالموازاة مع هذا العمل التنموي الذؤب، استثمر المغرب بالمقابل في الشق الدبلوماسي من خلال حرصه على دعم مختلف قضايا الأمة العربية، والحضور في مختلف المحافل العربية والدولية، والعودة بقوة الى حظيرة الاتحاد الافريقي، وهو ما دفع عددا من البلدان الافريقية الشقيقة ودولية الامارات العربية المتحدة الشقيقة الى اعلان فتح قنصليات بمدينتي العيون والداخلة، ايمانا منها بسيادة المغرب على أراضيه، واعترافا واضحا وصريحا بمغربية الصحراء، كما يعكس ذلك، عدالة القضية الوطنية ومشروعية ووجاهة الموقف المغربي من أجل تسوية هذا النزاع المفتعل، المتمثل في مبادرة الحكم الذاتي، المرتكز على الواقعية والتوافق، وليس على الأوهام و الأكاذيب والادعاءات المغرضة.
وبالرجوع الى المقاربة التنموية المسنودة بالعمل الدبلوماسي المستمر، قام المغرب سنة 2010، بمعبر الكركرات ببناء وحدات سكنية لفائدة الشرطة الحدودية والدرك الملكي والجمارك، ثم في سنة 2014 تم إنجاز 192 وحدة سكنية ومرافق أخرى، كما أطلقت الحكومة في جماعة بئر الكندوز التي تضم معبر الكركرات أوراشا تنموية عديدة، في إطار مخطط النهوض بأوضاع إقليم أوسرد بميزانية بلغت أكثر من 118.47 ملايين درهم، من أجل الرفع من الجاذبية الاقتصادية لمعبر الكركرات.
ومستقبلا يرتقب أن يشكل ميناء الداخلة الأطلسي، الذي أطلق المغرب أشغاله بميزانية ضخمة تقدر بـ10.2 مليار درهم (ألف مليار سنتيم)، واجهة بحرية جديدة لمعبر الكركرات، بالإضافة إلى ميناء امهيريز.
وبلغة الأرقام، تشير معطيات مشروع قانون المالية لسنة 2021، الى أنه تم إلى غاية مارس 2020، إنجاز 158 مشروعا بالأقاليم الجنوبية بكلفة إجمالية قدرها 11.68 مليار درهم؛ في حين يوجد 318 مشروعا قيد الإنجاز بكلفة مالية قدرها 40.64 مليار درهم.
وهذه المشاريع كلها تروم تحويل المنطقة إلى حلقة وصل حقيقية بين المغرب وعمقه الإفريقي في إطار تعليمات جلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، الذي لا يدخر جهدا منذ اعتلائه العرش في تطوير الأقاليم الجنوبية للمملكة، وتعزيز المقاربة التنموية بها، من خلال اطلاق مشاريع مختلفة، التي تعد لبنة أساسية في مسار دعم التنمية بالأقاليم الجنوبية للمملكة، وتعزيز ديناميتها الاقتصادية والاجتماعية.