أخبار الدارسلايدر

مكاسب المغرب الدبلوماسية بعد عودته إلى “الإتحاد الإفريقي” تعمق عزلة “البوليساريو”  قاريا وعالميا 

الدار / المحجوب داسع

باعلان المغرب عن قراره التاريخي القاضي بالعودة إلى حضيرة الإتحاد الافريقي، بعد غياب دام 33 عاما، دخل النزاع المصطنع حول قضية الصحراء المغربية شوطا آخر، وضع حدا للطرح الانفصالي ولمحاولة جبهة البوليساريو الهيمنة على الإتحاد الإفريقي، والترويج لاطروحاتها الواهية.

هذه الخطوة التي تدخل في إطار الرؤية الملكية الاستراتيجية تجاه القارة الإفريقية، نابعة من إيمان المغرب العميق بأن سياسة “المقعد الفارغ” لم تعد تجدي نفعا في العلاقات الدولية، وأن هذه السياسة تضر بالطرح المغربي بخصوص قضية الصحراء أكثر مما تنفعه.

نتيجة عودة المغرب الميمونة لبيته الإفريقي أكد عليها جلالة الملك محمد السادس، نصره الله في الخطاب الأخير بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء، إذ أوضح أن  الإتحاد الإفريقي  تخلص من المناورات التي كان ضحيتها لعدة سنوات

كما أصبحت المنظمة الإفريقية تعتمد على مقاربة بناءة، تقوم على تقديم الدعم الكامل، للجهود التي تبذلها الأمم المتحدة، بشكل حصري، من خلال امينها العام ومجلس الأمن.

وعلى المستوى القانوني والدبلوماسي، مكنت الدبلوماسية المغربية الجديدة تجاه إفريقيا من إقناع عدد من البلدان الافريقية بالطرح المغربي في قضية الصحراء، وبالتالي دفعها إلى فتح قنصليات عامة في مدينتي العيون و الداخلة؛ في اعتراف واضح وصريح بمغربية الصحراء، وتعبيرا عن ثقتها في الأمن و الاستقرار والرخاء، الذي ترفل فيه أقاليمنا الجنوبية.

المكاسب  التي اعقبت عودة المغرب إلى الإتحاد الإفريقي اتضحت أيضا في بيان رئيس المفوضية الإفريقية موسى فقي، الذي دعا إلى “الامتناع عن أي تغيير على الوضع القائم على الأرض والعودة في أسرع وقت ممكن إلى طاولة التفاوض”، ما مثل إدانة صفعة قوية للبوليساريو وصنيعتها الجزائر.

وخلال هذه الفترة، حقق المغرب مكاسب جمة تمثلت في تلقي دعم من قوى إفريقية مهمة، مثل السنغال التي بعث رئيسها ماكي سال برسالة إلى الملك محمد السادس يعلن فيها دعم داكار للمملكة في “الدفاع عن حقوقها المشروعة”، مشيدا بـ”الرصانة وضبط النفس” اللذان عبر عنهما المغرب، كما اشادت وزارة الخارجية الزامبية، التي افتتحت مؤخرا قنصلية لها بالعيون،  بـ”العملية الحاسمة والسلمية” التي نفذتها القوات المسلحة الملكية في الكركارات، مجددة اعترافها بالوحدة الترابية للمغرب.

كما ان بلدان الغابون وتشاد والبنين والصومال وجزر القمر وجيبوتي وإفريقيا الوسطى وغامبيا وغينيا الاستوائية وغينيا بيساو ومملكة استيواني وساو تومي وبرينسيبي، اعلنت عن اشادتها بعملية المغرب في الكركرات، بالإضافة على تجمع دول الساحل والصحراء.

وموازاة مع هذه المكاسب الإفريقية التي تدعم بقوة الطرح المغربي في قضية الصحراء المغربية، ظل المغرب متمسكا وملتزما بشكل صادق بالتعاون مع الأمين العام للأمم المتحدة، في إطار إحترام قرارات مجلس الأمن الدولي، من أجل التوصل إلى حل نهائي، على أساس مبادرة الحكم الذاتي.

زر الذهاب إلى الأعلى