الرباط تشرع في تعبيد طريق الكركرات واستعادة التحكم في المعبر الحدودي
الدار / خاص
منحت جبهة “بوليساريو” الانفصالية الوهمية، فرصة للمغرب لجني مكسب كبير، كان من الصعب تحقيقه قبل أربع سنوات، وهو التحكم الفعلي في أقصى غرب الجدار العازل الى حدود المحيط الأطلسي، وهو ما يزكي المقولة القائلة “في كل نقمة نعمة”.
وشرع المغرب مباشرة بعد طرد مرتزقة وعصابات الكيان الوهمي من المنطقة العازلة، واستعادة التحكم مجددا في المعبر الحدودي، في إنشاء جدران أمنية تمنع المنتمين إلى البوليساريو من الوصول إلى المنطقة مجددا قبل أن تبدأ عمليات إصلاح وتزفيت الطريق التي تصل إلى الحدود الموريتانية والتي كان الانفصاليون قد تعمدوا تخريبها لعرقلة حركة المرور.
هذه الحركية التي تعرفها منطقة الكركرات تجري وفق الشرعية الدولية، على اعتبار أن عمليات اصلاح وتزفيت الطريق تتم تحت أنظار عناصر بعثة الأمم المتحدة “المينورسو” مما يكسب الخطوة المغربية مصداقية كبيرة، بعدما سبق للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش أن طلب بشكل صريح من عناصر البوليساريو مغادرة المكان وفتح المجال لحركة النقل المدنية والتجارية، علما أنه سبق للمنظمة الأممية أن رفضت في سنة 2016 تواجد عناصر الجيش المغربي أو الدرك الملكي بالمنطقة المعروفة بـ”قندهار” عندما أرادت الرباط قطع الطريق أمام نشاط التهريب الآخذ في التنامي بالمنطقة.
وتوالت استفزازات جبهة “بوليساريو” الوهمية، واستمرت عصاباتها في اعتراض سبيل السائقين والشاحنات وعرقلة الحركة التجارية، كورقة ضغط من الكيان الوهمي على المغرب وموريتانيا والأمم المتحدة، وهو ما حدث ابتداء من شهر شتنبر الماضي حين بدأ التلويح بقطع المعبر نهائيا تزامنا مع إعداد تقرير مجلس الأمن السنوي بخصوص الصحراء الذي تحدث عن مسؤولية الجزائر في عرقلة التوصل الى حل نهائي حول قضية الصحراء المغربية.
غير أن الصفعة الكبيرة التي حملها هذا التقرير في 30 أكتوبر 2020 تمثلت في خلوه من أي إشارة لـ”استفتاء تقرير المصير”، بل حمل إدانة ضمن للبوليساريو من خلال دعوته إلى “الامتناع عن أي أعمال من شأنها زعزعة استقرار الوضع في الصحراء”، وهو ما أغضب قيادات الكيان الوهمي الذي اتهمت المنظمة الأممية بـ”الانحياز للمغرب”.
وكانت العملية العسكرية الناجحة للجيش المغربي، التي جرت في احترام تام لأقصى درجات ضبط النفس والحكمة، بشهادة المنتظم الدولي، بمثابة رصاصة الرحمة التي أصابت البوليساريو، وصنيعتها الجزائر في المقتل، اذ استعادت المملكة سيطرتها الكاملة على الطريق البرية الوحيدة التي تربط المغرب بالقارة الإفريقية، عبر موريتانيا، واضعة بذلك الحد لمناورات واستفزازات عقيمة لكيان وهمي فقد بريقه و أصبح اسمه مرتبطا لدى المنتظم الدولي بالتخريب، والبلطجة و نهب المساعدات الدولية للمحتجزين الصحراويين في مخيمات الذل والهوان في تندوف بالأراضي الجزائرية.