أخبار الدارسلايدر

بالفيديو… هكذا أبكى الملك الحسن الثاني يهود أمريكا واضحكهم متحدثا عن علاقاتهم بالمغرب 

الدار / خاص

تجد العلاقات الوطيدة بين العرش العلوي المجيد ورعاياه من أبناء الجالية اليهودية ذات الأصول المغربية في شتى بقاع العالم، امتدادات تاريخية عميقةوليست  وليدة اليوم.

هذه العلاقات تعززت في عهد الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله، ولا زالت تتعزز بشكل أكثر صلابة في عهد الملك  محمد السادس، شأنها شأن العلاقة مع أبناء الوطن من المسلمين وباقي الديانات.ط الأخرى.

يؤرخ  هذا الشريط القديم  المرفق بهذا المقال، للقاء بين الملك الراحل، الحسن الثاني، ويهود المغرب من سُكان أمريكا الشمالية، وهو اللقاء الذي عبر فيه الراحل عن اهتمامه الكبير بأبنائه المغاربة بشتى دياناتهم، مؤكداً أن اليهود المغاربة، تماما كما مُسلميه “جُزء من لحمه” على حد تعبيره.

وغلبت على اللقاء الموثق بالأبيض والأسود، الكثير من اللحظات الإنسانية والعاطفية، خاصة حينما انفجرت أحاسيس الحاضرين بالبكاء عند الحديث عن بعض ذكريات الوطن وروابطهم معه، كما أن دُعابات الراحل الحسن الثاني فجرت أسارير يهود المغرب بابتسامات واسعة حينا، وضحكات عالية في أحيان أخرى.

وافتتح الحسن الثاني، رحمه الله، حديثه خلال هذا اللقاء بالقول إنه عاش أوقاتاً وطنية مغربية لن تفارق ذاكرته، قائلاً في هذا الصدد “أريد أن أقول لكم إني متأثر جدا جدا، وأكثر مما تظنون بهذا الحوار، وهذا الكلام الذي سمعته منكم”، مُعبراً عن إعجابه بما قال إنه “عواطف رقيقة وكلام دقيق بتعبير مغربي أصيل”.

إحتفال سنوي بميلاد نبي الله موسى 

كشف الحسن الثاني، خلال هذا اللقاء، عن حرصه الكبير بشكل سنوي على الاحتفال بميلاد نبي الله موسى، تماما كما يحرص على الاحتفال بميلاد الرسول محمد، متحدثا في هذا الصدد عم حوار له مع أحد أصدقائه اليهود المُقيمين بفرنسا، حيث أخبره الحسن الثاني أن الإسلام يعتني بالاحتفال بالأعياد الدينية أياً كانت، سواء مسيحية أو يهودية.

وأضاف الملك الراحل أنه طلب من صديقه اليهودي إخباره سنوياً بموعد ميلاد سيدنا موسى، خاصة وأنه موعد يتزامن والشهر القمري، ما يجعله مُختلفاً عن كُل سنة.

وبالفعل، صار صديق الملك يُخبره كُل عام بموعد الميلاد، ليحتفل به بطقوس خاصة، قال عنها الحسن الثاني “وربما أنا من المسلمين القلائل الذين يُصلون على سيدنا موسى ألف مرة في تلك الليلة”، مُضيفا “وحينما أصلي على روح سيدنا موسى، أيما يهودي تمر صورته في ذهني إلا ودعيت له بالخير وطلبت من الله أن يعود لبلاده ويزورها ويصل الرحم مع الأحياء، ويزور قبور الأموات”.

مزايا اليهود المغاربة عن باقي يهود العالم

خلال هذا اللقاء،  تطرق الحسن الثاني، لمجموعة من المزايا التي يتمتع بها اليهود المغاربة عن باقي يهود العالم، مبرزا أن ” أي يهودي مغربي يعرف ضريح أجداده، ويعره المكان الذي ازداد فيه هو أو والده أو أي فرد من أسرته”.

و أشار  الملك الراحل إلى أن ” اليهود سبقوا العرب إلى بلاد المغرب، موردا  في هذا الصدد رواية تقول إن بعض اليهود الذين كانوا رفقة سيدنا موسى، عوض اختراقهم البحر الأحمر معه، خافوا واتجهوا نحو المغرب عوض المشرق.

و لافت الإنتباه  إلى أنه من المزايا الكبيرة التي يتمتع بها اليهود المغاربة، هو أن المدرسة التلموذية المغربية تُعتبر من الأحسن بين نظيراتها في باقي دول العالم”، مؤكدا أن ” الحاخامات المغاربة مُلتزمون إلى حد كبير، ويتعاملون بنوع من الجدية مع الفتاوى والأحكام، وأنهم قبلة لحاخامات ورهبان من العالم كُله، ممن يُريدون التعرف على الدين اليهودي الحقيقي والأصيل.

وخاطب الحاضرين قائلا: “إذا أردتم معرفة دينكم، فعليكم التوجه نحو بلادكم، تماما كما تشدون إليها الرحال للتعرف على ثقافتكم وأصالتكم”.

دعاء بالخير و السداد 

ختم الحسن الثاني لقاءه مع رعاياه من اليهود المغاربة المقيمين بأمريكا الشمالية بالدعاء لهم، باستمرار علاقتهم الدائمة مع بلادهم، والحفظ برعاية ربانية خاصة، متمنيا لهم الخير و السداد و التوفيق.

ومما دعا به الحسن الثاني مع الحاضرين، كثرة الرزق والفضل، ناهيك عن توطيد صلة الرحم والأخوة بين يهود المغرب ومُسلميه.

وكانت كلمات الملك الراحل  الحسن الثاني بالقول: “كونوا على يقين دائماً أننا كما أسلافنا وأجدادنا، كما سيكون أبناءنا وأحفادنا، إذ ستكونون على نفس ما سيكون عليهم إخوتكم المسلمين، ستكونون جُزءا من لحمنا، وواجب علينا المحافظة على حقوقكم وأمنكم وحريتكم”.

زر الذهاب إلى الأعلى