شراكة “OCP” والمجموعة الصينية..هل تشكل الشراكة الاقتصادية دافعا لبكين للاعتراف بمغربية الصحراء
الدار / خاص
ينتظر أن تشهد العلاقات المغربية الصينية تطورات كبيرة خلال السنة الجارية، قد يدفع بكين الى الاعتراف بمغربية الصحراء، ومعلوم ما سيشكله ذلك من مكسب دبلوماسي كبير لقضية الصحراء، بالنظر الى الوضعية القانونية للصين، العضو الدائم العضوية في مجلس الأمن الدولي.
سياق هذا الكلام هو اعلان مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، والمجموعة الصينية ”Hubei Forbon Technology ”، أمس الاثنين، عن توقيع اتفاق من أجل خلق مشروع مشترك في مجال البحث والتطويربهدف تطوير حلول أسمدة من الجيل الجديد والفلاحة الذكية “سمارت أغريكولتور”.
وأشار بلاغ مشترك الى أن هذا المشروع المشترك الذي ستكون حصصه المشتركة بالتساوي (50 بالمائة) بين المجموعتين، ويعمل في مجال البحث والتطوير، يهدف إلى تطوير أجيال جديدة من الأسمدة، وكذا النهوض ب “سمارت أغريكولتور”.
وسيستفيد من هذا المشروع، الذي يقع في منطقة “إيست لايك” الخاصة بتطوير التكنولوجيات الحديثة بووهان الصينية، من امتياز الولوج إلى نظم الابتكار الصينية، والتي تعد اليوم أحد أكثر الأنظمة حيوية في مجال البحث والتطوير المرتبط بالقطاع الفلاحي.
وتسعى كل من مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط الرائدة عالميا في سوق الأسمدة الفوسفاطية، والمجموعة الصينية “Hubei Forbon Technology ” الفاعل المتخصص في البحث والتطوير في توفير حلول شمولية في مجال الأسمدة وأيضا الزراعة الذكية، من خلال هذا المشروع المشترك إقامة شراكة تسعى إلى تطوير جيل جديد من الأسمدة وحلول رقمية بالمجال الفلاحي وذلك بالارتكاز على قدرات المجموعتين في مجال الابتكار.
كما ستستفيد هذه الشراكة أيضا من منظومة الابتكار الديناميكي التي تحتضنها منصة (Biolake) من أجل تطوير حلول زراعية مستدامة تروم وضع رهن إشارة الفلاحين تركيبات من الأسمدة في المتناول ، وأفظل الممارسات الفلاحية والخدمات الرقمية التي تستجيب لمتطلباتهم.
القيمة الاقتصادية لهذا المشروع المغربي- الصيني الضخم، يوازيها، أيضا قيمة سياسية كبيرة، حيث أضحت الصين من ضمن الأقطاب الدولية الوازنة في الوقت الراهن. فبالإضافة الى إمكانياتها البشرية الهائلة المتعلمة والمدرّبة، وشساعة مساحتها، فهي تشهد تطورا اقتصاديا مذهلا ومتسارعا، كما أنها تحظى بمكانة دولية متميزة من حيث استثمار وتطوير التقانة الحديثة واعتماد الطاقة المتجددة كاختيار استراتيجي، علاوة على إنجازاتها على مستوى غزو الفضاء.
ويوفر المغرب للصين، إمكانيات واعدة على مستوى الاستثمار والسياحة، و يشكّل سوقا تجارية مربحة، كما يمكن للمملكة أن تلعب دورا مهما يتيح للصين الانفتاح على الواجهة الأطلسية وعلى غرب إفريقيا. ويقدّم النموذج التنموي للصين تجربة جديرة بالاقتداء، كما أن الثقل الذي تحظى به الصّين في الساحة الدولية يشكل عامل توازن دولي يمكن أن يفيد القضايا الدولية العادلة ويدعم المصالح المغربية خصوصا في قضية الصحراء المغربية.
وفي هذا الصدد، تجاهلت بكين سنة 2018 دعوة جبهة “بوليساريو” لحضور القمة الصينية الإفريقية الثالثة، بعد أن وجهت الصين دعوات رسمية إلى كل بلدان الاتحاد الإفريقي والأمين العام للأمم المتحدة دون إدراج اسم الكيان الوهمي، بالرغم من أن انفصاليي إبراهيم غالي كانوا يعتبرونها سدا منيعا يزكي أطروحاتهم داخل ردهات مجلس الأمن وفي كل المحافل الدولية.
وتحدو الصين رغبة كبيرة في الانفتاح على سوق شمال إفريقيا ومنافسة القوى الأوروبية التقليدية داخله؛ وهو ما قد يدفعها الى اتخاذ قرارات مهمة لدعم الطرح المغربي في قضية الصحراء خلال السنوات المقبلة، على اعتبار ان الدبلوماسية الصينية تتميز بالواقعية؛ و باعتماد مقاربة “رابح-رابح” التي تعطي للمجال الاقتصادي أولوية قصوى لانعكاسه أيضا على الجانب السياسي في علاقاتها الخارجية.
ومعلوم أن الصين سبق وأن شجعت ا على مواصلة مسلسل الموائد المستديرة في جنيف بين المغرب والجزائر وموريتانيا و”البوليساريو”، الذي بدأه المبعوث الشخصي السابق للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء، هورست كوهلر.
وأكدت الصين، في تعليل تصويتها على القرار رقم 2548 بشأن الصحراء المغربية، الذي اعتمده مجلس الأمن، أنه يتوجب تعيين مبعوث شخصي جديد للأمين العام “لتسهيل استئناف مسلسل الموائد المستديرة في جنيف، وخلق الظروف المواتية للتقدم” نحو حل سياسي لهذا النزاع الإقليمي.
وأبرزت بعثة الصين لدى الأمم المتحدة أن “الصين ستواصل الحفاظ على موقف موضوعي وعادل” وتشجيع الأطراف على إيجاد “حل سياسي عادل ودائم ومقبول لدى الأطراف من خلال الحوار والمفاوضات على أساس قرارات مجلس الأمن ذات الصلة”.