المبادرة الوطنية للتنمية تدرج التعليم الأولي بالفقيه بن صالح ضمن الأولويات الأساسية
أولت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التعليم الأولي بإقليم الفقيه بن صالح عناية خاصة، مدرجة إياه ضمن الأولويات الأساسية، باعتباره ورشا ومحورا هاما في مسار تأهيل النظام التربوي بالإقليم.
وعلى ضوء هذا الالتزام، قامت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بتمويل تجهيز المركز الاجتماعي الثقافي في “أولاد سعيد” بجماعة سيدي حمادي بمبلغ 500 ألف درهم، بهدف تمكين أطفال هذا التجمع السكاني والبلدات المحيطة به من اكتساب المهارات الأساسية منذ سن مبكرة.
ومن خلال هذا الدعم، تسعى المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أيضا إلى المساهمة في توطيد مسار إصلاح هذا القطاع عبر تشجيع والعناية بالطفولة المبكرة، من خلال التعليم المبكر كورش وطني واسع النطاق، يكتسي أهمية قصوى في تطوير نظام التربية والتكوين.
ويندرج هذا الدعم المالي للمبادرة، في إطار المرحلة الثالثة، وبشكل خاص برنامجها المتعلق بمواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة، التي تسعى لمواكبة الأطفال والمراهقين، بهدف تقليص التفاوتات في مجال التربية، من خلال تمكين الأطفال والمراهقين، الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و18 سنة المنحدرين من أوساط محرومة، من الاستفادة من الدعم المدرسي وتطوير مسارهم عبر إعدادهم منذ سن مبكرة على التفاعل مع الأنشطة الفنية والثقافية والرياضية.
وقد جعل المركز، الذي يوفر أيضا التكوين في مجال الطبخ والخياطة والتطريز لنساء هذه الجماعة، من تعليم الطفولة المبكرة أولويته، من منطلق كون هذا التعليم يشكل استثمارا فعالا للمستقبل، من خلال توفير مسار تعليمي أساسي للطفل، وإعداده للمدرسة على أساس مبدئي الحق في التعليم وتكافؤ الفرص.
في هذا السياق أوضح رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة الفقيه بن صالح العربي بوعابيدي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن تجهيز المركز الاجتماعي والثقافي لأولاد سعيد بمبلغ 500 ألف درهم يهدف إلى تشجيع التعليم الأولي على مستوى هذه الجماعة، ودعم أطفال العالم القروي للالتحاق بالصفوف الدراسية.
وأوضح بوعابيدي أن هذا الدعم من قبل المبادرة يندرج في إطار برنامج مكافحة الهشاشة للمرحلة الثالثة من المبادرة، مبرزا أن المبادرة عقدت شراكة مهمة مع مؤسسة التعاون الوطني وجماعة سيدي حمادي بالإضافة إلى الجمعية التي تشرف على المركز لتكوين النساء والفتيات القرويات أيضا في عدة تخصصات وتمكينهن من الحصول على مهارات تفيدهن في حياتهن اليومية. ويضم المركز عدة مرافق وغرف للتكوين والتدريب على مهن معينة مثل التطريز والخياطة بالإضافة إلى العديد من وحدات التعليم الأولي.
من جانبه أبرز حسن أصالي رئيس جمعية أولاد سعيد للتنمية القروية، المشرفة على تدبير فضاءات المركز، أن التعليم الأولي يشكل النشاط الرئيسي لهذا المركز الذي تم تجهيزه من قبل المبادرة بالكراسي والمقاعد والسبورات والمكاتب، بهدف تسهيل تعلم الأطفال، والمساهمة في تفتحهم المعرفي والتربوي، ومكافحة الفوارق المجالية.
كما أشار أصالي إلى دعم مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط في تجهيز الورشات الخاصة بتكوين النساء القرويات بالإضافة إلى دعم جماعة أولاد سعيد والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لبني ملال-خنيفرة، من أجل توفير الظروف المثلى للتنمية المعرفية والاجتماعية للأطفال، وتطوير وتجويد مسارهم التعليمي.
ويبلغ عدد التلاميذ بالتعليم الأولي بهذا المركز 69 طفلا، مقسمين إلى وحدتين، ويستفيدون من خدمات النقل المدرسي.
ويبلغ إجمالي عدد الأطفال المسجلين بوحدات التعليم الأولي بإقليم الفقيه بن صالح أزيد من 6016 طفلا منهم 2902 فتاة، موزعين على 307 وحدة تغطي بذلك مختلف جماعات الإقليم.
وحسب معطيات للمندوبية الإقليمية للتربية الوطنية، فقد التحق 4889 طفلا، من بينهم 2325 فتاة، بوحدات التعليم الأولي، موزعين على 223 وحدة تعليم أولي في القطاع العام في حين بلغ عدد الأطفال المسجلين بمرحلة التعليم الأولي في المدارس الخاصة 869 . ويعد التعليم الأولي أحد الموضوعات الأربعة ذات الأولوية في المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وبرنامجها الرابع بعنوان “تثمين الرأسمال البشري للأجيال الصاعدة” الذي يهتم بتنمية الطفولة المبكرة، كمرحلة حاسمة تتيح للفرد التطوير الذاتي من خلال التغلب على العقبات المرتبطة بالتنمية، وذلك في إطار مقاربة شاملة ومتكاملة مع مختلف القطاعات الوزارية المختصة. وبموجب الاتفاقية الإطار الموقعة مع وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، تعهدت المبادرة ببناء 10 آلاف وحدة للتعليم الأولي وإعادة تأهيل 5 آلاف أخرى خلال الفترة من 2019 إلى 2023.
وإذا كانت المرحلتان الأولى والثانية من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية قد ساهمتا إلى حد بعيد في التقليص من الفقر والهشاشة، وبالتالي تحسين الظروف المعيشية، فإن المرحلة الثالثة منها تسعى لتكون انطلاقة جديدة لمواكبة الأطفال والمراهقين، بهدف تقليص التفاوتات في مجال التربية، من خلال تمكين هؤلاء الأطفال والمراهقين، الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و 18 سنة المنحدرين من أوساط محرومة، من الاستفادة من الدعم المدرسي وتطوير مسارهم عبر إعدادهم منذ سن مبكرة على التفاعل مع الأنشطة الفنية والثقافية والرياضية.
المصدر: الدار- وم ع