بيهي يدعو العلماء الى التحرك لوقف استقطاب التنظيمات الإرهابية للشباب في مواقع التواصل الاجتماعي
الدار / المحجوب داسع
دق سعيد بيهي، رئيس المجلس العلمي المحلي للحي الحسني بالدار البيضاء، ناقوس الخطر متحدثا عن لجوء التنظيمات الإرهابية المتطرفة الى شبكات التواصل الاجتماعي، و مواقع التكوين العلمي، لاستقطاب شباب الأمة من طلبة العلم، ومريدي المعرفة الدينية”.
وأبرز بيهي، اليوم الأربعاء بالرباط، في جلسة خصّصت لموضوع “التغيرات الفكرية والأشكال الجديدة لسرديات التطرف وخطاب الكراهية” ضمن مؤتمر “مكافحة التطرف العنيف: أجوبة جديدة لتحديات جديدة”، الذي تحتضه الرباط، على مدى ثلاثة أيام، أنّ ” الطريقة الجديدة التي تؤصّل بها التنظيمات الإرهابية فكرها الجديد تقوم على هندسة مخالفة للهندسة التي وضعتها الشريعة الإسلامية”.
ودعا المتحدث، العلماء الى تكثيف حضورهم على مستوى شبكات التواصل الاجتماعي، ومواقع التكوين العلمي، من خلال المزاحمة والتدافع لقطع الطريق امام، من أسماهم بـ” المتربصين بمريدي المعرفة الدينية من أبناء الأمة”، حتى لا يتحول هؤلاء الى مجندين احتياطيين لمشروع التخريب باسم الجهاد والى وقود محرقة تأتي على الأخضر واليابس”.
كما حث بيهي العلماء على ضرورة العمل والانكباب بشكل مستدام لتبيان ما اشتملت عليه تيارات التطرف والإرهاب من صور القبح، ومظاهر العيب والنقص المخالف للشرع، والعقل و الفطرة، وتبيان على النقيض من ذلك ما اشتملت عليه مناهج الأمة الممثلة لمرجعيتها المعتبرة عبر تاريخها المستمر من تنزيل محقق للطمأنينة، حتى ينفر الناس من هذه التنظيمات الارهابية بدل الاقبال عليها”.
كما شدد رئيس المجلس العلمي المحلي للحي الحسني بالدار البيضاء، على ضرورة أن يشتغل العلماء على دفع مهاجمة التنظيمات الإرهابية للعلماء، ووقف الطعن فيهم من قبل هذه التنظيمات، على اعتبار أن ” الطعن فيهم، يؤكد المتحدث، “طعن فيما يحملونه من العلم المسيج بقواعد التقعيد التي يضمنون بواسطتها سلامة هندسة مكونات الشريعة أحكاما ومراتب و مواقع وعلائق وسياقات ومقتضيات وذلك حتى يقبل الناس عليهم بسبب زوال الموانع الناشئة عن اعتقاد النقص فيهم”.
وفي هذا الصدد، أوضح سعيد بيهي أن ” التنظيمات الإرهابية تستغل جوانب الحق في الشريعة الإسلامية وتدس فيها مفردات جديدة، ومغلوطة وتوهم أتباعها بأنها موجودة في التأصيل الشرعي”، مشيرا الى أنّ ” الطريقة الجديدة التي تسوّق بها التنظيمات الإرهابية “فيروسها المتحور” تحوّل قضية التوحيد التي يجتمع تحت ظلالها المسلمون إلى أداة للتفرقة وتقسيم صفوفهم، من خلال تكفير كل من يخالفها الرأي وتكفير حكام المسلمين، استنادا إلى أقوال شاذة يتم قطعها عن سياقها ورودها في الكتاب والسنة”.
وأبرز في هذا الاطار، أن “قضيتي التوحيد والحكم، وسيلتين لتكفير الحكام لدى التنظيمات الإرهابية المتطرفة، فيما ترفع هذه التنظيمات قضية الجهاد كوسيلة لاستحلال دماء الجميع، فضلا عن لجوئها الى انتقائية الأقوال وأكثرها شذوذا بقطعها من سياق ورودها، وارتباطاتها، ومآلاتها على منوال ما يقوم به تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” على سبيل المثال لا الحصر.
ولافت المتحدث ذاته الانتباه الى أن “التنظيمات الإرهابية تلجأ الى استثارة واستمالة العامة من المسمين من خلال ربط مشاريعها الجهادية التخريبية بأوصاف الحسن والكمال، من مثل ربطه بمفهوم “الطائفة المنصورة”، و”أهل الحق”، و “أهل السنة والجماعة”، و “أتباع السلف والعزة والفحولة”، وربط إزالة اختلالات الفساد والظلم والفقر بقضية استعادة الخلافة من خلال وسيلة الجهاد.
وأبرز ذات المتحدث أن هذه التنظيمات الإرهابية تلجأ الى التشنيع عن المرجعيات المعتبرة من خلال شن حملة شعواء ممنهجة على المرجعية المعتبرة من أهل العلم لتفرغ الساحة لهم فيتمكنون من الانفراد بتوجيه الناس وقيادتهم”.
وتابع سعيد بيهي أن ” هذا التشنيع يقوم على الصاق أوصاف الذنب بالمرجعية المعتبرة من العلماء، ورميهم بألوان من القبح من مثل أنهم منحرفون عن منهج السلف بالابتداع، أو أنهم علماء السلاطين، أو علماء الحيض والنفاس، أو لا صلة لهم بفقه الواقع، لأنهم حبيس الكتب الصفراء”، الى غير ذلك من صور القدح في علماء الأمة التي لجأت اليها التنظيمات الإرهابية والمتطرفة لاستمالة العامة من الناس”، يؤكد المتحدث.
وخلص رئيس المجلس العلمي المحلي للحي الحسني بالدار البيضاء الى أن “التنظيمات الإرهابية تحرص في تشكيل خطابها الجديد، على ألا تقطع الصلة مع الشريعة بعد تحريف مضمونها، من أجل استدامة مشروعها، إضافة إلى تبني خطاب يرتكز على استثارة المكوِّن العاطفي، معتبرا أنّ هذا العامل هو الذي يفسّر تقاطر الأفراد على مواقع “الجهاد”.
جدير بالذكر أن “هذا المؤتمر الدولي يتميز بمشاركة خبراء وممارسين متدخلين في قضايا الإرهاب والتطرف العنيف من مختلف القارات والدول (المغرب، الجزائر، تونس، ليبيا، موريتانيا، السنغال، نيجيريا، كينيا، إسبانيا، فرنسا، بريطانيا، إيطاليا، بلجيكا، سويسرا، هنغاريا، الولايات المتحدة الأمريكية، النمسا، البرتغال، النرويج، رومانيا، مالطا، مصر، المملكة العربية السعودية، الفلبين)، ومؤسسات إقليمية ودولية في مقدمتها المديرية التنفيذية لمكافحة الإرهاب للأمم المتحدة.
وتجري أشغال المؤتمر، بالنظر لحالة الطوارئ الصحية السارية حاليا، في شكل مزدوج بحضور متدخلين ومشاركين في الرباط، مع توفير الشروط الوقائية لسلامة المشاركات والمشاركين، ومداخلات ومشاركات عن بعد عبر تقنية الفيديو.