بادين يصفع الجزائر و”البوليساريو”.. الخارجية الأمريكية تدرج الأقاليم الجنوبية في خريطة سفر رعاياها
الدار / خاص
في أحدث تحيين وضعته الخارجية الأمريكية لخريطة سفر مواطنيها إلى الخارج، أعادت إدارة الرئيس جو بايدن، نشر خريطة المغرب بأقاليمه الصحراوية كاملة كما غادرتها إسبانيا.
وانسجاما مع الموقف الأمريكي القاضي بالاعتراف بمغربية الصحراء، حذفت وزارة الخارجية الخط الفاصل بين الأقاليم الجنوبية وباقي التراب المغربي، خلافا للنسخة الماضية من الخريطة التي ظلت الإدارة الأمريكية تعتمدها إلى حدود شهر فبراير الجاري، مما يؤكد مضي المؤسسات الأمريكية في تحيين معطياتها الخرائطية، والتوثيقية فيما يخص الصحراء.
هذه الخطوة تفند جميع المزاعم، و الافتراءات التي ظلت جبهة “البوليساريو” الانفصالية مسنودة بالنظام العسكري الجزائري، تروجها منذ اعتراف واشطن بمغربية الصحراء، اذ لا تتوانى الآلة الدعائية للكيان الوهمي، وحاضنته النظام الجزائري في استغلال أي فرصة لترويج المغالطات ضد قضية الصحراء، في محاولة يائسة لدفع الرئيس جون بايدن للتراجع عن الاعتراف بسيادة المملكة الكاملة على أقاليمها الجنوبية.
ويتزامن تحديث الخارجية الأمريكية لخريطة سفر رعاياها، وتضمينها الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية، مع خطوة تكتسي أهمية بالغة، وهي المكالمة الهاتفية الأولى من نوعها، التي أجراها الرئيس جون بايدن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الأربعاء، والتي أعلن في أعقابها البيت الأبيض أن “الرئيس يدعم اتفاقيات تطبيع العلاقات الدبلوماسية التي وقعت بين الدولة العبرية والدول العربية، ومن بينها المغرب”.
وسعى عسكر قصر “المرادية” منذ اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء، لتغيير هذا الموقف، خاصة بعد تعيين الرئيس الجديد جو بايدن، حيث نزلوا بكل ثقلهم من خلال الضغوط التي يمارسها بعض السيناتورات الموالين لجبهة البوليساريو، لدفع بايدن للتراجع عن الاعتراف بمغربية الصحراء.
أمنية لن تتحقق بالنظر الى التعاون الوطيد بين الرباط وواشنطن في مختلف المجالات، وخصوصا الأمنية والعسكرية، وهو ما دفع النظام العسكري الجزائري، و دميته جبهة “البوليساريو” الى الترويج إعلاميا لمغالطات وأكاذيب توحي بأن الإدارة الجديدة ألغت أو ستلغي القرار الأمريكي حول الصحراء، خاصة بعد أن قامت بأرشفة جميع قرارات الإدارة السابقة، وهو إجراء اعتيادي مع كل مرحلة جديدة”.
هذه المساعي الفاشلة للنظام العسكري الجزائري، يدفع ثمنها غاليا الشعب الجزائري المغلوب على أمره، و الغارق في مشاكل اجتماعية كثيرة، اذ عوض أن يوجه النظام العسكري ثروات الجزائريين نحو التشييد والتنمية، والرفاه الاجتماعي، يتم ضخها لتمويل وإعادة تنشيط اللوبي الأمريكي الداعم للجزائر والبوليساريو في أمريكا، دون أن يسفر ذلك عن أي نتيجة تذكر.
ويبدو أن عقل النظام العسكري الجزائري، قاصر عن فهم معطى استراتيجي مهم، وهو أنه رغم اختلاف إدارة الرئيس بايدن مع الإدارة السابقة لترامب في جميع القضايا والملفات، فان الوافد الجديد على البيت الأبيض يدعم بشدة اتفاقات ابراهام، بل ودعا الى توسيع مجالها؛ خاصة وأن جو بايدن ونائبته كاملا هاريس من أشد المدافعين عن إسرائيل ومن أكبر أصدقائها، دون نسيان أن واشنطن لن تغامر أبدا بالمغرب، حليفها الاستراتيجي في شمال افريقيا، و ركيزة أمنها واستقرارها، وداعمها في الحرب على الإرهاب والتطرف العنيف، لترتمي في أحضان جبهة انفصالية ألفت قياداتها نهب المساعدات الدولية الموجهة للمحتجزين في مخيمات تندوف، أو في أحضان نظام عسكري فقد البوصلة، وبات يبحث عن كل السبل لتصدير أزمته الداخلية.