“الأحرار” يرصدون مشاكل المواطنين وانتظاراتهم في لقاءات مع 35 ألف مغربي بـ100 مدينة مغربية
الدار / المحجوب داسع
قدم حزب التجمع الوطني للأحرار، اليوم الثلاثاء، خلاصات برنامج “100 يوم 100 مدينة”، وهو أهم البرامج التي اشتغل عليها “الأحرار” لمدة سنة، للمغاربة، وبالتحديد، ما بين نونبر 2019 وأكتوبر 2020.
الخلاصة الأولى:
كشفت الخلاصة الأولى لهذا البرنامج الحزبي الطموح أن سكان المدن المتوسطة غير راضين على وضع مدنهم ويتطلعون إلى غد أفضل، في مجموعة من المدن 90 فالمائة من السكان تعتقد أن أوضاع مدنها قد تكون أسوء مما عليها خلال العشرين سنة المقبلة.
الخلاصة الثانية:
هناك تعطش كبير لدى المواطنين إلى التعبير عن رأيهم والاصغاء إليهم، حيث أن 93 في المائة يشتكون من عدم الانصات إليهم من قبل المسؤولين السياسيين، فيما 97 في المائة ليس لهم معرفة بوسائل الحصول على معلومات حول تدبير مدنهم.
الخلاصة الثالثة:
تشير الى أن الاقتصاد يشكل أولوية لكنه ليس حلا لكل المعيقات (خلق فرص الشغل أولوية بالنسبة لـ53 في المائة من سكان المدن المتوسطة، لكن بعض المدن تتغلب على البطالة بفضل رابط اجتماعي قوي).
الخلاصة الرابعة:
ثبوت ورسوخ العلاقات الاجتماعية وفرص الانخراط في حياة المدينة، والاحساس القوي بالهوية من العوامل المحددة للتفاؤل، حيث يرتبط الشعور الإيجابي للمواطن بقدرته على الانخراط في الحياة الاجتماعية.
الخلاصة الخامسة:
هناك حاجة الشباب إلى فضاءات للقاء والتعبير عن انفسهم والتعلم والمشاركة، وهو ما يقتضي تحسين المرافق الحيوية وصيانة أماكن التجمع والتعبير الثقافي والفني والرياضي، كمطالب ملحة للشباب.
الخلاصة السادسة:
خلق بنيات تحتية جديدة ليس في صلب الاهتمامات، حيث لازالت بعض المدن تعاني نواقص محليا، كما هو الحال بالنسبة للصرف الصحي، الذي لايزال موضوعا مهما لمدينة واحدة من بين كل خمس مدن، كما ان مياه الشرب والكهرباء تظل مشكلة محددة في بعض المناطق التي تمت زيارتها، غير أن المطالب ترتكز على قطاع التعليم لمحاربة الاكتظاظ والهدر المدرسي.
الخلاصة السابعة:
في المقابل، ضمان حسن اشتغال البنيات التحتية القائمة هو في صلب الاهتمامات .فالمرافق العمومية غير كافية في بعض الأحيان أو غير مناسبة، وفي أحيان أخرى، قليلة الاستخدام، خاصة في قطاع الصحة، حيث تتعلق إشكاليات هذا القطاع بسير عمل المستشفيات وترتبط أساسا بنقص الأطباء، والمعدات وطرق تعامل الأطر مع المرضى، علاوة على مشاكل الرشوة والفساد.
الخلاصة الثامنة:
لا تنتظر ساكنة المدن المتوسطة تغيير أحوالها جذريا، لكنها تتطلع للمشاركة في تحديد أولوياتها، حيث عبر غالبية المشاركين في اللقاءات عن درجة عالية من الوعي السياسي والوضوح بشأن الصعوبات المرتبطة بجدولة وتنفيذ السياسات المحلية، غير أن الساكنة تطالب في الآن ذاته باشراكها في النقاش حول البرنامج التنموي للمدينة.
الخلاصة التاسعة:
تمتلك المدن مميزات لابد من استغلالها بنحو أفضل، حيث أن المواطنين واعين بتاريخ، تراث وقيمة الرأس المال اللامادي لمدنهم، كما ان مجالات السياحة والحرف والاقتصاد المحلي والتضامني في مقدمة القطاعات الواعدة بالنسبة للمدن المتوسطة.
والخلاصة العاشرة والأخيرة:
أولويات سكان المدن المتوسطة لا تأخذ دائما بعين الاهتمام في برامج التنمية الترابية، حيث يوجد تباين بين التطلعات التي عبرت عنها ساكنة المدن المتوسطة وبين الأولويات المبرمجة في برامج التنمية على مستوى المجالس الجهوية والإقليمية.
وأكد حزب التجمع الوطني للأحرار أن برنامج “100 يوم 100 مدينة”، يعتبر استجابة للتوجيهات الملكية السامية للأحزاب السياسية، من أجل إفراز نخب وكفاءات جهوية جديدة مؤهلة لتدبير الشأن المحلي، وكذلك لتجاوز الاختلالات التي تعرفها العديد من المدن الكبرى والمتوسطة، كما أنه أكبر برنامج إنصات وتشاور مع المواطنين في تاريخ العمل السياسي في بلادنا.
ويتمثل الهدف من هذا البرنامج في إشراك المواطنين في التشخيص والاقتراح، والترافع من أجل التنمية في مدنهم، وأيضا إعادة الثقة بين المواطنين والفاعل السياسي، وتأهيل المسؤول السياسي على مستوى الجماعات.
ويعتبر البرنامج يعتبر فكرة جديدة، تم تنفيذه بطريقة جديدة، حيث استطاع الحزب من خلال هذا البرنامج التواصل مع أكثر من 35 ألف مواطن ومواطنة، وتم جمع أكثر من 1000 مقترح للساكنة، ومكّن الحزب من كل هذه المعلومات التي تم ضبطها وتحليلها من تصنيف المدن، اعتمادا على مجموعة من المؤشرات مثل نسبة البطالة والفقر والكثافة السكانية، وغيرها.
وأكد حزب “التجمع الوطني للأحرار” أن “برنامج “100 يوم 100 مدينة ” أتى استجابة للتوجيهات الملكية السامية من أجل إفراز نخب وكفاءات جهوية جديدة”، مشيرا الى أن ” البرنامج مكن من التواصل مع أكثر من 35.000 مواطن ومواطنة في 100 مدينة.
وأضاف الحزب في بيان حول خلاصات البرنامج أن “تجميع مقترحات المشاركين مكن من رسم 5 فئات للمدن التي شملها برنامج 100 يوم 100 مدينة، مضيفا أنه سيتم تقديم خلاصات ” 100 يوم 100 مدينة ” على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي الرسمية للحزب، بالإضافة لتقديم كتاب ” مسار المدن ” بشكل تدريجي”.
وأشار حزب “الحمامة” الى أن “الدعوة لحضور لقاءات 100 يوم 100 مدينة، كانت مفتوحة وجمعت متعاطفي حزب التجمع الوطني للأحرار وكذلك مناضلين من أحزاب أخرى، ومواطنين غير منتمين سياسيا، مشيرا إلى أن معدل الحضور في لقاءات 100 يوم 100 مدينة كان يناهز 350 مواطن عن كل لقاء”.
وتابع أنه في مارس 2020 وبعد 58 مرحلة، توقف البرنامج مع ظهور أولى حالات الإصابة بفيروس كوفيد 19 وتم استئنافه في شهر ماي عبر تقنية المحادثة المصورة، حيث مكنت هذه التقنية من الحفاظ على روح وأهداف البرنامج: الإنصات للساكنة والتحاور حول مشاكلها”، يضيف بيان الحزب.
وأوضح حزب التجمع الوطني للأحرار أن “قطاع الصحة بالنسبة ل 80% من المشاركين موضوعا محوریا في جمیع لقاءات البرنامج قبل وبعد جائحة كورونا، وحسب 75% من المشاركين فإن تأثیر البطالة على المستوى الاجتماعي هو أكثر حدة من تأثیره على المستوى الاقتصادي، كما أن عددا كبيرا من المشاركين لا يؤمنون بمبدأ تكافؤ الفرص في غیاب تعلیم عمومي بجودة عالية.
وذكر الحزب أن تجميع مقترحات المشاركين مكن من رسم 5 فئات للمدن المتوسطة التي شملها برنامج 100 يوم 100 مدينة، تتوزع على الشكل التالي: مدن تواجه صعوبات اقتصادية، مدن هشة، مدن نائية، مدن ذات طابع فلاحي، مدن نشيطة، مدن كبرى.
كما أتاح هذا البرنامج، يضيف بيان حزب التجمع الوطني للأحرار، عبر مبادرة الإشراك والإنصات واسعة النطاق، تحدید ما یجمع ساكنة المدن المتوسطة من تحدیات عدیدة، بغض النظر عن الاختلافات بینھا، والتي يمكن تلخيصها في التطلع لغد أفضل وإصغاء أكبر للساكنة، واستغلال المميزات التي تتوفر عليها هذه المدن بالإضافة لتمكينها من المشاركة في تحديد أولوياتها”، يؤكد ذات البيان.
وكشف حزب التجمع الوطني للأحرار أن “المراحل المقبلة ستعرف تقديم خلاصات ” 100 يوم 100 مدينة ” على صفحات مواقع التواصل الاجتماعية الرسمية للحزب، بالإضافة لتقديم كتاب ” مسار المدن ” بشكل تدريجي”.