من شأن إدخال أسطول جديد من حافلات النقل الحضري، من الجيل الجديد، وتشغيلها بمدينة الدارالبيضاء أن يسهم في الحد من الأزمة التي عانت منها المدينة لسنوات في ما يخص الحركية والتنقل، ويمنحها نفسا جديدا يساعدها على تحقيق رهانها في الارتقاء إلى مصاف الحواضر العالمية الكبرى.
الأسطول الجديد، الذي دخل الخدمة في فبراير الماضي من أجل إنهاء معاناة ساكنة العاصمة الاقتصادية للمملكة مع وسائل النقل العمومي، بتشغيل 450 حافلة جديدة من قبل شركة ألزا البيضاء بموجب عقد تدبير مفوض، على شبكة انتقلت من 47 خطا إلى 57 خطا ، ضمت 10 خطوط جديدة، والهدف تحسين جودة النقل الحضري العمومي وتعزيز العرض بهذه المدينة التي تشهد نموا ديمغرافيا سريعا.
توسيع شبكة خطوط النقل الحضري نحو عشر وجهات جديدة سيسهم في فك العزلة عن عدد من الأحياء بإقليمي النواصر ومديونة وعمالة المحمدية، وفي تحسين جودة التنقلات وتمكين كل الساكنة من حقها في الولوج إلى خدمات النقل العمومي.
وفي هذا الصدد، أوضح المدير العام لشركة ألزا البيضاء مهدي صفوان أن الأمر يتعلق بدفعة أولى، تندرج في إطار المرحلة الأولى من توسيع شبكة الحافلات، تليها مرحلة أخرى تتمثل في تشغيل الدفعة المتبقية، والتي تضم 250 حافلة مع متم السنة الجارية، مضيفا أن الحافلات الجديدة (12 مترا) مجهزة بكل ما يلزم لضمان راحة الركاب، بقدرة استعابية تصل إلى 33 راكبا جالسا.
وأشار إلى أن كل الحافلات تخضع لـمعايير (Euro VI) التي تحترم البيئة، مسجلا أن الأسطول الذي دخل حيز الخدمة هو من الجيل الجديد الذي يتوفر على محركات تحد من الانبعاثات الغازية السامة (ثاني أوكسيد الكاربون).
وبخصوص الكلفة الإجمالية لهذا الأسطول، ذكر أن مجموع الحافلات (700 حافلة) تطلب تعبئة 1,4 مليار درهم، مولت بشكل أساسي من قبل الدولة عبر صندوق مواكبة إصلاحات النقل الطرقي الحضري والرابط بين المدن، وجماعة الدار البيضاء، وجهة الدار البيضاء سطات، ومؤسسة التعاون بين الجماعات البيضاء وألزا البيضاء المفوض لها تدبير النقل الحضري بالعاصمة الاقتصادية.
وأبرز أن الحافلات المشغلة مجهزة بكاميرات مراقبة ونظام تذاكر إلكتروني ومكيفات هوائية ونظام تدفئة، فضلا عن جسر متحرك ومقاعد للأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة. وبهذا الخصوص، لفت المدير العام لألزا البيضاء إلى أنه لتأمين الأسطول وسير الرحلات تم تجهيز الأسطول بكاميرات ذات جودة عالية وقدرة كبيرة على رصد أي تحرك أو سلوك مخالف للقانون، بهدف ضمان حركية انسيابية وممتعة للمسافرين على متنها.
وتابع أن هذه الكاميرات تتم مراقبتها بشكل دائم بفضل منصة متابعة محدثة بمقر الشركة، مضيفا أن السائق يمكنه في أي لحظة أن يلتحق بمقر الشركة لإطلاع المسؤولين على أي اعتداء وطلب التدخل الفوري.
وذكر، في هذا السياق، أن أعمال التخريب القليلة المسجلة هي حالات متفرقة ومنفصلة، وقد ووجهت باستنفار مختلف الجهات الفاعلة التي كثفت من جهودها من أجل تتبع الموضوع، مشيدا بالجهود المبذولة من قبل كل المتدخلين لمحاصرة مثل هذه السوكات.
وأردف أن جميع الأشخاص الضالعين في أعمال تخريب حافلات النقل طبقت عليهم العقوبات التي ينص عليها القانون، مشيرا إلى أنه موازاة مع ذلك، تم إحداث مركز اتصال من أجل تسهيل التواصل مع الزبناء والرد على تساؤلاتهم واستقبال آراءهم ومقترحاتهم بخصوص الخدمات التي نقدمها لهم.
ونوه إلى أنه يمكن الاتصال بهذا المركز كل أيام الاسبوع من الساعة السابعة صباحا إلى غاية السابعة مساء على الرقم 0520 55 20 55.
وبخصوص المشاريع المبرمجة لتعزيز خدمة النقل الحضري بالدار البيضاء في المستقبل القريب ونشر حافلات صديقة للبيئة، أفاد المدير العام لشركة ألزا البيضاء أن من بين الأمور الأولى التي نعمل عليها، هي رفع عدد الحافلات المستعملة في أفق نهاية السنة الجارية إلى 700 حافلة، إضافة إلى إعادة تأهيل الوكالات التجارية، وطرح مجموعة من الخدمات الرقمية على غرار موقع الكتروني، وتطبيق على الهواتف المحمولة.
المصدر: الدار– وم ع